رعتْ من تبالةَ جعداً لفيفا
رعتْ من تبالةَ جعداً لفيفا / وسَبطاً يرفُّ عليها رفوفا
وساقَ لها حارسُ الإنتجا / ع من حيث حنَّتْ نميراً وريفا
تخطّاه تُبشِمُه بالعيون / بِطاناً وتُقلصُ عنه الأنوفا
رعتْ ما اشتهت ذا وذاك الربي / ع رعياً يجرُّ عليها الخريفا
وحدّثها أُسَرُ المحصناتِ / أحاديثَ نجد فخبَّتْ خفوفا
وحنَّت لأيّامها بالبطاح / فمدّت وراء صليف صليفا
تراود أيديَها في الروَيد / ويأبى لها الشوق إلا الوجيفا
فهل في الخيام على المأزَمَي / ن قلبٌ يكون عليها عطوفا
وهل بانُ سلع على العهد من / ه يحلو ثماراً ويدنو قُطوفا
تَزاوَرُ ريح الصَّبا بينهن / فيُقبلن مِيلاً ويُدبرن هِيفا
وحيٍّ دوينَ مِنىً لا يزا / ل يقرِي عزيب الغرامِ الضيوفا
تجاوره فتخافُ العيو / ن مرهَفةً وتُخيف السيوفا
ترى ما اشتهت لك عينُ الصدي / ق عزّاً عريضاً وبِرّاً لطيفا
نساءً بأكسارِ تلك البيو / تِ شاهدةً ورجالاً خُلوفا
وصفراءَ من طيّباتِ الحجا / زِ تمشي تريك الخليعَ النزيفا
ترى الزعفرانَ سقَى خدَّها / مُجاجته والعبيرَ المَدوفا
تعلَّق قومٌ بدورَ التِّمام / وعُلِّقتُ منها هلالاً نحيفا
حماها الغيورُ فعادت تلو / ث دوني الستورَ وترخي السجوفا
وروّضها قائدُ الكاشحين / فألقى مقاداً وحبلاً ضعيفا
إذا مجَّ سمعيَ قولَ الوشاةِ / تعلَّقَ في أُذنيها شُنوفا
فكم ليلةٍ ورقيب العيو / ن لا يحمل النوم إلا خفيفا
سمرتُ ففاسقني طرفُها / وألفاظُها ثم كنتُ العفيفا
وقد كان حبٌّ يقُضُّ الضلوعَ / ولكنّه كان حبّاً شريفا
وحاجةِ جِدٍّ تناولتها / برأيٍ يبُذُّ الفؤادَ الحصيفا
دعوت لها قبلَ داعي الصباح / غلاماً بطُرْق المعالي عروفا
فهبَّ وفي رأسه فضلة / من النوم تُطلقُ جفناً رسيفا
يودُّ بكبرى المنى لو رفق / تُ في ساعةٍ كنتُ فيها عَسوفا
وعاجلتُه فركبتُ الخِطارَ / وقام فحاضن ظهري رَديفا
وقلتُ تيمَّمْ بنا جانباً / منيعاً وبيتَ فخارٍ مُنيفا
فأهلُك حيث تكون المطاعَ / ودارك حيث تكون المَخوفا
تطلَّعْ وراء ثنايا الظلام / أتؤنس للمجد برقاً خَطوفا
عسى البدرُ في آل عبد الرحيم / يضيءُ فيرفع هذي السُّدوفا
هم الناس فاحبس عليهم وخذ / بحُجْزتهم إن رهبت الصروفا
ترى الماءَ لامعُه لا يغُر / رُ والنارَ لا تكذِبُ المستضيفا
ومربوطةً لتجيب الصريخ / وسارحةً لتروّي اللهيفا
وبيضاً مَجاليَ في الأنديا / ت لا ينظرُ البدرُ منها الكسوفا
إذا صدئت أوجهُ المانعين / أرتك الندى رقَّةً أو شُفوفا
وشارة ملك تريك الفذو / ذ منهم حيالَك جمعاً كثيفا
تُكثَّرُ قلّةُ أعدادهم / فتحسبهم عشراتٍ ألوفا
تمارَى العلا فيهمُ أيُّهُم / أشدّ عُلوقاً بها أو حفوفا
فتحمد كهلَهمُ والغلامَ / وترضى تليدَهُمُ والطريفا
توافوا عليها توافي البنا / ن كبرَى وصغرَى يطُلنَ الكفوفا
رأوا قبلة المجد مهجورة / فمالوا فظلوا عليها عكوفا
وقام عميدُ الكفاةِ الإمام / وجاءوا وراء صفوفاً صفوفا
فتى لا يقرّ على عثرةٍ / ولا يرِدُ الضيمَ إلا عَيوفا
ولا يحسب المالَ وجهاً يُصانُ / ولا ساحةَ العُدم ظهراً مُخيفا
إذا اشتدَّ عاركتَ ليثاً غضوباً / فإن لان غازلتَ ظبياً ألوفا
تخالُ عِمامتَه مِغفَراً / ويومَ الحياءِ تراها نَصيفا
وشعواء تنزو بهامِ الكفا / ةِ طوراً طِراداً وطوراً وُقوفا
تُريبُ الشجاعَ بظلِّ القناةِ / ويتَّهمُ الطرفُ فيها الوظيفا
ندبتُ إليها على خَطبها ال / جليلِ هضيماً حشاه لطيفا
يطأن على فِقَرٍ لا تَزا / لُ والأسد مستأخراتٍ دُلوفا
ومغبرّة الجوّ غرثى الترا / ب لا تحلب الضرعَ إلا القُروفا
يعود بها الفحلُ نِضواً أجب / بَ يألم جِرَّتهُ والصريفا
فتحتَ يديك فجلَّلتها / سحاباً ظليلاً وغيثاً وكيفا
مكارم تُتِمكُ عَرض السَّنا / م بعد الذبول وتَبني السديفا
إليك رحلنا مطايا الثنا / ء نُدمِي مناسمَها والدُّفوفا
عليها وُسوقُ الأماني الثقا / لُ مقترحاتٍ صنوفاً صنوفا
فأصبحنَ يحكمن بالإشتطا / ط في بحر كفّك حكماً عنيفا
أوانس منك بما يبتغين / وكنّ من الناس وَحْشاً عَزوفا
وعقّ الرجالُ بناتِ القرِيض / فكنت بهنّ حفيّاً رؤوفا
كأنيَ من عزّها في ذَراك / أرى النجمَ جاراً لها أو حليفا
فلا زلتُ أُركِبهُنّ الروا / ةَ فيك مُهملِجة أو قَطوفا
سوائر لا البحر يخشينه / ولا يتناذرن ريحاً عَصوفا
لمجدك منها رسومٌ تقا / م كالعهدِ يُحفَظُ والنذرِ يوفى
تُرِي لك إكثارَها قِلّةً / ومنك كثيراً جداك الطفيفا