وسَرْوُكَ يَجْتذِبُ المُغْرِباتِ
وسَرْوُكَ يَجْتذِبُ المُغْرِباتِ / ويجعلُ غائبَها حاضِرَا
فَيَا عَجَباً أنْ ظَلَّ قَلْبِيَ مُؤْمِناً / بِشَرْعِ غَرَامٍ ظَلَّ بالوَصْلِ كافِراً
أُرَجِّي لِسُلْوانِي نُشُوْراً وحُسْنُها / يَرَى رَأْيَ ذي الإِلحادِ أَنْ ليس ناشِرَا
فأنتِ ضميرٌ ليس يُعْرَفُ كُنْهُهُ / فَلِمْ صَيَّرُوا في المَعْرِفَاتِ الضَّمائرَا
وليس على حُكْم الزَّمانِ تَحَكُّمٌ / على حَسَبِ الأفعال يُجْرِي مصادِرَا
وما زِلْتُ عن ماهِيَّةِ الحُسْنِ أَبْحَثُ / فلم أُلْفِ مَعْنىً غيرَ حُسْنِكِ ساحِرَا
ومَعْرِفَةُ الأيّامِ تُجْدِي تَجَارُباً / ومَنْ فَهِمَ الأشطارَ فَكَّ الدَّوائِرَا
ولولا طِلابُ الدَّهْرِ غايةُ عِلْمِها / لما بَسَطُوا منها بسيطاً ووافِرَا
ولولا أبو يَحْيَى ابنُ مَعْنٍ مُحَمَّدٌ / لَمَا كانتِ الأيامُ عِنْدِي ذخائِرَا
فلا تُنْكِرُوا منِّي بديعاً فَمَجْدُهُ / نوادِرُ قد أَوْحَتْ إليَّ النَّوَادِرَا
يَحُجُّ ذَرَاهُ الدَّهْرَ عافٍ وخائفٌ / جُمُوعاً كما وَافَى الحجيْجُ المشاعِرَا
فَزُرْ مَكَّةً مَهْمَا اقْتَرَفْتَ مآثِماً / وزُرْ أُفْقَهُ مَهْمَا شَكَوْتَ مفاقِرَا
تَهِيْمُ بِمَرْآهُ العُصورُ جَلالةً / وتَحْسُدُ أُوْلاها عليه الأَوَاخِرَا