بما في ليالي الهوى من أرقْ
بما في ليالي الهوى من أرقْ / وما في ليالي النَّوى من قَلقْ
هَبي مُغرماً نفَساً سارياً / على شفَتَيكِ بعرفِ الحبق
كما حملت نفحاتُ الصَّبا / إليكِ من الرَّوضِ عطراً عبق
وقد بلَّلَ الزّهرَ دمعُ النَّدى / وورَّدَ خدَّ السماءِ الشَّفق
أفضتِ على العينِ نورَ الهوى / فلذَّ البكاءُ لها والأرق
وشاقَ جمالُكِ قلبي الذي / كَسَقطِ الفراشةِ فيهِ احتَرَق
قِفي نقضِ تحتَ الدّجى لذَّةً / فهذا الشّبابُ كطيفٍ طرَق
فما أنتِ أوّلُ معشوقةٍ / وما أنا أولُ صبٍّ عَشق
فكم سرقت من شذاكِ الصَّبا / وكم سرقت من سناكِ الحدَق
لئن قلتِ في خَصرنا رقَّةٌ / فقلبي وشِعري ولفظي أرَق
وإن قلتِ في ساقِنا دِقَّةٌ / فرأيي وفِكري وذوقي أدَق
جبينُكِ نسرينةٌ أزهَرت / عَليها النّدى وعليهِ العَرَق
وقدُّكِ أغصانُ تفّاحةٍ / أحاطَ بها زَهرُها والوَرَق
وَشعرُكِ سَربٌ يحومُ على / ترائبَ مُزدانةٍ بالحَلق
وخدُّكِ فَلقَةُ رمّانةٍ / ومثلَ السوارِ فؤادي خَفَق
سأذكرُ يا هندُ من حبِّنا / وداعَ الصّباحِ وشوقَ الغَسَق
وأفدي جمالاً هداني إلى / عفافِ غرامٍ وقوَّةِ حَق