المجموع : 23
تَبَدّى عِشاءً هِلالُ الصِيامِ
تَبَدّى عِشاءً هِلالُ الصِيامِ / بِنَحسٍ عَلى الكَأسِ وَالبَربَطِ
فَكَم مِن فَتىً راحَ بَينَ القِيا / نِ نَشوانَ ذا فَرَحٍ مُفرِطِ
وَكانَ نَشيطاً فَلَمّا رَآ / هُ صاحِبَ هَمٍّ فَلَم يَنشَطِ
وَأَعرَضَ عَنهُ كَما أَعرَضَت / فَتاةٌ عَلى الحاجِبِ الأَشمَطِ
كَلامُكَ مُلتَبِسٌ لا يَبينُ
كَلامُكَ مُلتَبِسٌ لا يَبينُ / كَالخَطِّ أَغفَلَهُ الناقِطُ
نَصَحتُكَ لا تَعتَرِف يا أُخَيّ / بي فَأَنا الرَجُلُ الساقِطُ
وَلَو كُنتُ مُلقىً بِظَهرِ الطَريقِ / لَم يَلتَقِط مِثلي اللاقِطُ
قَطَعتَ البِلادَ فَمِن صاعِدٍ
قَطَعتَ البِلادَ فَمِن صاعِدٍ / بِغَيثِ النَوالِ وَمِن هابِطِ
تَمُدُّ عَصاكَ إِلى النابِحاتِ / فَيُعجَبنَ مِن جَأشِكَ الرابِطِ
وَتَغبِطُ كُلّاً عَلى ما حَواهُ / وَما لَكَ في العَيشِ مِن غابِطِ
وَقَفتَ عَلى كُلِّ بابٍ رَأَيتَ / حَتّى نَهاكَ أَبو ضابِطِ
أَعوذُ بِرَبِّيَ مِن سُخطِهِ
أَعوذُ بِرَبِّيَ مِن سُخطِهِ / وَتَفريطِ نَفسي وَإِفراطِها
تَدينُ المُلوكُ وَإِن عُظِّمَت / لِما شاءَ مِن خَلفِ أَفراطِها
وَتَجري المَقاديرُ مِنهُ عَلى / عِظامِ النُجومِ وَأَشراطِها
وَما دَفَعَت حُكَماءُ الرِجالِ / حَتفاً بِحِكمَةِ بُقراطِها
وَلَكِن يَجيءُ قَضاءٌ يُري / كَ أَخا غَيِّها مِثلَ سُقراطِها
فَلا تَبخَلَنَّ يَدٌ كَزَّةٌ / عَلى المُستَميحِ بِقيراطِها
أيا قاضياً قد دنت كُتُبه
أيا قاضياً قد دنت كُتُبه / وان اصبحت داره شاحطه
كتاب الوساطة في حسنه / لعقد معاليك كالواسطه
لقد شط الركب من واسط
لقد شط الركب من واسط / فوا شوق نفسي إلى الشاحط
ألست على أخذ عهد الغرام / من قلب إلفك بالشارط
لقد كان هجرك شوك القتاد / فكيف استلان لدى الخارط
وأغيد إن يمتشط جعده / تعبق منه يد الماشط
أرى نوره شق ثوب الدجى / فأعيا على إبر الخائط
سخطت علي ولا ذنب لي / عليك رضا اللَه من ساخط
بسطت إليك يدا الوصال / فهلا رحمت يد الباسط
لقد كان نظمك نثر اللئال / سمحت بهن على اللاقط
إذا طالعتها الشمس وهي سوافر / يجلببها برد الكسوف حياؤها
وما بينها مسكية الطيب ثوبها / إذا لامس الأرض استطاب ثراؤها
مرنحة أعطافها فكأنما / يزر على خوط الأراك رداؤها
لها بين أفلاذ القلوب ملاعب / وإن ضمها في سفح نجد خباؤها
لقد أسرت يا للعشيرة مهجتي / وتلك التي لا يفتدي أسراؤها
فيا ربما خضنا لزورتها الدجى / على حين لم تشعر بنا رقباؤها
فجئنا إليها والظلام يلفنا / مخافة نمام فنم ضياؤها
عسى دارها تدنو فيألف مقلتي / كراها ويشفى بالتداني قذاؤها
أَرى الدَهرَ بحراً طَمى بِالعَنا
أَرى الدَهرَ بحراً طَمى بِالعَنا / فَسر بِالسَفائن قرب الشطوطْ
أَرى العَيشَ طُوداً بعيدَ الذَرى / فَقلل صُعوداً يَهون الهُبوط
فَخفف رحالك إِنّ المَدا / مَديد وَداراً ترجّي شحيط
وَهيِّئ حساباً فَربّي حسيب / وَدبر فراراً فَربّي محيط
هو الشيب لا بدّ من وخطه
هو الشيب لا بدّ من وخطه / فقرّضه إن شئت أوغطه
أقلقك الطلّ من وبله / جزعت من البحر في شطه
وكم منك سرّك غصن الشبا / ب وريقا فلا بدّ من خبطه
فلا تجزعن لطريق سلك / ت انبّ غيرك في وسطه
ولا تجشعن فما إن ينا / ل من الرزق كل سوى قسطه
وكم حاجة بذلت نفسها / ففوّتها الحرص من فرطه
إذا أخصب المرء من غفلة / يسانى الزّمان على قطحه
ومن عاجل الحزم في عزمه / فإنّ الندامة من شرطه
وكم راحة نالها جازم / على ما تألم من سعطه
وكم غرّ من متخم ممعص / وفور اللذاذة في سرطه
وكم ملق تحته غيلة / كما يمرط الشعر في مشطه
إذا ما أحال أخو زلة / على العذر فاعجل إِلى بسطه
وما يتعب النفس تمييزه / فلا تعجلن إِلى خلطه
ووقر أخا الشيب والح الشبا / ب إذا ما تعسف في خبطه
ولا تبغ في العذل واقصد فكم / كتبت قديماً على خطه
وكم عاند النصح ذو شيبة / عناد القتاد لدى خرطه
تراه سريعا إِلى مطمع / كما انشط البكر عن نشطه
وكم رام ذو ملل حاشم / ليغضب حلمى فلم أعطه
وذى حسدٍ لي أسقطته / لقى يأنف الدهر عن لقطه
يحاول حطى عن رتبتي / قد ارتفع النجم عن حطه
يظل على دهره ساخطا / وكم يضحك الدهر من سخطه
لشاعرنا خالدٍ في استِهِ
لشاعرنا خالدٍ في استِهِ / مآربُ أخرى سِوى الغائطِ
يُغنِّي الندامى بها تارةً / ويؤْتَى على شيبه الواخِطِ
يُقضِّي بها الشيخُ أوطارَهُ / برغم المعنِّفِ والساخِطِ
ولم يهجُرِ الشيخُ لذَّاتِهِ / ويجفُ المعاصي كالقانطِ
له زوجة شرَّ ما زوجةٍ / تلقَّطها شرُّ ما لاقطِ
مشهَّرةٌ لو مشى خَلْفَها / نبيٌّ لَقيلَ له شارط
تُناك وقَرنانُها حاضرٌ / بمنزلة الغائبِ الشاحِط
فإن غارَ قالتْ له نفسُهُ / تغافلْ كأنكَ في واسط
أخالدُ كم لك من صافعٍ / وكم في سِبالكَ من ضارط
وأنت صبورٌ لعضَّ الهوانِ / كصبر البعير على الضاغط
أذلَّكَ حُبُّك عُجرَ الفيا / شِ يا ابنَ المَقاوِل من نَاعط
حلفتُ لئن لم تكن ساقطاً / فما في البريّة من ساقط
لئن لزَّك الجهلُ في عُقدةٍ / من الشرِّ تأبى على الناشط
لكمْ أهلك الجهلُ من جاهلٍ / وكم أوْرطَ الليلُ من خابطِ
ومثلك في النُّوك قد كادني / فأصبح ذا عملٍ حابِطِ
وَقالُوا تَعَرْقَبَ في وَعدِهِ
وَقالُوا تَعَرْقَبَ في وَعدِهِ / وَقَد كان في نفسهِ سَاقِطَا
فَقلتُ صَدَقْتُمْ وما مِنْتُمُ / فَما زِلْتُ أَعْرِفُهُ حَائِطَا
تنازعني النفس أعلى مقام
تنازعني النفس أعلى مقام / ولست من العجز لا انشط
ولكن بقدر علو المكان / يكون هبوط الذي يسقط
وَأَهلُ القُرى كُلُّهُم يَنتَمونَ
وَأَهلُ القُرى كُلُّهُم يَنتَمونَ / لِكِسرى ادعاء فَأَينَ النبيطُ
أتنشط للوصل يا سيدي
أتنشط للوصل يا سيدي / فإن الحبيب له قد نشطْ
أُحبُّ اجتماعَكما في الهوى / عسى اللَهُ يصنع لي في الوسطْ
دع الخوض في الكلم الجاحظي
دع الخوض في الكلم الجاحظي / ومع مقرئ الشام فاقرأ بضبط
إذا ما غرقت بمثل ابن بحر / وجدت النجاة بمثل ابن شطّ
يلوم العذول على أعينٍ
يلوم العذول على أعينٍ / خطائية حسنها في سطا
عذوليَ خذ لكَ عين الصواب / ودعْ في الهوى ليَ عين الخطا
تُنازِعُني النَّفْسُ أَعْلى الأمورِ
تُنازِعُني النَّفْسُ أَعْلى الأمورِ / وَلَيْسَ مِنَ العَجْزِ لا أَنْشَطُ
وَلَكِنْ بِمِقْدارِ قُرْبِ المكانِ / تَكونُ سلامَةُ مَنْ يَسْقُطُ
تَعَزَّ أَبَا بَكْرٍ المُرْتَجَى
تَعَزَّ أَبَا بَكْرٍ المُرْتَجَى / عَنِ الأَهْلِ وَالعُصْبَةِ الفَارِطَهْ
وَمَا ظَلَمَ المَوْتُ فِي حُكْمِهِ / لَعَمْرَكَ حَيَّاً وَلاَ غَالَطَهْ
وَمَنْ يَكُ جَوْهَرَ هَذَا الفَتَى / فَأَيْدِي المَنَايَا لَهُ لا قِطَهْ
وَلَكِنْ بَقَاؤُكَ أَرْضَى النُّفُوسَ / وَكَانَتْ لِمَنْيَتِهِمْ سَاخِطَهْ
فَإِنْ يَكُ عِقْدٌ وَهَى بَعْضُهُ / فَإِنَّ الذِي بَقِيَ الوَاسِطَهْ
وَقَالُوا عَلَيْكَ وَسِيْطَ الأُمُورِ
وَقَالُوا عَلَيْكَ وَسِيْطَ الأُمُورِ / فَقُلْتُ لَهُمْ أَكْرَهُ الأَوْسَطَا
إِذَا لَم أَكُنْ فِي ذُرَى شَامِخٍ / وَلاَ فِي حَضِيْضٍ وَطِيءِ الوِطَا
وَحَاوَلْت مِنَ مُرْتَقًى هَائِلٍ / تَوَسُّطَهُ خِفْتُ أَنْ أَسْقُطَا
وَخَيْرٌ مِنَ العَنَقِ المُسْبَطِرِّ / إِذَا أَعْوَزَ السَّيْرُ قَصْرُ الخُطَى
فَمَا المَنْعُ حِيْنَ يَفُوتُ الكَثِيْ / رُ أَحْسَنَ مِنْ مُسْتَقَلِّ العَطَا
أبا مفرطاً في النَّدى المفرطِ
أبا مفرطاً في النَّدى المفرطِ / سريعاً إلى الجود غيرَ البطي
بروحي أحوطُك من آخذِ / من المجدِ في المأخذِ الأحوَطِ
ألستَ الفتى المستغاثَ الذي / إذا أَقحط الناسُ لم يُقحِطِ
فلمْ غلِطَ الآن ساقيك أو / تعمَّدَ ذاكَ ولم يَغْلَط
ووجَّه قرَّابة لو تُصَبُّ / عنديَ في الكفِّ لم تَنقطُ
تراهُ توهَّمني مُرْضعاً / فسقَّانيَ الراحَ في مُسعُط
فأنكِرْ على جائزٍ جَورَهُ / وأَقسِطْ فديتُكَ منْ مُقسِط
لنا الرقّتان لنا واسط
لنا الرقّتان لنا واسط / فلا كان وجٌّ ولا ناعِط
وذاك الفراتُ لنا والبليخُ / يَغْبطنا بهما الغابِط
إذا مَرْجُنا مرجت رَوضُهُ / فما مرجُ راهط ما راهط
جواهرُ تُلقَط باللحظ ليسَ / يسأمُ مِن لَقطِها اللاقط
سقى الغيثُ عهديَ إذ لمَّتي / حفيٌّ بها المُشْط والماشط
وإذ لي غشاءٌ من البأوِ ليس / يَطمَعُ في قَشطِه القاشط
وإذ ناقتي بعض نوق الفرات / لكنها ناقةٌ عائط
شديدُ تلكؤها في الزمامِ / من أيّةٍ ناطَهُ النائط
متى انشطت مِلْعِقالِ انبرت / كما ينبري حشوَرٌ ناشط
أَؤمُّ بها حيث أَمَّ الهوى / وإن أكثرَ اللَّغَط اللاغط
زمان الصبا فارطي والصِّبا / لسالكِ طُرق الصبا فارطُ
وَمَغطِيَ في القوسِ قوس الهوى / سريعٌ إذا أبطأ الماغِط
فما شطَّ بي عن شُطوط الهنيّ / همٌّ ولا ماط بي مائط
وعائط أدهَم نادمته / ألا حبذا ذاك العائط
فما زالَ ينحِط في كفِّه / كما ينحط الفرَسُ الناحط
شبابَ النهار إلى أن علاه / وخْطُ ضياءٍ له واخط
وها أنّ شعريَ جلدُ القوى / إذا وبط الشاعر الوابط
فأنى أتيح له عائبٌ / أُتيحَ له المهيع الزاعط
أآلَ كُرَيزٍ ذوي المكرمات / والقسط إِن قسَط القاسط
لئن عَزَّكم رَبط مجنونكم / فإِني لمجنونكم رابط
سأسلفه ضغطةَ القبرِ حين / يضغطه شعريَ الضاغط
أبا هاشمٍ كنية ضُيِّعتْ / وهل يفهمُ الكنيةَ الخائط
نجاءً ولاتَ وأنّى النجاء / منّي وقد ضمَّنا الماقط
سخطتَ فزدتُكَ سُخطاً فلا / رضيتَ إذا رضيَ الساخط
وَشِطْتَ فأهوَنُ من شاطَ مِنْ / زئيريَ يا أيها الشائط
أخابط عَشواءَ حُيِّنْتَ لي / ومثلي لخابطها خابط
وخرطُ القتاد توَهَّمْتَهُ / كما خَرَطَ الورقَ الخارطُ
وكم رابِط الجأشِ غادرتُهُ / وقد خانه جأشُهُ الرابط
لززتُ بقِمْطيَ أوصالَهُ / فَبَصبَصَ إذ لزَّهُ القامط
فدونكَهُ خابطاً لابطاً / يَدُلُّ به الخابِط اللابط
هجاء هو السلخُ لا السَّمط لا / وأين من السالخِ السامِط
يُمَزِّقَ منك الذي لا يخيط / تَمَزُّقَهُ أبداً خائط
ولست نسيجاً فتُفرى ولا / غُزِلْتَ فيشمُطُكَ الشامط
ولا أنت بَرٌّ ولا فاجرٌ / ولا أنت حلوٌ ولا خامط
تبدَّى بوجهٍ كقوطٍ الأتانِ / حين تبدَّى لها القائط
وذلك وجهٌ هو القحط خاف / من قحطِه الزمنُ القاحِط
أأعملت كيدكَ في شاعرٍ / فهذا هو العمل الحابط
فما إن تُخلِّط منك المدى / قفاً يشتهي خَلطَهُ الخالط
أمثنٍ بشكر أياديَّ أنت / منذ هجوتك أم غامط
فقد ظل رأسُك بي شامخاً / ولكنه شامخٌ هابط
لوَجْهِكَ من لؤمِهِ قابضٌ / من البِشرِ ليس له باسط
وقد شُكِلَتْ أحرف الفتح فيه / واحتالَ في نَقطِها الناقِط
جمعتَ خلائقَ لو يُسْتَرَطْنَ / في الشَّهد غَصَّ به السَّارط
خلائقُ لو حُسِبَتْ لم يكن / ليضبطها الحاسبُ الضابط
أيا مبغضاً بعضُهُ بَعْضَهُ / كما يُبغِضُ الزانيَ اللائط
صفاتُكَ بالخزي مخلوطةٌ / تأنَّقَ في خَلطِها الخالط
ستضرطٌ تحت المكاوي خلاف / ما كنت تضرط يا ضارط
وتثلط أيضاً ولا بد أن / تُلَقَّمَ ثَلْطَكَ يا ثالط
عجبتُ لخزيك مما يُساطُ / ألاَّ تَقزَّزه السائط
رباطُ خناقِكَ أُنسوطَةٌ / تسامحَ في نَشْطِها الناشِط
وشاهِدُ ذلك في لحيةً / يُبالغُ في مرطها المارط
أُبَيَّ هُوَيشِمٍ المُنتحِي / على جلده الأمعط الماعط
بحزِّ قواف تحزُّ القفا / وَشرْطٍ يتابعُهُ الشَّارط
أأزعُم عِرْضَكَ من غائط / وأَنظفُ من عِرْضِك الغائط
وفوكَ كإِبطكَ من نَتْنِه / نحا إِبْطَكَ اللَّهذمُ الآبط
أَتُنكِرَ تدنيسَ هجوي به / غلطتَ فهل يُعذرُ الغالط
أبو هاشمِ ساقط والهجاءُ / ما كان في ساقط ساقط
فها هي ما شئت من طُرْفه / ينازعُها الدانيَ الشاحِط