القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَةَ السَّعْدِيّ الكل
المجموع : 5
أَذُمُّ الزمانَ إلى حامِدِيهِ
أَذُمُّ الزمانَ إلى حامِدِيهِ / فقد رَكبوهُ جموحاً عَثورا
رأيتُ له همّةً تَستَثي / رُ رُمْحاً طَويلاً وباعاً قَصيرا
وكنّا لدى الرّوعِ أُسدَ العري / نِ تُغْشي من الدّارعينَ النُّحورا
إذا جازَنا ذمُّ صرفِ الزّمانِ / تَركنا هَواهُ عليهِ أميرَا
تركتَ عِداتَكَ لا يملكو / نَ إلا أنيناً وإلاّ زَفِيرا
رأوكَ ومن قبلِ سلِّ السُّيو / فِ كادتْ جماجمُهُم أنْ تَطيرا
ترحّلتَ عن أرضِهم قافِلاً / وخلَفتَ فيها المَنايا حضورَا
فلو وجدَ الغيثُ من ناصرٍ / لنازَعكَ الغيثُ أمراً خَطِيرا
تُصغِّرُ منهُ النّدى والرَّدى / وتسبقُه إنْ أردْتَ المَسيرَا
ألا قاتَلَ اللهُ بَغْدادَ تَارا
ألا قاتَلَ اللهُ بَغْدادَ تَارا / وقاتَلَ عَيْشاً بها مُسْتَعارا
لَيالي أسحبُ بُردَ الشّبا / ب عُجْباً بجدَّتِهِ واغتِرارا
فقد أعقبَ الشيبُ من بعدِهِ / وهلْ تُعقِبُ الخَمْرُ إلاّ خُمارا
هنيئاً لحلميَ أنّي وَهَبْ / تُ لهوى له وهَجَرتُ العُقارا
ومُستَرِقاً من خَفِيِّ اللحا / ظِ تُحْسِنُ عينايَ فيه الغِمارا
تعطّفْ فإنّي بعد الشّماسِ / على مِسْحَلي وعَرَفْتُ العِذارا
وما زلتُ أكرهُ غَيْبَ الرّجا / لِ بعدَكَ حتى كرِهتُ السِّرارا
فقد صِرْتُ أصْحَرُ للنّائبا / تِ وألقي المخاتلَ فيها جِهارا
تَعافُ الأمرَّ من المتَتَيْ / نِ والشَّرُّ تَحسَبُ فيه خَيارا
وتَحتقِرُ المرءَ في ثوبِه / أُسامَةُ تطلُبُ منه الفِرارا
لعَمري لقد حلّ عقْدَ الخُطو / بِ أروعُ يستصغِرُ الأرضَ دارا
تَضُمُّ خُراسانَ يمنى يديهِ / وتَخْبِطُ يُسرى يديهِ الجِفارا
فلم يبقَ إلا محلُّ الذلي / لِ أفضلُ حالاتِهِ أنْ يُجارا
فتىً لاي يُشاورُ في هَمِّهِ / ولا يأخذُ الأمرَ إلاّ اقتِسارا
فأبلغْ ببرقةَ أو بالصّعي / دِ مُنْتَفِقاً لا يريمُ الوِجارا
فَتَلْتَ على نَشَراتِ الشما / لِ فما زادَ حبلُكَ إلاّ انتِشارا
أأنتَ تحدِّثنا باللّقاءِ / وما كنتَ تَحْرِقُ لو كتَ نارا
يُعافُ الخَنا ويُصدُّ الكري / مُ عن هَفَواتِ اللّئيمِ احتقارا
نَظارِ تَرَ الأوجهَ المُنكَرَا / تِ إنْ تَرَكَ الخوفُ فيكَ انتظارا
على كلّ سَلْهَبَةٍ لا يزي / دُ جريتَها الركضُ إلاّ انفِجارا
وملتَهبِ المَتْنِ والشّفْرتي / ن يَرْتَعِدُ القَينُ منه حِذارا
يُخادعُ عينكَ حتى تَخالَ / من الماءِ في صَفْحَتيهِ قِفارا
وأبيضَ يَحْمِلُ يومَ الطِّعا / نِ أسمرَ إنْ عاينَ العِرْقَ فارا
يُغادِرُ نَجْلاءَ كفُّ الطبي / بِ تَطلُبُ في حافتيها السِّبارا
فَيا تاجَ ملّةِ رَبِّ العِبا / دِ لا تاجَ مِلّةِ قَومٍ ظُهارا
ولا دعوةً قُلتَها كاذِباً / ولا لَقَباً نِلْتَهُ مُسْتَعارا
يُخَوّفني الدّهْرُ أحْداثَهُ / وهل غيرَ حدِّكَ أخْشى غِرارا
وما زلتُ أخْرُجُ من صَرفِهِ / خروجَ السّوابقِ تَنضو الغُبارا
نَعَشْتَ من العسرِ حتى حسب / تُ كفّكَ تُودِعُ كفّي اليَسارا
فلا تجعلِ الشكرَ لي غايةً / أخافُ من العَجْزِ فيها العِثارا
فإنّ إسارَكَ لي مُعْجِبٌ / وما كنتُ قبلَك أهوى الإسارا
يغرُّكَ من نَفْسِهِ واصِفٌ / وعند التّجاربِ تبلو الخِيارا
ولو كنتَ تَطْلُبُ زُهْرَ النّجو / مِ ما رفعَ الليلُ منها مَنارا
وباتَ الخَفيُّ من الفَرْقَدَيْ / نِ يسْأَلُ عن إلْفِهِ أينَ سارا
وما طِرْنَ يَشرينَ هامَ الرجا / لِ من ضوءِ نارِكَ إلا شَرارا
وأشْهَدُ أنكَ في تَركِها / تَحوطُ الذمامَ وتَرعى الجِوارا
أبَتْ وَقفةٌ لكَ في المُحْفِظا / تِ يسترقُ الحِلْمُ منها الوَقارا
وغائرة القَعْرِ من شِيمَتَي / كَ لا يجد السّيْلُ فيها قَرارا
إذا طُلِبَتْ لَعِبَتْ بالعقو / لِ لَعْبَ الغزالةِ بالطَرفِ حارا
كقومٍ مددتَ لهم في المُنى / مطامعَ كانتْ عليهم دَمارا
وكيدُكَ يَلبَسُ أثوابهُ / كما يلبسُ الزِبْرِقانُ السِّرارا
يقولُ البَصيرُ إذا ما رآ / هُ تاجاً أمَا كانَ هذا سِوارا
وقد تكمن النارُ في زندِها / وتأبى مع الوَرى إلاّ استِعارا
فلو شعرَ الدّهرُ ما زادَهُ / دُنوّكَ والقربُ إلاّ نِفارا
ولا غَرَبَتْ أبداً شمْسُهُ / ولا خالفَ الليلُ فيهِ النّهارا
أَيا بانَةَ القَاعِ بينَ السَّمُرْ
أَيا بانَةَ القَاعِ بينَ السَّمُرْ / قَضَيتِ ولم أَقضِ منكِ الوَطَرْ
أَما من سَبيلٍ الى نَظْرَةٍ / تُعادُ اِليكِ كلمحِ البَصَرْ
فاني لراضٍ على ثَروتي / بما ليس يَرضى به المُفْتَقِرْ
أَلا حبَّذا ظلُّها في الهجيرِ / اذا ما ادْلَهَمَّ كظلِ الحَجَرْ
وَطيبُ حِماهَا اذا ما الغُصُونُ / عَشِقْنَ الكَرَى ومَلِلْنَ السَّهَرْ
وحُورِ النواظرِ سُودِ القُرُو / نِ بِيضٍ رَكِبنَ اليَّ الغَرَرْ
تَهادينَ يَمشينَ مشيَ القَطَا / ويبسمنَ عن ذي غُروبٍ أَغَرْ
كما حَرَّكتْ شَمْأَلٌ لاغِبٌ / مُتُونَ أَقاحٍ جَلاها المَطَرْ
وأَفنينَ بالدَّلِّ ليلَ التِّمَا / مِ دونَ الثيابِ ودونَ الأُزُر
فلما رأَينَ عَمُودَ الصَّبا / حِ يَنْعَى الدُّجى لونُهُ المُشتَهَرُ
وطئنَ على جَمَرَاتِ الوَدَاعِ / وَكَفْكفْنَ أَدمُعَهُنَّ الدِرَرْ
أَحقاً رأَيتَ بوَادِي الغَضَا / من الحي أَو مَنْ رآهُمْ أَثَرْ
فللهِ عينُكَ يا بنَ الصُّقُورِ / اذا ما تَجاهَدَ فَضْلُ النَّظَرْ
يُنغِّضُ عندي لقاءَ الحبيبِ / فَرْطُ الحَيَاءِ وطُولُ الحَصَرْ
وفي أيِّ شيءٍ يكون الشفَاءُ / اذا أَنتَ ضَرَّكَ ما لا يَضُرْ
سَرى في عَدِيدِ الثَّرى قَاهِرٌ / يُقدِّمُ بينَ يَدَيْهِ النُّذُرْ
تُبَشِّرُ فالاتُه بالسُّعُو / دِ وتخفِق رَاياتُهُ بالظَّفَرْ
على الشَّرقِ من نارهِ سَاطِعٌ / يلوحُ وفي الغَرْبِ منها شَرَرْ
تَنُصُّ عليهِ عهودُ الملو / كِ وتُعْرَفُ أَوصافُه في السِّيَرْ
فيا شَرفَ الدَّولةِ المستقلِّ / بما لا يُطِيقُ جميعُ البَشَرْ
ومن ليس يُعْجِزُهُ هَاربٌ / الى أَينَ لا أَينَ منكَ المَفَرْ
وصلتَ وصافيتَ طولَ المُقَامِ / بفارسَ حتى كَدَدْتَ الفِكَرْ
وظنَّ بكَ المُرجِفُونَ الظُنُون / ومَلَّ تعاليلَهُ المُنْتَظَرْ
وأَنتَ على سَورةٍ مُطْرِقٌ / كما يُطْرقُ الأفعُوانُ الذَّكَرْ
الى أَنْ هَمَمْتَ فسومتَها / عوابسَ مطُلومةً بالغُرَرْ
مِنَ السِّيرَجَانِ الى الهُنْدُوَا / نِ مَبْثُوثة كالدَّبا المُنْتَشِرْ
فَما مَلكوا صرفَها عَنْهُمُ / وهلْ يَمِلكُ الناسُ صرفَ القَدَرْ
طويتَ المنازِلَ طيَّ السِّجلِّ / وكنتَ زَؤُؤْراً اذا لم تُزَرْ
فشتانَ بينكَ لمَّا أَقَمْتَ / وبينكَ لمَّا سَبَقْتَ الخَبَرْ
حَوَى قَصَبَاتِ العُلا صَابِرٌ / عليها وفَازَ بها من صَبَرْ
جزيلُ النوالِ شَدِيْدُ النَّكالِ / كريمُ الفعَالِ اذا ما قَدَرْ
ضَمومُ الفُؤادِ على سِرِّةِ / اذا هَمَّ بالأَمرِ لم يَسْتَشِرْ
ينوبُ عن الشَّمْسِ لأْلأَؤُهُ / ويَخْلُفُهاَ في ضيَاءِ القَمَرْ
أُسِرُّ اليكَ مَقَالَ النَّصيحِ / ولستَ الى النُّصحِ بالمُفْتَقرْ
عليكَ اذا ضَاغَنَتْكَ الرِّجَالُ / بِضَرْبِ الرؤوسِ وطعْنِ الثُّغَرْ
ولاَ تَحْقِرَنَّ عَدواً رماكَ / وانْ كانَ في سَاعديهِ قِصَرْ
فانَّ الحُسَامَ يَجُزُّ الرِّقَابَ / وَيَعْجَزُ عمَّا تنالُ الابَرْ
وينفعُ في الروعِ كيدُ الجَبَانِ / كما لا يَضُرُّ الشُّجاع الحَذَرْ
شُبِ الرغْبَ بالرَّهْبِ وامزجْ لهم / كما يَفْعَلُ الدهرُ حُلواً بِمُرْ
وَعِشْ جابراً عَثَرَاتِ الزَّمَانِ / فَما فيهِ غيرَكَ شيءٌ يَسُرْ
تركتُ التَّلَوُّمَ للفَاتِرِ
تركتُ التَّلَوُّمَ للفَاتِرِ / وشَمَّرتُ هَرْوَلَةَ الحَادِرِ
وما زلتُ أَرغبُ عن رغبةٍ / الى غيرِ ذِي الخُلقِ الوافِرِ
اذا لم أَجدْ ليدي مِنَّةً / تَعَلَّقتُ بالنَّافِعِ الضّائِرِ
لِخُرَّةَ فيْرُوْزَ يهدى الثَّناء / وَمَنْ مِثلُه للفَتى الزائِرِ
أُؤملهُ لدفاعِ الخُطُوبِ / وأَرجوهُ للزَّمنِ العاثِرِ
وَصَدَّقَ ظَنّي بهِ خُبْرُهُ / ومنفعةُ الظنِّ للخَابِرِ
يُقصِّرُ عنهُ لِسانُ البليغِ / ويَفضُلُ عن مُقلةِ النَّاظِرِ
جَريءُ الجَنانِ يُلاقي الحُسامَ / بأكرمَ من حَدِّةِ البَاتِرِ
لَوى قَسْطلَ الخيلِ عن أَرَّجَا / نَ راضٍ بحكمِ القَنا الجَائِرِ
بعيدُ الهُمُومِ يَسُومُ الجيادَ / معالجةَ الخِمْسِ في نَاجِرِ
مَواقعُ آثارِهِ في البلادِ / مَواقعُ سَيلِ الحَيا الماطِرِ
يُنَازِعُكَ الملكَ مَنْ هَمُّهُ / مُلاعبةُ الصَّقْرِ للطَّائِرِ
وَهُمْ حينَ تَطرُقُهُمْ مُويدٌ / يَنامونَ عنْ ليلكَ السَّاهِرِ
أَبى ذاكَ نهضُكَ بالمثْقَلاتِ / تِ وصبرُك والكيدُ للصَّابِرِ
وأَنكَ لا تَرقدُ المطمئنْ / نَ الاَّ على سُنَّةِ الحَاذِرِ
وأَنتَ أَحَقُّ بأَهْوالِهَا / اذا قيلَ هَلْ من فَتىً جَاسِرِ
وما الصبحُ أَسفرَ للناظرين / بأَوضحَ من حَقِّكَ السَّافِرِ
اذا ما رأَيتُكَ فوقَ السَّيرِ / ذكرتُ أَباكَ مع الذَّاكِرِ
كأَني أَرى عَضُدَ المكرمَا / تِ يَرْفُلُ في عِزِّهِ القَاهِرِ
مكباً يُديرُ عَوِيْصَ الأُمو / رِ كَيساً على كأْسِهِ الدَّائِرِ
ويُخفي على الناسِ أَسْرَارَه / فما يَعْلَمونَ سِوى الظَّاهِرِ
لأَرْوَعَ يَرفَعُهُ الناسبون / الى الشَّمسِ والقَمرِ البَاهِرِ
فيا مَلِكَ الأرضِ لي حاجَةٌ / نَداكَ على نيلِها ناصِري
وأَنتَ مليءٌ بانْجَازِها / وما جادَ كالواجدِ القَادِرِ
وعَوَّدْتَنِي عادةً في اللقاءِ / من البِشرِ والكرمِ الغَامِرِ
اذا ما تأَمَّلَهَا الحَاسِدو / نَ كَرّوا لها نَظْرَةَ الثْائِرِ
وكم لكَ عنديَ من نِعْمَةٍ / يُقَلَّصُ عنها مَدى الشَّاكِرِ
مَلأتَ سَمائي وأَرضي بِهَا / فكنتَ بها غَيرَ مُسْتَأْثرِ
ثُنِ السرَّ عن كل مستخبِرِ
ثُنِ السرَّ عن كل مستخبِرِ / وحاذر فما الحزمُ غيرُ الحَذَرْ
أسيرك سرُّك انْ صُنْتَه / وأنت أسيرٌ له انْ ظهرْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025