المجموع : 5
أَذُمُّ الزمانَ إلى حامِدِيهِ
أَذُمُّ الزمانَ إلى حامِدِيهِ / فقد رَكبوهُ جموحاً عَثورا
رأيتُ له همّةً تَستَثي / رُ رُمْحاً طَويلاً وباعاً قَصيرا
وكنّا لدى الرّوعِ أُسدَ العري / نِ تُغْشي من الدّارعينَ النُّحورا
إذا جازَنا ذمُّ صرفِ الزّمانِ / تَركنا هَواهُ عليهِ أميرَا
تركتَ عِداتَكَ لا يملكو / نَ إلا أنيناً وإلاّ زَفِيرا
رأوكَ ومن قبلِ سلِّ السُّيو / فِ كادتْ جماجمُهُم أنْ تَطيرا
ترحّلتَ عن أرضِهم قافِلاً / وخلَفتَ فيها المَنايا حضورَا
فلو وجدَ الغيثُ من ناصرٍ / لنازَعكَ الغيثُ أمراً خَطِيرا
تُصغِّرُ منهُ النّدى والرَّدى / وتسبقُه إنْ أردْتَ المَسيرَا
ألا قاتَلَ اللهُ بَغْدادَ تَارا
ألا قاتَلَ اللهُ بَغْدادَ تَارا / وقاتَلَ عَيْشاً بها مُسْتَعارا
لَيالي أسحبُ بُردَ الشّبا / ب عُجْباً بجدَّتِهِ واغتِرارا
فقد أعقبَ الشيبُ من بعدِهِ / وهلْ تُعقِبُ الخَمْرُ إلاّ خُمارا
هنيئاً لحلميَ أنّي وَهَبْ / تُ لهوى له وهَجَرتُ العُقارا
ومُستَرِقاً من خَفِيِّ اللحا / ظِ تُحْسِنُ عينايَ فيه الغِمارا
تعطّفْ فإنّي بعد الشّماسِ / على مِسْحَلي وعَرَفْتُ العِذارا
وما زلتُ أكرهُ غَيْبَ الرّجا / لِ بعدَكَ حتى كرِهتُ السِّرارا
فقد صِرْتُ أصْحَرُ للنّائبا / تِ وألقي المخاتلَ فيها جِهارا
تَعافُ الأمرَّ من المتَتَيْ / نِ والشَّرُّ تَحسَبُ فيه خَيارا
وتَحتقِرُ المرءَ في ثوبِه / أُسامَةُ تطلُبُ منه الفِرارا
لعَمري لقد حلّ عقْدَ الخُطو / بِ أروعُ يستصغِرُ الأرضَ دارا
تَضُمُّ خُراسانَ يمنى يديهِ / وتَخْبِطُ يُسرى يديهِ الجِفارا
فلم يبقَ إلا محلُّ الذلي / لِ أفضلُ حالاتِهِ أنْ يُجارا
فتىً لاي يُشاورُ في هَمِّهِ / ولا يأخذُ الأمرَ إلاّ اقتِسارا
فأبلغْ ببرقةَ أو بالصّعي / دِ مُنْتَفِقاً لا يريمُ الوِجارا
فَتَلْتَ على نَشَراتِ الشما / لِ فما زادَ حبلُكَ إلاّ انتِشارا
أأنتَ تحدِّثنا باللّقاءِ / وما كنتَ تَحْرِقُ لو كتَ نارا
يُعافُ الخَنا ويُصدُّ الكري / مُ عن هَفَواتِ اللّئيمِ احتقارا
نَظارِ تَرَ الأوجهَ المُنكَرَا / تِ إنْ تَرَكَ الخوفُ فيكَ انتظارا
على كلّ سَلْهَبَةٍ لا يزي / دُ جريتَها الركضُ إلاّ انفِجارا
وملتَهبِ المَتْنِ والشّفْرتي / ن يَرْتَعِدُ القَينُ منه حِذارا
يُخادعُ عينكَ حتى تَخالَ / من الماءِ في صَفْحَتيهِ قِفارا
وأبيضَ يَحْمِلُ يومَ الطِّعا / نِ أسمرَ إنْ عاينَ العِرْقَ فارا
يُغادِرُ نَجْلاءَ كفُّ الطبي / بِ تَطلُبُ في حافتيها السِّبارا
فَيا تاجَ ملّةِ رَبِّ العِبا / دِ لا تاجَ مِلّةِ قَومٍ ظُهارا
ولا دعوةً قُلتَها كاذِباً / ولا لَقَباً نِلْتَهُ مُسْتَعارا
يُخَوّفني الدّهْرُ أحْداثَهُ / وهل غيرَ حدِّكَ أخْشى غِرارا
وما زلتُ أخْرُجُ من صَرفِهِ / خروجَ السّوابقِ تَنضو الغُبارا
نَعَشْتَ من العسرِ حتى حسب / تُ كفّكَ تُودِعُ كفّي اليَسارا
فلا تجعلِ الشكرَ لي غايةً / أخافُ من العَجْزِ فيها العِثارا
فإنّ إسارَكَ لي مُعْجِبٌ / وما كنتُ قبلَك أهوى الإسارا
يغرُّكَ من نَفْسِهِ واصِفٌ / وعند التّجاربِ تبلو الخِيارا
ولو كنتَ تَطْلُبُ زُهْرَ النّجو / مِ ما رفعَ الليلُ منها مَنارا
وباتَ الخَفيُّ من الفَرْقَدَيْ / نِ يسْأَلُ عن إلْفِهِ أينَ سارا
وما طِرْنَ يَشرينَ هامَ الرجا / لِ من ضوءِ نارِكَ إلا شَرارا
وأشْهَدُ أنكَ في تَركِها / تَحوطُ الذمامَ وتَرعى الجِوارا
أبَتْ وَقفةٌ لكَ في المُحْفِظا / تِ يسترقُ الحِلْمُ منها الوَقارا
وغائرة القَعْرِ من شِيمَتَي / كَ لا يجد السّيْلُ فيها قَرارا
إذا طُلِبَتْ لَعِبَتْ بالعقو / لِ لَعْبَ الغزالةِ بالطَرفِ حارا
كقومٍ مددتَ لهم في المُنى / مطامعَ كانتْ عليهم دَمارا
وكيدُكَ يَلبَسُ أثوابهُ / كما يلبسُ الزِبْرِقانُ السِّرارا
يقولُ البَصيرُ إذا ما رآ / هُ تاجاً أمَا كانَ هذا سِوارا
وقد تكمن النارُ في زندِها / وتأبى مع الوَرى إلاّ استِعارا
فلو شعرَ الدّهرُ ما زادَهُ / دُنوّكَ والقربُ إلاّ نِفارا
ولا غَرَبَتْ أبداً شمْسُهُ / ولا خالفَ الليلُ فيهِ النّهارا
أَيا بانَةَ القَاعِ بينَ السَّمُرْ
أَيا بانَةَ القَاعِ بينَ السَّمُرْ / قَضَيتِ ولم أَقضِ منكِ الوَطَرْ
أَما من سَبيلٍ الى نَظْرَةٍ / تُعادُ اِليكِ كلمحِ البَصَرْ
فاني لراضٍ على ثَروتي / بما ليس يَرضى به المُفْتَقِرْ
أَلا حبَّذا ظلُّها في الهجيرِ / اذا ما ادْلَهَمَّ كظلِ الحَجَرْ
وَطيبُ حِماهَا اذا ما الغُصُونُ / عَشِقْنَ الكَرَى ومَلِلْنَ السَّهَرْ
وحُورِ النواظرِ سُودِ القُرُو / نِ بِيضٍ رَكِبنَ اليَّ الغَرَرْ
تَهادينَ يَمشينَ مشيَ القَطَا / ويبسمنَ عن ذي غُروبٍ أَغَرْ
كما حَرَّكتْ شَمْأَلٌ لاغِبٌ / مُتُونَ أَقاحٍ جَلاها المَطَرْ
وأَفنينَ بالدَّلِّ ليلَ التِّمَا / مِ دونَ الثيابِ ودونَ الأُزُر
فلما رأَينَ عَمُودَ الصَّبا / حِ يَنْعَى الدُّجى لونُهُ المُشتَهَرُ
وطئنَ على جَمَرَاتِ الوَدَاعِ / وَكَفْكفْنَ أَدمُعَهُنَّ الدِرَرْ
أَحقاً رأَيتَ بوَادِي الغَضَا / من الحي أَو مَنْ رآهُمْ أَثَرْ
فللهِ عينُكَ يا بنَ الصُّقُورِ / اذا ما تَجاهَدَ فَضْلُ النَّظَرْ
يُنغِّضُ عندي لقاءَ الحبيبِ / فَرْطُ الحَيَاءِ وطُولُ الحَصَرْ
وفي أيِّ شيءٍ يكون الشفَاءُ / اذا أَنتَ ضَرَّكَ ما لا يَضُرْ
سَرى في عَدِيدِ الثَّرى قَاهِرٌ / يُقدِّمُ بينَ يَدَيْهِ النُّذُرْ
تُبَشِّرُ فالاتُه بالسُّعُو / دِ وتخفِق رَاياتُهُ بالظَّفَرْ
على الشَّرقِ من نارهِ سَاطِعٌ / يلوحُ وفي الغَرْبِ منها شَرَرْ
تَنُصُّ عليهِ عهودُ الملو / كِ وتُعْرَفُ أَوصافُه في السِّيَرْ
فيا شَرفَ الدَّولةِ المستقلِّ / بما لا يُطِيقُ جميعُ البَشَرْ
ومن ليس يُعْجِزُهُ هَاربٌ / الى أَينَ لا أَينَ منكَ المَفَرْ
وصلتَ وصافيتَ طولَ المُقَامِ / بفارسَ حتى كَدَدْتَ الفِكَرْ
وظنَّ بكَ المُرجِفُونَ الظُنُون / ومَلَّ تعاليلَهُ المُنْتَظَرْ
وأَنتَ على سَورةٍ مُطْرِقٌ / كما يُطْرقُ الأفعُوانُ الذَّكَرْ
الى أَنْ هَمَمْتَ فسومتَها / عوابسَ مطُلومةً بالغُرَرْ
مِنَ السِّيرَجَانِ الى الهُنْدُوَا / نِ مَبْثُوثة كالدَّبا المُنْتَشِرْ
فَما مَلكوا صرفَها عَنْهُمُ / وهلْ يَمِلكُ الناسُ صرفَ القَدَرْ
طويتَ المنازِلَ طيَّ السِّجلِّ / وكنتَ زَؤُؤْراً اذا لم تُزَرْ
فشتانَ بينكَ لمَّا أَقَمْتَ / وبينكَ لمَّا سَبَقْتَ الخَبَرْ
حَوَى قَصَبَاتِ العُلا صَابِرٌ / عليها وفَازَ بها من صَبَرْ
جزيلُ النوالِ شَدِيْدُ النَّكالِ / كريمُ الفعَالِ اذا ما قَدَرْ
ضَمومُ الفُؤادِ على سِرِّةِ / اذا هَمَّ بالأَمرِ لم يَسْتَشِرْ
ينوبُ عن الشَّمْسِ لأْلأَؤُهُ / ويَخْلُفُهاَ في ضيَاءِ القَمَرْ
أُسِرُّ اليكَ مَقَالَ النَّصيحِ / ولستَ الى النُّصحِ بالمُفْتَقرْ
عليكَ اذا ضَاغَنَتْكَ الرِّجَالُ / بِضَرْبِ الرؤوسِ وطعْنِ الثُّغَرْ
ولاَ تَحْقِرَنَّ عَدواً رماكَ / وانْ كانَ في سَاعديهِ قِصَرْ
فانَّ الحُسَامَ يَجُزُّ الرِّقَابَ / وَيَعْجَزُ عمَّا تنالُ الابَرْ
وينفعُ في الروعِ كيدُ الجَبَانِ / كما لا يَضُرُّ الشُّجاع الحَذَرْ
شُبِ الرغْبَ بالرَّهْبِ وامزجْ لهم / كما يَفْعَلُ الدهرُ حُلواً بِمُرْ
وَعِشْ جابراً عَثَرَاتِ الزَّمَانِ / فَما فيهِ غيرَكَ شيءٌ يَسُرْ
تركتُ التَّلَوُّمَ للفَاتِرِ
تركتُ التَّلَوُّمَ للفَاتِرِ / وشَمَّرتُ هَرْوَلَةَ الحَادِرِ
وما زلتُ أَرغبُ عن رغبةٍ / الى غيرِ ذِي الخُلقِ الوافِرِ
اذا لم أَجدْ ليدي مِنَّةً / تَعَلَّقتُ بالنَّافِعِ الضّائِرِ
لِخُرَّةَ فيْرُوْزَ يهدى الثَّناء / وَمَنْ مِثلُه للفَتى الزائِرِ
أُؤملهُ لدفاعِ الخُطُوبِ / وأَرجوهُ للزَّمنِ العاثِرِ
وَصَدَّقَ ظَنّي بهِ خُبْرُهُ / ومنفعةُ الظنِّ للخَابِرِ
يُقصِّرُ عنهُ لِسانُ البليغِ / ويَفضُلُ عن مُقلةِ النَّاظِرِ
جَريءُ الجَنانِ يُلاقي الحُسامَ / بأكرمَ من حَدِّةِ البَاتِرِ
لَوى قَسْطلَ الخيلِ عن أَرَّجَا / نَ راضٍ بحكمِ القَنا الجَائِرِ
بعيدُ الهُمُومِ يَسُومُ الجيادَ / معالجةَ الخِمْسِ في نَاجِرِ
مَواقعُ آثارِهِ في البلادِ / مَواقعُ سَيلِ الحَيا الماطِرِ
يُنَازِعُكَ الملكَ مَنْ هَمُّهُ / مُلاعبةُ الصَّقْرِ للطَّائِرِ
وَهُمْ حينَ تَطرُقُهُمْ مُويدٌ / يَنامونَ عنْ ليلكَ السَّاهِرِ
أَبى ذاكَ نهضُكَ بالمثْقَلاتِ / تِ وصبرُك والكيدُ للصَّابِرِ
وأَنكَ لا تَرقدُ المطمئنْ / نَ الاَّ على سُنَّةِ الحَاذِرِ
وأَنتَ أَحَقُّ بأَهْوالِهَا / اذا قيلَ هَلْ من فَتىً جَاسِرِ
وما الصبحُ أَسفرَ للناظرين / بأَوضحَ من حَقِّكَ السَّافِرِ
اذا ما رأَيتُكَ فوقَ السَّيرِ / ذكرتُ أَباكَ مع الذَّاكِرِ
كأَني أَرى عَضُدَ المكرمَا / تِ يَرْفُلُ في عِزِّهِ القَاهِرِ
مكباً يُديرُ عَوِيْصَ الأُمو / رِ كَيساً على كأْسِهِ الدَّائِرِ
ويُخفي على الناسِ أَسْرَارَه / فما يَعْلَمونَ سِوى الظَّاهِرِ
لأَرْوَعَ يَرفَعُهُ الناسبون / الى الشَّمسِ والقَمرِ البَاهِرِ
فيا مَلِكَ الأرضِ لي حاجَةٌ / نَداكَ على نيلِها ناصِري
وأَنتَ مليءٌ بانْجَازِها / وما جادَ كالواجدِ القَادِرِ
وعَوَّدْتَنِي عادةً في اللقاءِ / من البِشرِ والكرمِ الغَامِرِ
اذا ما تأَمَّلَهَا الحَاسِدو / نَ كَرّوا لها نَظْرَةَ الثْائِرِ
وكم لكَ عنديَ من نِعْمَةٍ / يُقَلَّصُ عنها مَدى الشَّاكِرِ
مَلأتَ سَمائي وأَرضي بِهَا / فكنتَ بها غَيرَ مُسْتَأْثرِ
ثُنِ السرَّ عن كل مستخبِرِ
ثُنِ السرَّ عن كل مستخبِرِ / وحاذر فما الحزمُ غيرُ الحَذَرْ
أسيرك سرُّك انْ صُنْتَه / وأنت أسيرٌ له انْ ظهرْ