على أيّ وَجدٍ طَوَيْتَ الضلوعا
على أيّ وَجدٍ طَوَيْتَ الضلوعا / وأجْرَيْتَ ممَّا وَجَدْتَ الدُّموعا
ومن أيّ حال الهوى تشتكي / فؤاداً مروعاً وشوقاً مُريعا
تذكّرْتُ أيامنا بالحمى / وقد زانت الغيد تلك الربوعا
ولم أدر حين ذكرت الألى / دموعاً أرقتَ لها أمْ نجيعا
وقال عذولُك لما رآك / وما كنتَ للوجد يوماً مذيعا
لأمرٍ تُصَبّبُ هذي الدموع / إذا شمتَ في الجزع برقاً لموعا
ولما فَقَدْتَ حبيبَ الفؤاد / غداة الغميم فقدت الهجوعا
وكنتَ غداة دعاك الهوى / لحمل الغرام سميعاً مطيعا
وإنِّي نصحتُك من قبلها / وزِدْتُك لَوماً فَزِدْتَ ولوعا
ولما رغبتَ بحمل الغرام / حَمَلْتَ الغرامَ فَلَن تستطيعا
وأصْبَحْتَ تبكي بدوراً غَرَبْنَ / زَماناً على الحيّ كانت طلوعا
وأيّامُنا في زمان الصّبا / وإنْ لم تكنْ قافلاتٍ رجوعا
فإن تبكِهمْ أسَفاً يا هذيمُ / فخُذني إليك لنبكي جميعا