رَضيتُ بأجفانِ هذا الرَّشا
رَضيتُ بأجفانِ هذا الرَّشا / سِهاماً فَلَمْ تُخْطِ منّي الحشا
تَلَثّمَ لمّا بَدا بالهلالِ / وَمن شَعْرِهِ بالدُّجى شرْبَشا
رَخيمُ الدَّلالِ بَعيدُ المنالِ / متى سمتُهُ قُبلةً أَجْهَشا
لهُ أَرَجٌ كلما رامَ أنْ / يزورَ المحبَّ عليهِ وَشى
تَجلّى عِشاءً على العاشقينَ / ومنْ عادةِ البدر يُجلي عِشا
وحاجِبُه مُمْسِكٌ قوسَهُ / وأجفانُه حَمَلَتْ تُركُشا
وريّانَ منْ كأسِ خمرِ الصِّبا / يُعَرْبِدُ بالدَّلِّ أنّى انتشى
وحاوٍ منَ الحُسنِ منْ صدْغهِ / عقارِبَ قد جاوزَتْ أَحنَشا
بَذَلتُ لهُ الرُّوحَ في وَصْله / وقاضي الهوى لا يحب الرشى
وبدرٌ لهُ أَدمُعي نثرةً / يفوق الهلالَ بَدا في الرَّشا
يَكَيْتُ وفي كَبِدي الواقدِي / فأمسى بهِ ناظري الأخفشا
فَسُبحانَ مَنْ صَدَّني عَنْ سواهُ / كأن بهِ ناظِري في غشا
وَغُصْنٌ فؤادي بهِ طائرٌ / على أنّهُ منه قد ريّشا