دعاها معقَّلةً بالعراقِ
دعاها معقَّلةً بالعراقِ / إلى أهل نجدٍ هوى مطلَقُ
فباتت تماكس ثِنيَ الحبا / لِ منها الكراكرُ والأسؤقُ
فيأبَى عليها المريرُ الفتيلُ / ويُسمح ذو الرُّمَّةِ المخلقُ
تحنُّ ويا عجباً أن تحن / نَ لو أنها سائلٌ يُرزقُ
وما هي إلا بروقُ المنى / خِلاباً وما السفحُ والأبرقُ
فهل لمجعجعها أن يروحَ / لَوَ اَنّ الرواحَ بها أرفقُ
مراتعُها أمسِ أمرَى لها / وتربُ معاطنها أرفقُ
أتت بابلاً ونبت بابلٌ / بها وبكى المشئمَ المعرِقُ
فخلِّ لها طُرقَها والظلا / مَ تحلُمُ في السير أو تخرُقُ
وإن كذبتْ هاديات النجوم / فإنّ لها مُقلاً تصدقُ
عسى رقُّها في ديار الخمول / إذا شارفت عزَّها يُعْتَقُ
وقم أنت فاسبق بها المدلجين / فعفوُ المياه لمن يسبِقُ
فإما اعتذرتَ وإما بلغتَ / فحظُّك غايةُ من يلحقُ
كم النوم تحت ظلال القنوع / وفوق القذى جفنُك المطبَقُ
تهُبُّ عليك رياحُ المنى / فتَروَى بما أنت مستنشقُ
وخِلفُ العلا وأفاويقُها / لغيرك يُصبَح أو يُغبَقُ
وكم تستقيمُ فتمشي الحظوظُ / وحظُّك أعمى الخُطى مُزلقُ
تُخفَّضُ من حيثُ تبغي العلا / وتُحرَمُ من حيث تَسترزِقُ
ترودُ لنفسك غيرَ المَرادِ / فرِجلٌ سعت ويدٌ تُخفقُ
مطالبُ تُنفِقُ فيها الزمانَ / ومن صُلبِ عمرك ما تُنفِقُ
وحولك حيث ترى راعياك / ثرىً منبتٌ وحياً مغدِقُ
ودارٌ تعزُّ على أهلها / ولم تتقلقل بك الأينقُ
وأسماع أبناء عبد الرحي / م تُصغي وأبوابُهم تُطرَقُ
وأنجمهم لك رعياً تضيء / فتوري وشمسُهُمُ تُشرِقُ
وباسم الوزير فعذ بالوزي / ر يُفتَح بابُ الندى المغلَقُ
ألم تر للناس في فترةٍ / وقد أكلَ الأحلمَ الأخرقُ
ومن ركب الشرَّ طالت يداه / وطارت وَخُودٌ به معنِقُ
وفي كلّ سرحٍ أبو جعدةٍ / مكانُ الرُّعاةِ به يُنعَقُ
تَجَشُّمُهُ رحضُ ما دنَّسوا / وإحسانُه جمعُ ما فرَّقوا
وكنتَ تغيبُ فتشرَى الأمو / رُ ثمّ تعودُ فتستوسقُ
حَمَى شرفُ الدين أطرافَها / ومن خلفها طاردٌ مرهقُ
وأضغاث أرسانها في الرقابِ / نَواصل بالكفّ لا تعلقُ
فقوَّمَ والذئبُ مستأسدٌ / وعدّل والفحلُ مستنوقُ
كريمٌ تصلصلَ من طينةٍ / أعان المُطيبَ بها المعبقُ
رأت عينُ ساسانَ فيها النمو / وَ وهي على كفّه تشرقُ
فشجَّرها شرفاً لاحقاً / إذا هجَّن النسب الملصَقُ
تلألأُ في أفقها أنجمٌ / بحاشيتَيْ بدرها تُحدِقُ
تودّ البحارُ لأصدافهن / نَ لو هي عن مثلها تُغلَقُ
رعاك مليكٌ رعى الملكَ منك / بعينٍ على الضيم لا تُطرِقُ
وأنقذه بك فانتاش وه / و محترِشٌ ما له مَنفَقُ
حملتَ الوزارة حملَ المخفِّ / وقد أثقلتْ غيرَك الأوسُقُ
وكم عالجوها بخُرِق الأكفّ / ورأيُك في طبِّها أحذقُ
وسعتَ بصبرك إصلاحَها / وصدرُ الزمان بها ضيّقُ
وأخَّرهم عنك إذ قدّمو / ك أنك تفرِي الذي تخلُقُ
وتَرتُقُ ما فَتقته الرجالُ / ولا يرتُقون كما ترتُقُ
فكونوا لها كلما عُطّلتْ / حلىً منكم القُلبُ والأطوُقُ
وزدْ شرفاً أنت يا تاجَها / ولا افترق التاجُ والمفرِقُ
يريد سواكم ثناءً بها / فتأبَى عليه وتستطلقُ
ويستروح الناسُ أثوابَها / وأردانُها بكم أعبقُ
علوتَ فما تنتحيك الصفاتُ / بسهمٍ ولو أنه مغرِقُ
فسيَّان في مدحك الناجم ال / مُعذَّرُ والمنتهِي المفلقُ
إذا جدتَ أنطقتَ من لا يَبين / وإن قلتَ أخرست من ينطقُ
فقد شكّ ربُّ الكلام البليغ / أيكسد عندك أم يَنفُقُ
فداك وكيف له لو فداك / طليقٌ بروعته موثَقُ
تَكنَّفُه مانعاتُ البلا / د وهو على أمنها يَفرَقُ
يخال سيوفَك يخطفنهُ / ومن دونه البابُ والخندقُ
ويعلم أنّ القنا في يديك / يراه على البعد أو يرمُقُ
وكيف تحيلُ خفايا الشخوص / على أسمرٍ لحظُهُ أزرقُ
تسمَّعْ لها تستخفّ الحلي / مَ منها الطلاوةُ والرونقُ
وِهادُ الكلامِ وأجبالُه / طريقٌ بحافرها يُطرقُ
نوافثُ في عُقَد المانعين / فكلّ يبيسٍ بها مورقُ
سوائر بالعرض سيرَ النجوم / لها مغربٌ ولها مشرقُ
دعاةٌ بحمدك في الخافقيْن / لها بك ألويةٌ تخفقُ
لك السكبُ من سُحبها والعهاد / وعند العدا الحصَبُ المصعِقُ
يكيس بها والدٌ منجبٌ / إذا وَلَدَ الشاعرُ المحمِقُ
بقيت وقد فنِيَ القائلون / عليها وما حَزَني لو بقُوا
تُذكِّركم فِيَّ حفظَ العهود / وإن لم يضع عندكم مَوثِقُ
تحاشيكُمُ أن أُرَى ظامئاً / أحوم وواديكُمُ مُتأقُ
ويوحشها أنَّ ربعي على / تجدُّد دولتكم مُخلِقُ
وأني بمضيعةٍ مثلُكم / على الفضل من مثلها يُشفِقُ
ترى الناسَ لم يُسلفوا مثل ما / لها وهي تهبِط قد حلَّقوا
وفي الحقّ والحكَمُ العَدْلُ أنت / إذا لحقوا أنها تَلحقُ
أمنتُ عليك صروفَ الزمانِ / وأخطأك القدَرُ الموبقُ
ودارت لك السبعة الجارياتُ / بما تستحبُّ وتستوفقُ
وعُدَّ أُلوفاً لك المهرجان / يُجدُّ السنين كما يُخلقُ
يزورك مسترفداً سائلاً / فيغمره سيبُك المغدِقُ
ويُذهله وجهُك المستنيرُ / عليه ومجلسُك المونِقُ