أُحِبُّ مُعانَقَةَ النَرجِسِ
أُحِبُّ مُعانَقَةَ النَرجِسِ / لِعَينَيكِ يا اِبنَةَ كولَمبُسِ
وَأَهوى الشَقيقَ وَلَثمَ العَقيقِ / لِخَدِّكَ وَالثَغرِ الأَلعَسِ
أَعِندَكَ إِن غِبتَ عَن ناظِري / مَشَيتُ مِنَ الصُبحِ في حِندِسِ
وَأَنَّ الظَلامَ عَلى هَولِهِ / إِذا جِئتِ حالَ إِلى مُشمِسِ
وَفي الصَدرِ قَلباً وَلا كَالقُلوبِ / مَتى شِئتِ يَسعَدِ أَو يَتعَسِ
وَدِدتُ الإِفاضَةَ قَبلَ اللِقاءِ / فَلَمّا لَقيتُكِ لَم أَنبَسِ
وَبِتُّ وَإِيّاكِ في مَعزِلٍ / كَأَنّي وَإِيّاكِ في مَجلِسِ
وَلَو أَنَّ ما بِيَ بِالطَودِ دُكَّ / وَبِالأَسَدِ الوَردِ لَم يَفرِسِ
هَمَمتُ فَأَنكَرَني مَقوَلي / وَشاءَ الغَرامُ فَلَم أَهجِسِ
كَأَنِّيَ لَستُ أَميرَ الكَلامِ / وَلا صاحِبَ المَنطِقِ الأَنفَسِ
جَلالُكِ وَاللَيلُ في صَمتِهِ / فَلا غَروَ أَن رُحتُ كَالأَخرَسِ
وَمَرَّت بِنا ساعَةٌ خِلتُنا / خلَعنا الجُسومَ عَنِ الأَنفُسِ
وَأَنّا مِنَ الرَوضِ في جَنَّةٍ / وَأَنّا مِنَ العُشبِ في سُندُسِ
كَذاكَ الهَوى فِعلُهُ في النُفوسِ / كَفِعلِ المُدامَةِ في الأَرأُسِ
تَنَبَّهَ فيها وَفِيَّ الهَوى / فَلَو نَعيسَ النَجمُ لَم نَنعَسِ
وَكُلُّ فُؤادٍ شَديدُ العُرامِ / إِذا رِضتَهُ بَِلهَوى يَسلَسِ
فَمالَت فَطَوَّقَها ساعِدي / مُنَعَّمَةً بَضَّةَ الملمَسِ
وَإِنَّ العَفَّ لَفي بُردِها / وَإِنَّ الإِباءَ لَفي مِعطَسي
وَقُلتُ وَكَفِّيَ في كَفِّها / أَلا صرِّحي لِيَ أَو فَاِهمِسي
بَلاءٌ هُوَ الحُبُّ أَم نِعمَةٌ / أَجابَت تَجَلَّد وَلا تَيأَسِ