فديتكَ من ظالمٍ منصفِ
فديتكَ من ظالمٍ منصفِ / وناهيكَ من باخلٍ مُسْعفِ
بلقياكَ يُشفى سقامي الممضُّ / ولكن بسفكِ دمي تشتفي
وتخلفُ وعدَكَ لي بالوصال / حنانيكَ من واعدٍ مُخلفِ
وتستحسنُ الغدرَ طبعاً ومَنْ / وَفَى من ذوي الحُسنِ حتى تفي
أَمثْلكَ كلُّ حبيبٍ جفا / ومثليَ كلُّ حبيبٍ جُفي
أَيا ليِّنَ العطفِ قاسي الفؤادِ / بعيشكَ باللّهِ لنْ واعطفِ
فما تركَ الوجدُ لي مُسْكَةً / ولا منَّةً ليَ لمْ تَضْعُفِ
تلافَ قصدُّكَ لي متلفٌ / فؤادي من الأَسفِ المتلفِ
وإن كنتَ لابدَّ لي قاتلاً / بما صنعَ الوجدُ بي فاكتفِ
تناهيتَ في قتلتي عامداً / فحيثُ انتهيتَ بقتلي قفِ
ثناياكَ بُرئيَ في رَشْفها / وقد طالَ سُقمي ولم أَرشُفِ
أَنجو ومن قدَّك السّمهريِّ / لحَيْني وفي جفنكَ المَشْرَفي
أَيا مسرفاً في عذابي اقتصدْ / أَعيذكَ من شَطَطِ المُسرفِ
نحوليَ من خصرِكَ النّاحلِ / السّقيمِ كعاشقكَ المُدْنَففِ
ومن سُقمِ لحظكَ ذاكَ المريضِ / شفائي وأُشفى أَنا لو شُفي
على خَطْفِ قلبي يحل الشّبا / كَ عقدُ وشاحكَ في مُخْطَفِ
أَنا المستهامُ بذاكَ القوام / وذاكَ الموشّحِ والمعْطَفِ
وذاك المقبّلِ والمبسمِ ال / مفدَّى المقدَّمِ والقرقفِ
بخدِّكَ من وَهَجٍ شعلةٌ / أَحاطتْ بقلبي فما تنطقي
فإنْ تُخْفِ ألحاظُكَ القاتلاتُ / دمي فبخديّكَ ما يختفي
غدا عاذلي عاذراً مذْ رأَى / عذاركَ كالقمرِ الأَكلفِ
وقال أَرى خدَّه مرهفاً / ولا عيبَ في خَصْرِه المُرهفِ
أَقاحٍ وآسٌ ووردٌ لها اج / ماعٌ على غُصن أَهيف
ترفّقْ رفيقي فليستْ الذي / يعنِّفُ في الحبِّ لم يَعْنُفِ
عرامٌ عرا وزمانٌ عَدا / فهل ظالمٌ منهما منصفي
زمانٌ خلا من جميلٍ فليس / لغير ذوي نقصهِ يَصْطفي
جنى ظلمةَ الفضلِ حظي المنيرُ / ولولا سنا الشَّمسِ لم تُكْسَفِ
ويا ليتَ دهري إذا لم يكنْ / بسؤليَ يُسْعفُ لم يَعْسُفِ
أَيبلغُ دهريَ قصدي وقد / قصدتُ بمصرَ ذُرَى يوسفِ
ويوسفُ مصر بغيرِ التُّقى / وبذلُ الصَّنائع لم يوصفِ
فَسرْ وافتحِ القدسَ واسفكْ بهِ / دماءً متى تجرها ينظفِ
وأهدِ إلى الأَسْبار البتار / وهُدّ السُّقوفَ على الأسقفِ
وخلِّصْ من الكفرِ تلكَ البلادَ / يُخلِّصُكَ اللّهُ في الموقفِ