المجموع : 4
أحَبَّ فمَن ذا الذي أخلَفَهْ
أحَبَّ فمَن ذا الذي أخلَفَهْ / ومَلَّ فمن ذا الذي استعطَفَهْ
فلا أحدٌ في الرضا ساءَهُ / ولا أحد في القلى عنَّفَه
وكان زكيّاً كما قد علمتُ / فما ذا التعدّي وما ذا السَّفَه
وفي الناس من يتجنّى الذنوبَ / وذا قد تجاوز حدَّ الصِّفَه
ولا كلُّ مَن كانَ ذا قوَّةٍ / يناوي الضعيفَ إذا استضعفه
وزعَّمني صدفاً خاوياً / من الدرِّ مثل الذي صرَّفَه
ولو شئتُ عرَّفتُه مَن أنا / وإن كانَ لي جيِّد المعرفَه
وإبليس يعرف مَن رَبُّه / ولكنَّ طغيانه سرَّفه
سأحلم حتى يقولوا شأى / معاويةَ الحلمَ أو أحنَفَه
لأن ركائب عهد الوفا / على طلل العهد مستعطَفَه
وما أولَعَ المرء بالموبقات / وعند الحقائق ما أضعفَه
تراني أُحَبِّكُ طول الحياة / لساناً بما ساءَه أو شَفَه
أأهجوه حتّى يقول الأنامُ / أنَصرٌ هجاه لقد شرَّفَه
وسَل مَن تعرَّض لي في الهجا / ءِ عن عِرضِه أين قد خَلَّفَه
وذو الجهل ينصف من ضامه / سَفاهاً ويظلم من أنصَفَه
وفيتَ وما لك إلا الوفا
وفيتَ وما لك إلا الوفا / وأنصفتَ والعدلُ أن تُنصِفا
ضمنتَ ضماناً وأتممتَه / وأوليتَ ما جلَّ أن يُوصَفا
فما كنتَ في العهد لي خائناً / ولا كنتَ في الوعد لي مخلفا
لقد عاد وصلُك مستطرَفاً / لأني توقَّعتُ منك الجَفا
ولو نال غيرُك ما نلتَهُ / لفارَقَ أحبابَه وانتفى
لأن المَلُولَ إذا ما استقا / مَ بالوَصل شَتَّتَ ما ألَّفا
فلِم لا أُواصِل مَن لو جفا / لكدَّر من عيشتي ما صفا
تُراني أُضيع حقوق الهوى / وأنت حفيظ لعهد الصفا
ولكنني لك طوع اليدي / نِ على رغم من لام أو عنَّفا
فلستُ أُبالي بمن لامني / إذا ما وفيت لمن قد وفى
وذي فطنةٍ نكته في استه
وذي فطنةٍ نكته في استه / على غير وعدٍ بمثل الكَتِفْ
فقلت له اعصر فقال لحنت / بقولك أعصِر بفتح الألِفْ
فقلتُ فديتُكَ من أحمقٍ / فقال وأحمقُ لا ينصرفْ
ألا قُل لبدر ليالي الدجى
ألا قُل لبدر ليالي الدجى / ونور الظلام إذا أسدَفا
ويا قمراً اسمه يوسفٌ / وفي الحسن تشبيهه يوسفا
ويا فاتر الجفن ماذا الجفا / أمَا آنَ باللَهِ أن تعطفا
أذا المسك أُنبِتَ في عارِضَيكَ / أم الوالدانِ له غَلَّفا
فقد حَسَّناكَ وقد ملَّحاكَ / وما أحسَنا بي ولا أنصفا