أعندك للبين غير الدموع
أعندك للبين غير الدموع / ونار تأجح بين الضلوعِ
ووقفة صب على معهد / تسائل عنه بغير السميعِ
نعم قد يطيع الأسى مكرها / فتى لم يكن للأسى بالمطيعِ
ويخضع للبين من لم يذق / قبيل التفرق طعم الخضوعِ
أحن إلى علوة كلما / تألق لي ضوء برق لموعِ
ولست وإن بعدت أونأت / لعهد مودّتها بالمضيعِ
وإن غرامي غرامي الذي / عهدت بها وولوعي ولوعي
أيا زمنا مرّ لي بالحمى / مضيت حميدا فهل من رجوعِ
عشية كان الهوى سائقي / إلى وصلها وشبابي شفيعي
عفا الله عن بدرتم نفي / جفاه عن الجفن طيب الهجوعِ
كأن قلائده والعقود / تنظم من ثغره أو دموعي
إلام أروم ندى بأخل / بوصل وأطلب جدوى منوعِ
وحسنى أبي الفرح الأريحي / ي أنجع من حسن خود شموعِ
ربيع العفاة إذا أمحلوا / وذو خلق مثل زهر الربيعِ
يبشر ورّاده بشره / بربع فسيح ومرعى مربعِ
هو الصدر ما زال يلقى العفا / ة في كل ضيق بصدر وسيعِ
أصيل الحجى مستماح الندى / كريم الأصول نبيل الفروعِ
إذا ما تكلفت مسعاته / تكلفت ما لست بالمستطيعِ
وأروع ماخمد ناره / ولا بات جار له بالمروعِ
عزائمه في الوغى كالسيوف / وآراؤه خلفها كالدروعِ
فلا فرح يزدهيه الغنى / ولا عند حاثدة بالجزوعِ
ومغرى بتجميع شمل الثناء / وتبديد شمل الثراء الجميعِ
بطيء الوعيد ولكنه / يناض ذاك بوعد سريعِ
أخو همة لم تزل ضخمة / تقارع كل همام قريعِ
أيا ابن الدوامي يا من به / أمنت أذى كل خطب فظيعِ
ويا من سكنت إلى ظله / فأسكنني ظل طود منيعِ
حللتَ من المجد في باذخ / يطول الرعان منيف رفيعِ
لقد رضت من أملي جامعا / وأدنيتَ شخص رجائي الشسوعِ
فلا زلت أحبوك من منطقي / وأكسوك كل ثناء بديعِ
ثناء جديد بتفريفه / فضلت على مسلم والخليعِ
فتى الحسن أسمع فأنت امرؤ / أقل فعالك حسن الصنيعِ
تواضعت دهرات للقاصدين / فأغنيت قصد فدم رضيعِ
فلا زال بحرك للواردين / عذب المناهل سهل الشروعِ
وزارتك أشباحهم طلحا / على طلح جائلات النسوعِ
وعاد لك العيد ما أطربت / صنوف الحمام بطيب السجوعِ