المجموع : 4
أَجُودُكَ أَمْ جُودِ المَطَرْ
أَجُودُكَ أَمْ جُودِ المَطَرْ / وبِشرُكَ أَمْ بشْرُ عَرْفِ الزَّهَرْ
يداكَ مَحَلُّ الرَّدَى والنَّدى / فشَخْصٌ يُسَاءُ وشخص يُسَرْ
فإِن شاعَ عنك صفاتُ الكَمال / فقد صدَّق الخُبْرُ ذاك الخَبرْ
تطولُ وتُسْمِعُنَا طائلاً / فلَمْ تُخْل من بدَرٍ أَو دُرَرْ
فِناؤكَ كالبيت أضْحَتْ تسيرُ / وفودُ النوالِ إِليه زَمَرْ
وكفُّكَ لولا العطاءُ الذي / يُفجَّرُ منها لقُلْنَا الحَجَرْ
فيا حافظَ الدِّين يا مَنْ لَهُ / صفاتٌ تَحَلَّى بها واشتهرْ
لئن كنتُ عندَكَ ذا رِفعةٍ / فما للورى غيرُ ما قد ظهرْ
يحَطُّ الفتى نَقْصُه دِرْهَماً / وكيف الذي نَقَصَ اثْنَيْ عَشَرْ
وأَنْتَ فأَكرَمُ مِنْ أَنْ أُرَى / وشيمتُك النفعُ أَشكو الضَّررْ
فجُدْ وأَجِبْ خاطِرًا خاطِرًا / ولولاكَ يا قَصْدَهُ ما خَطَرْ
بقيتَ على رَغْمِ أَنْفِ العَدُوِّ / لِمَنْ راحَ مُسْتَجْدِيًا أَو بَكَرْ
يقولُ وأبصرَ حالي الحَسودُ
يقولُ وأبصرَ حالي الحَسودُ / فأنكرَ منها الذي ينكرُ
ألستَ تقولُ مدحتَ الأجل / شجاعاً وقدّمني عنْبَرُ
فما بالُ عارضِ إحسانِه / على روضِ شعرِك لا يمطرُ
فقلتُ رويدَك أوردتَني / مواردَ ما دونَها مصدرُ
وإني غداً سائلُ عنبراً / ومستمعٌ منه ما يذكرُ
وها أنا قد جئتُ مسترشِداً / لك الفضلُ فاصدعْ بما تؤمرُ
فهمتُ على البارقِ المُمْطرِ
فهمتُ على البارقِ المُمْطرِ / حديثاً ببالك لم يخطُرِ
تقولُ سهرتُ فأجْرِ الدموعَ / وإلا فإنك لم تسهرِ
وأنت ترى رعدَه صاهلاً / فيطمع في طرفِه الأشقَرِ
تبسّم إذ قال ألمِمْ بهمْ / وقطّبَ إذ قال عنهم طُرِ
رمى بالمشقَّر جُلّ الغَمامِ / وقد جلّ عن متنهِ الأشقرِ
وأحسنَ بالرفعِ رفعَ الحديثِ / وإظهارَهُ للجوى المُضْمَرِ
فماذا تقولُ وعرْفُ الرياضِ / على جمرهِ فاحَ كالعَنْبرِ
تميسُ الغصونُ بأثمارِها / ولا مثل ذا الغُصُنِ المُثْمرِ
فيا عبلةَ الساقِ لا أشتكي / إليكِ سوى وجْدي العنتري
وأزهرَ مُنسبُ حبّي له / يؤكده أنّني الأزهري
أعان الغزالةَ فيه الغزالُ / فمن ناظرينَ ومن منظَرِ
وجدّد لي ثغرُهُ خبرةً / وقد طالَ عهدي بالجوهَرِ
وحصّنتُ عنه دَراءَ السنينَ / فثارَ عليّ من الأشهرِ
وكنتُ صبوتُ زمانَ الصِبا / بحيث الغدائرُ لم تغْدُرِ
وكم راقَ طرفي من رائعٍ / يقول وقد غرّني غَرري
فأصبح من رسمِه واسمِه / على أثرِ قطُّ لم يُؤثَرِ
وقد كنت أجني ثمارَ الوصالِ / بغُصْنِ شبيبتي الأخضرِ
فأما وقد عطِشتْ لُمّتي / وسالَ فلم يروِها مِحجَري
فأهلاً بناهيةٍ للنُهى / تقول وما أقصرَتْ أقصِرِ
علمتُ وقد طلعَتْ كوكباً / بما بعد من صُبحهِ المسفرِ
وقالت غدائري الغادرا / تُ أيُّ الأخلاءِ لم يَغدُرِ
حلفتُ بها مشعرات الذرى / ببطحاءِ مكةَ فالمَشْعرِ
لئن لزّنى الدهرُ في حلبةٍ / غريتُ بأحمرِها أحمري
لما أطلقتني يمينُ الغلاءِ / هنالك من عقدةِ الخُنصُرِ
ولا كل فعلينِ قد صُرِّفا / سواءً سواءً على المصْدرِ
وقد يصحَبُ المرءُ من دونه / وخُذْ ذاك عن عينَيْ الأعورِ
وفي البرجِ يقترنُ الكوكبانِ / وما زحلٌ ثمّ كالمُشْتري
إذا ذُكِر الأشرفُ المرتجى / فدعْ من سواهُ ولا تذكُرِ
فليس التشابهُ في منظرٍ / دليلَ التشابهِ في مخْبرِ
وكم من يقولُ ليَ المأثرا / تُ إن لم تؤثّر ولم تُؤثِرِ
فإن عصرتهُ يدُ الامتحانِ / أحال محالاً على العنصرِ
عليك تثنّت غصونُ الثناء / فجنّتُه منك في كوثر
وكلتا يديك هما الغايتان / على المُفتري أو على المُقْترِ
ومهما جلستَ لفصلِ القضاءِ / شفيتَ السقيم وصنتَ البَري
وقارٌ تخفّ له الراسياتُ / وتسكنُ خافقةُ الصرصرِ
وفصلُ خطابٍ لوَتْ جيدَها / الى درِّه لُبّةُ المنبر
ومعرفةٌ جُردَتْ لفظَها / حساماً على عُنُقِ المُنْكِرِ
وأمناً يرى الظبيُ في ظلّه / ومكنِسُه غابة القسورِ
تميسُ بذكرِك أعطافُنا / فتهتزّ عن نشوةِ المُسْكِرِ
ويكثرُ باسمِك أقسامُنا / فنُخبِرُ عن سَهميَ المُيْسِرِ
جريتَ على منهجِ الأغلبينَ / الى مضرِ مبعثِ المَفخَرِ
وقالت يمينُك فيّ انظموا / فقلتُ وفي الناظمينَ انثري
وحققتَ في اسم تميمَ التمامِ / فمن يَرْو عنها بها يُخبرِ
وأحجيةٌ فيك حبّرتُها / ولو لم يكنْ فيك لم تُحبَرِ
إذا الحسَنُ الندب سنّ الندى / جعلنا نحدّثُ عن جعفرِ
ولي حاجةٌ في ضميرِ العُلا / وأنت أبو سرّها المُضْمَرِ
ألجْلِجُ عنها ولي عبرةٌ / يقول الحياءُ لها عبّري
وكم عبرةٍ جدَعَتْ أنفَها / يمينُ الجلالِ فلم ينكِرِ
دعوتُك فاحضَرْ فليس الجميعُ / إذا غِبْتَ لا غبتَ كالحُضَّرِ
وقد جمع الله فيك الأنام / وليس عليه بمُسْتَنكَرِ
وكم هزّ بالشعرِ من نائمٍ / إذا هُزَّ بالسيفِ لم يشعُرِ
ولي أن أوفّي حقّ الثناءِ / بفكرٍ أجادَ ولم يفْكُرِ
فأغراضُه عذبةُ المجتنى / وألفاظُهُ رطبةُ المكسِرِ
يقول إذا ما أتى مُنشِداً / أتاني حبيبٌ مع البُحْتري
تولى ابنُ حُجْرٍ بأشعارِه
تولى ابنُ حُجْرٍ بأشعارِه / وجاء ابن حُجْرٍ بأبعارِهِ
فذاك امرؤ القيسِ في غَورِهِ / وهذا امرؤُ القيسِ في غارِه