القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 5
أغِيبُ ولي مهجة لا يزال
أغِيبُ ولي مهجة لا يزال / إليك سُرَاها وتبكيرُها
ولكنّك الشمسُ حيث انصرفْتُ / من الأرض يصحبني نورها
إذا ما غدتْ لك عندي يدٌ / تعاظَم في الفضل تأثِيرها
صددتُ حياءً فنادينني / سجاياك يَعطِفني خِيرها
كما يتَداوَى إذا ما انتشى / من الراح بالراح مخمورُها
وساقيةٍ تَرتمِي بالحَبَابِ
وساقيةٍ تَرتمِي بالحَبَابِ / وتبكي لحبّ أزاهِيرِها
جرى دمعها جرىَ دمعِ المحبّ / وناحت بصوت نواعِيرِها
فأدمُعها مَزْج أقداحِنا / وريحاننا نَشْرُ كافورِها
لدى روضةٍ حَلْيُها نوْرها / حمتها عيونُ نواطيرِها
إذا شاقنا رَقْم أعلامِها / سبتْنا عيونُ يعافِيرِها
تعيد أديم الضحى مُذْهبا / إذا لاح فوق دنانِيرها
وأحسنُ من عَبَرات الغيومِ / إذا قذفت بقواريرِها
وقوفُ الندى فوق محمرّها / ونفخ الصبَا في مزاميرها
أطعنا الصبا في مواخِيرِها / ونِلنا المنى في مقاصِيرها
وشاطِرةِ الزِيّ مخطوفةٍ / إذا برزت في زنانِيرها
أدارت علينا كؤوس المدامِ / وتأثيرُها فوق تأثِيرِها
كأن لُبَانه ألحاظِها / تحاوِل بسطَ معاذِيرِها
ولا خير في الراح إن لم تُعَنْ / بسُقْم العيون وتفتِيرها
ومودَعةٍ بطنَ مغبّرة / تحدِّث عن عهد سابورِها
حججنا إلى بيت خَمَّارِها / لنشربها في معاصِيرِها
سُلاَف تسلَّف منها الزمان / قذاها وأبقى على خِيرها
يقبِّل منها النديمُ الصباح / ويصبِغُ كُمَّيه من نورها
فلا تعذِر النفس في تركها / فلست عليه بمعذورها
وطاوٍ على حسدٍ كشحَه / قديم العداوة مشهورها
يُساء بكسبي العلا كلّما / أغرْتُ بجُودي على عِيرِها
ويأمل شأوي وهل يغتدِي / أميرُ المعالي كمأمورِها
فإن تك هاشمُ قد عدِّلت / منابتنا في عناصِرها
فما نستوي في الحِجا والندى / وطيّ الأمور ومنشورِها
دعُوا لِي العلا دون ساداتِكم / فإنيّ سُورٌ على سُورها
وإني نهضت بمكسورِها / وآنست وحشة مهجورها
وأنتم تطُون ذُنابَي العلا / وتزدحمون على زورها
ملأت عيونكُم بالغُبار / فحسبكُم مسحُ تغبِيرها
ولا تطلبوا رتبتي إنني / ملأت السماء بتكثيرها
ولا تفعلوا فعل آبائكم / فتَخْطُونَ خطوي بتطهيرها
ورِثت سياسة مَهْدِيّها / وحُزت شجاعة منصورِها
ولم أنحرف عن سجايا المعِزّ / وقائمة يوم تقريرها
ولم أُلقِ من ناظري نظرة / إلى منظَر غيرِ منظورها
ولم ترِثوا غيرَ أنسابكم / ولكن وَلِعتم بتكديرها
نجومُ سعودك لا تَفْتُرُ
نجومُ سعودك لا تَفْتُرُ / وآياتُ فضلك لا تُنْكَرُ
وفي كلّ ما أنت فَعَّالُه / لك المعجزاتُ الّتي تَبْهَر
فمجدُك ما فوقه مَصْعَدٌ / وقَصْرُك ما بعده منظَر
مَنَازِلُ لم يَبْنِ مِثلاً لها / على الأرض كِسْرَى ولا قَيْصَر
بناء تردّدَ فيه الجَمَالُ / ولاح عليه السَّنا الأنوَر
فظاهرُه العزّ مستظهَرٌ / وباطنه التِبْرُ والجوهرُ
ولو سَحَرَتْ أَرْبُعٌ قبلَه / لكان البديعَ الذي يَسحَر
فَهُنِّيتَه وتملأْتَه / وذَلَّ لك الدهرُ والأعصرُ
أطَعْتُ الصِبَا وشبابي نضيرُ
أطَعْتُ الصِبَا وشبابي نضيرُ / ولم يبدُ في عارضِيَّ القَتِيرُ
وأغرقتُ في اللّهو إني امرؤ / بِطبِّ المجون عليمٌ بصيرُ
وعاصيتُ عاذِلي في الهوى / لأنّي بطاعة قلبي جدير
وما هو إلا شبابٌ يزولُ / وعمر يسيرٌ ودهر قصير
وكل امرئ مستعارُ الحياة / ولا بدّ أن يَقْتَضِيها المُعِير
هل العيشُ إلا دَلالُ الصِبَا / وبَمٌّ يناغِيه مَثْنًى وزير
وحمراء صفراء يَسْقِيكها / أغنُّ مليحُ السجايا غرير
غلامٌ ويحسبه ناظِروه / غُلاميَّةً فهْو حقّ وزور
إذا اتبع الكأسَ ألفاظه / يرادِفها منه لحظ سَحُور
أما تُبْصِر الرّوضَ كيف اغتدى / وأوّلهُ مونِقٌ والأخير
كأنّ النَّدَى فوقَ أغصانه / إذا أسفرَ الصُّبْح دُرٌّ نَثير
وإن خطرتْ فيه رِيحُ الصَّبَا / تنفّس في الجوّ منه عَبير
كأنّ البنفسَج لثُم المحبّ / حوته خدودُ الدُّمَى والنُحُور
ونرجسه أعينٌ لُحْظُها / سواكِن والأُقحوانُ الثغور
ومن باقِلاَء كبلْق الحمام / تميس ولكنّها لا تطير
إذا ما تداعت فواخيتُها / بدا للطياهيج فيها صفيرُ
وإن هبَّت الرّيح في سَرْوها / تعانقن ضمَّ الصدورِ الصدورُ
كما اهتزَّ في المشي غِيدٌ وعِينٌ / فمادت روادِفُها والخُصُور
خليلَيّ إني خلعت العِذار / فهل منكما مُسعِد أو نصير
أرى الدّهر قد عاد سهلَ القِياد / وسودُ لياليه ليست تدور
كأن العزيز له زاجر / بجدواه فهْو ذليل أسير
لقد خضعتْ لك شمسُ النهار / وصلِّى لك القمر المستنير
ولم أر مثلك فيمن مضى / أميراً عليه نداه أمير
تلافيتني بضروب الجميل / فلا غَرْوَ إني محب شكورُ
وبارزةٍ بين أحبارِها
وبارزةٍ بين أحبارِها / بروز الشموس لإسفارها
وقد فصلت بين ثِقل الكثيب / ولين القضيب بزُنَّارها
تمِيس كمثل غصون الرياض / وتضحك عن مثل نُوّارها
ترى الماء والنار في خدّها / قد امتزجا فوق أبشارِها
فلا النارُ تعدو على مائها / ولا الماءُ يعدو على نارها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025