شَكَوتُ إِلَيكِ الجَوى
شَكَوتُ إِلَيكِ الجَوى / فَلَم تَسمَحي بِالذَوى
فَمُذ طالَ عُمدُ النَوى / جَعَلتُ إِلَيكَ الهَوى
شَفيعاً فَلَم تُشفِعي /
صَرَمتِ حِبالَ الوَفا / وَكَدَّرتِني بِالجَفا
فَحاوَلتُ مِنكَ الصَفا / وَنادَيتُ مُستَعطِفا
رِضاكِ فَلَم تَسمَعي /
تُراكِ إِذا ما اِشتَفى / عِداكِ وَزالَ الخَفا
وَأَمرَضتَني بِالجَفا / أَتارِكَتي مُدنَفا
أَخا جَسَدٍ موجَعِ /
تُرى هَل لِعَيشي رُجوع / بِمُؤنِسَتي في الرُبوع
وَفاجِعَتي بِالهُجوع / وَمُغرِقَتي بِالدُموع
وَقَد أَحرَقَت أَضلُعي /
لَقَد كُنتُ طَوعَ الهَوى / وَنَحنُ بِحالٍ سَوا
فَكَيفَ أَكُفُّ النَوى / وَفُؤادي قَدِ اِنكَوى
بِالنَظَرِ المُطمِعِ /
أَطَعتُ فَعاصَيتِني / وَبِالصَبرِ أَوصَيتِني
فَمُذ قُلتُ خَصَّيتِني / جَفَوتِ وَأَقصَيتِني
فَهَلّا وَقَلبي مَعي /