سقاني الغرام بعينية صرفا
سقاني الغرام بعينية صرفا / قوي حكى خصره النضو ضعفا
خلت الجوانح من لوعة / يهز اختيالا من التيه عِطفا
إذا قلت قد خف وجدي به / وشف على قدم النأي شمسا
أو أصله وهو لي هاجر / وأهوى هواه وإن كان حَتفا
وأخشى العواذل أن يفطنوا / فأخفي من الوجد ما ليس يخفي
وما ينكرون سوى أنني / عرفت بنجد لنعمان عرفا
وفي ذلك السرب مستأسد / وإن كان في مرطح العين خِشفا
حكي ظبية الرمل لما رنا / بتلك اللواحظ والرمل ردفا
كسفت به الشمس لما كشف / ت راد الضحى عنه رقما وسجفا
أرى الدار بعدهم قد عفَت / وشوقي برمَّته ما تعفّى
لقد خلفتهم بها النافرا / ت لا وضعت لحيا المزنِ خلفا
ولائمة أصبحت في الغِنى / تعز عليّ من الغيظ كفّا
تعدد عندي ذنوب الزمان / وخرق الحوادث ما ليس يرفا
وتذكرني ثروة ثروة / تعدت أديبا ولم تعد جِلفا
تقول إذا حاف فقر فلذ / بمن هو في دفعه عنك أحنى
توكل على جود يحيى الوزير / ولا تطلبن سوى ذاك تكفي
تجد منبت الجود ضاف عليك / وعيص لسماحة عبصا ألفا
صفت لي أخلاقه فاغتدت / أرعن ماء طبعا وأصفى
جزيل المواهب غش الحجى / يغني حياء عن الفحش طرفا
واقسم لو غير تاج الملو / ك مد إلى المبد كفيه كفا
يعاف الدنايا وأطماعها / بنفس حر دينها أن تعفا
لقد رحت للدين يا عونه / وللمعتفين ملاذا وكهفا
ولما قدمت رأيت النّدى / يرف عليك أماما وخلفات
ونصر الإله وتأييده / بؤم جيوشك صفا فصفّا
وقد سدت إذ سدت عن قدرة / مطاعا وقدت تأعاديك عنفا
وصعرت خدا لمن لم يزل / أخا كبريا وأرغت أنفا
وكان عتادك يوم الوغى / حساما صقيلا وحصداء رففا
واسمر يرعد لا خيفة / ومتجرداً يسبق الطكرف طرفا
لقد شفي الشعر من دائه / بعَودك من بعد ما كان أشقى
حلفت بمنطويات طورين / ما نثر البيد سهلا ونعفا
تخف إذا ذكرت مكة / فترمي من السير رساما وخفا
إذا بلغت راكبيها منى / بلغن المنى وتلقين زلفى
بأنك أندى الورى راحة / وأكلف بالمجد منهم وأكفا
فداؤك ذو سنة كلّ ما / أقول تنبه للجود أنفى
فخذها تُخال نسيم الصبَا / مع الصبح رى أو النبت رفينا
يكون لها كلما كررت / وكر الزمَان على الشعر صرفا