المجموع : 10
تذكَّرَ نَجداً فحنَّ ادِّكارا
تذكَّرَ نَجداً فحنَّ ادِّكارا / وأرَّقَه البرقُ لَمَّا استطارَا
أماتَت صبابتُه صَبْرَه / وكان يَرى أن يموتَ اصطِبارا
وجارَ الهَوى فاستجارَ الدموعَ / إذا لم يجِدْ غيرَها مُستجارا
وقَفْنا فكم خَفَرٍ عارضٍ / يُعَصْفِرُ وَرْدَ الخدودِ احمِرارا
وأُدْمٍ إذا رامَ ظُلمَ الفِرا / قِ عُذْنَ بِفَيْضِ الدُّموعِ انتصارا
يَجُدْنَ عليَّ بأجيادِهِنَّ / ويُبْدينَ لي الوردَ والجُلَّنارا
وإن أَعْرَ ن سَلوةٍ أو أَحِدْ / عَنِ الرُّشد لم يكسُني الغَيُّ عارا
فغَدْرُ المحبِّ سوادُ العِذارِ / إذا خلعَ الحبُّ منه العِذارا
وحاشا لغاوي الصِّبا أن يُقالَ / عصَى غَيَّه وأطاعَ الوَقارا
وَبِكْرٍ إذا جَنَّبَتْها الجَنوبُ / حسْبِتَ العِشارَ تؤمُّ العِشارا
ترى البرقَ يبسِمُ سِرّاً بها / إذا انتحبَ الرَّعدُ فيها جِهارا
إذا ما تَنَمَّرَ وَسمُّيها / تَعَصفَرَ بارِقُها فاستطارا
يُعارِضُها في الهواءِ النَّسيمُ / فَيَنْثُرُ في الرَّوْضِ دُرّاً صِغارا
تَكادُ تسيرُ إليه الرياضُ / إذا اطَّرَدَ الماءُ فيها فسَارا
فطَوْراً تَشُقُّ جيوبَ الحَياءِ / وطوراً تَسُحُّ الدُّموعَ الغِزارا
كأنَّ الأميرَ أعارَ الرُّبا / شمائلَه فاشتملْنَ المُعَارَا
هو الغيثُ تغَنى به بلدةٌ / وأخرى تَحِنُّ إليه افتقارا
أيادٍ سحائبُها ثَرَّةٌ / تفيض رَواحاً وتَهمي ابتكارا
وباعٌ إذا طالَ يومُ اللقا / ءِ غادرَ أعمارَ قومٍ قِصارا
ولن يرهَبَ السَّيفَ حتى يَرى / على صفحةِ السيفِ ماءً ونارا
أبا الحسَنِ اخترْتَ حُسْنَ الثَّناءِ / ومثلُكَ مَنْ يُحسِنُ الاختيارا
وكم قد وَطِئْتَ ديارَ العِدا / على الرُّغمِ منهم فجُستَ الدِّيارا
بخيلٍ تَمُدُّ عليها الدُّجَى / وبِيضٍ تَرُدُّ عليها النَّهارا
وأطلعْتَ فيها نجومَ القَنا / فليست تَغورُ إذا النجمُ غارا
ويومَ المدائنِ إذ زُرْتَها / وقد منَعْتها الظُّبا أن تُزارا
وخاضَتْ جيادُكَ فيها الدِّماءَ / ومن قبلُ جاءَت تُثيرُ الغُبارا
فلو أنَّ كِسرى بإيوانِها / لأَهدَتْ سَطاك إليه انكسارا
سَقَيْتَ الرِّماحَ دِماً فانثَنتْ / نَشاوى كأنْ قد شَرِبْنَ العُقارا
يُقصِّرْنَ إذ طُلْنَ خَطْوَ العِدا / ويُبدينَ في كلِّ نحرٍ عِثارا
وكم من ملوكٍ تواعدْتَهم / على النأيِ منهم فماتوا حِذارا
جريْتَ فأنضَيْتَ شأوَ الرِّياحِ / وجاوزْتَ في السَّبْقَ من أن تُجارى
نأيْتَ فأصبحْتَ جارَ الفُراتِ / وكنتَ لدِجلةَ من قبلُ جارا
فقد عُذْنَ منك بمستَلئِمٍ / يُبيحُ التَّليدَ ويَحمي الذِّمارا
بغيثٍ يجودُ إذا الغيثُ ضَنَّ / وليثٍ يَثورُ إذا النَّقْعُ ثارا
وأغلَبَ إن سارَ في تَغِلبٍ / سمعْتَ لسُمرِ الرِّماحِ اشتِجارا
تغارُ عليه قوافي المديحِ / فيأبَيْنَ إن رَيْتَ إلا ابتِدارا
وحُقَّ لقافيةٍ لم تكُنْ / مآثرُه حَليَها أن تَغارا
لأَذكَرَني بِشرَه عارضٌ / أضاءَ دُجى اللَّيلِ حتَّى أنارا
ومرَّ على الرَّوضِ مَرَّ الخليعِ / يُغنِّي ويَسحَبُ فيه الإزارا
فأيقنْتُ أن سأُطيعُ النَّوى / وأَعصي الهَوى صائراً حيثُ صَارا
دَعَتْكَ الثُّغورُ وقد عايَنتْ / حِماماً مُطِّلاً وحَتْفاً بَوارا
وصادفَ بعدَك وفدُ الثَّنا / ءِ وِرْداً ثِماداً ورَبعاً قِفارا
يَقولون إن طرَقَتْ أزمةٌ / أأنْجدَ ذاك النَّدى أَم أغارا
فليسَ المحلُّ مَحَلاًّ لهم / إذا فَقدوكَ ولا الدارُ دارا
ثَنَتْ لكَ أعطافَها والخُصورا
ثَنَتْ لكَ أعطافَها والخُصورا / وأعطَتْكَ أجيادَها والنُّحورا
تصدَّتْ لنا والهوى أَنَّةٌ / فصَدَّتْ وقد غادَرَتْهُ زَفيرا
وكانت ظباءً ترودُ اللِّوى / فأضحَتْ شموساً ترودُ الخُدورا
فِراقٌ أصابَ جَوىً ساكناً / فكان له يومَ سَلْعٍ مُنيرا
وساجي الجُفونِ إذا ما سجَى / أغارَ المَهَا دَعَجاً أو فُتُورا
أُغَرِّرُ بالنَّفسِ في حبِّه / وآلفُ منه غزالاً غَريرا
وأَعتدُّ زَورَتَهُ في الكَرى / نوالاً لديَّ وإن كان زُورا
لقد جَهِلَ الدهرُ حقَّ الأريبِ / وما زالَ بالدَّهرِ طِبّاً خَبيرا
عزائِمُهُ شُعَلٌ لو سطَتْ / على اللَّيلِ عادَ ضياءً مُنيرا
إذا ما توعَّرَ خَطْبٌ سَرى / فَغَلَّ سهولَ الفَلا والوُعورا
نزورُ أغرَّ تَغارُ العُلى / عليه ويُلْفى عليها غَيورا
إذا المجدُ أنجزَ ميعادَضه / أعادَ وعيدَ اللَّيالي غُرورا
يَعُدُّ من الأَزدِ يومَ الفَخارِ / ملوكاً حوَتْ تاجَها والسَّريرا
يُريكَ النَّدِيُّ إذا ما احتَبوا / بدورَ المحافلِ تحبُو البُدورا
وتَجلُبُ من كَرمٍ في النَّدى / فإن أجلَبَ الدهرُ أضحى وَقورا
أقولُ لمَنْ رامَ إدراكَه / وما رامَ من ذاك إلا عَسيرا
عزاؤُك إنْ عَزَّ نَيلُ السُّهى / وصبرُكَ لستَ تنالُ الصَّبيرا
سلامةُ يا خيرَ مَنْ يَغتدي / سليمُ الزَّمانِ به مُستَجيرا
إلى كَم أُحبِّرُ فيك المديحَ / ويلقَى سواي لديك الحُبورا
لَهمَّتْ عرائِسُه أن تَصُدَّ / وهمَّتْ كواكُبه أن تَغورا
أَتُسلِمُني بعدَ أن أوجَدَتْ / على نُوَبِ الدَّهرِ جاراً مُجيرا
وأسفرَ حَظِّيَ لمَّا رآ / كَ بيني وبينَ اللَّيالي سَفيرا
وكم قيلَ لي قد جفاكَ ابنُ فَهْدٍ / وقد كُنتَ بالوصلِ منه جَديرا
فقلتُ الخطوبُ ثَنَتْ وُدَّهُ / فلم يَبْقَ لي منه إلا يَسيرا
سأُهدي إليك نسيمَ العِتابِ / وأُضمِرُ من حَرِّ عَتْبٍ سَعِيرا
مَعانٍ إذا ما ظَهَرَتْ دَبَّجَتْ / بُطونَ المديحِ له والظُّهورا
تَبَرَّجُ للفِكْرِ أُنْساً به / وطوراً تَخَفَّرُ عنه نُفورا
تراءَضت له كسطورِ البُروقِ / وقد رامَها فشَآها سُطورا
فيَهنِكَ أَنْ حَلَّ وَفْدُ السُّرورِ / وأزمعَ وفدُ الصيِّامِ المَسيرا
فلا فَضْلَ للعُودِ حتّى يَحِنَّ / ولا حمْدَ للكأسِ حتّى تَدورا
فقد جدَّدَ الدَّهرُ ظِلاًّ ظليلاً / ورَوْضاً أَريضاً وماءً نَمِيرا
وحَلَّ الرَّبيعُ نِطاقَ الحَيا / فغادرَ في كُلِّ سَهْلٍ غَديرا
هواءٌ نُبَاشِرُهُ حُسَّراً / فنَقسِمُه ساجياً أو حَسِيرا
وزَهْرٌ إذا ما اعتَبَرْنا النسيمَ / حَسِبناهُ يمسَحُ منه العَبيرا
ورَوْضٌ يُراقُ بماء الحياةِ / فنُوَّارُهُ يَملأُ العَينَ نُورا
جلا البَرقُ عن ثغرِه ضاحكاً / إليه فأضحكَ منه الزُّهورا
وسَافرَه الرَّعدُ مُستَعْطِفاً / فقد سَفَرَ الوردُ فيه سَفِيرا
ومالَتْ من الرَّيِّ أشجارُه / كأنَّ السَّواقي سقَتْها الخُمورا
وولَّتْ صوادرَ منشورةً / وقد ملأَ الحُزْنُ منه الصُّدورا
أَوَانٌ تحَيِّيك أَنوارُه / رَواحاً بأنفاسِها أو بُكورا
وشهرٌ يُشهِّرُ ثَوبَ الثَّرى / ويَنظِمُ بالطَّلِّ فيه شُذُورا
أعادَ عُبوسَ الرُّبا نَضْرةً / وشِيبَ الغُصونِ شباباً نَضيرا
فسَلَّ الجَداوِلَ سَلَّ الذُكورِ / وأغمضَ للبِيضِ بِيضاً ذُكورا
ودلَّ على عَدْلِه أننا / نَرى القُرَّ مُعتَدِلاً والهَجيرا
فلا زِلْتَ مُغتَبِطاً ما حَيِيتَ / بِعيدٍ يُعيدُ عليك السُّرورا
بكاسٍ بِكَفِّ خَلُوبِ اللِّحا / ظِ تَخلُبُ شُرَّابَها والمُديرا
إذا هو عايَنَها بالمِزاجِ / رأى غُدرَها لهَباً مُستَطيرا
تُشيرُ إليكَ بها كَفُّهُ / وقد مثَّلَتْ لك كِسرى مُشيرا
بحُلَّةِ وَرْدٍ إذا رَدَّها / على الشَّرْبِ عاوَدَها مُستَعيرا
تَحُفُّ بها صُوَرٌ لا تزالُ / عيونُ النَّدامى إليهنَّ صُورا
فلو أنَّ ميْتاً يُلاقي النًّشورَ / بِنَشْرِ المُدامَةِ لاقَى النُّشورا
وفِكْرٍ خواطِرُهُ أَلبسَتْ / عُلاكَ من المَجْدِ ثوباً خَطيرا
مَحاسِنُ لو عُلِّقَتْ بالقَتيرِ / لَحَسَّنَ عندَ الحِسانِ القتَيرا
إذا ما جَفَت خِلَعُ المادِحينَ / عليهنَّ رقَّتْ فكانت حَريرا
إذا الشَّيبُ باعدَ بين القلوبِ
إذا الشَّيبُ باعدَ بين القلوبِ / فليسَ بمُجْدٍ تَداني الدِّيارِ
سكنْتُ إلى شمسِه كارِهاً / وقد كنتُ من نَجمِه ذا نِفارِ
وزَهَّدَني عارُها في الخِضابِ / فجانبْتُ زُورَ الشَّبابِ المُعارِ
وسرَّحْتُ للشَّعْرِ بالآبَنوسِ / فسرَّحْتُ بالعاجِ شَيبَ العِذارِ
أُلاقي الظلامَ بمثلِ الظَّلامِ / وألقى النهارَ بمثلِ النَّهارِ
أيا شاغلَ الشُّكرِ عن غيرِه
أيا شاغلَ الشُّكرِ عن غيرِه / بما ذاعَ في الناس من شُكرِه
ويا ناصرَ الأدبِ المُستضامِ / إذا قعدَ النَّاسُ عن نَصْرِه
أرى خِلعةَ العيدِ قد أُغفِلَتْ / وكانت تَجئُ على إثْرِه
فجُدْ لي بحَمراءَ إن فَاخَرَتْ / جَنى الوردِ أزرَتْ بمُحمَرِّه
وإمّا بصفراءَ منسوبةٍ / إلى خالصِ التِّبرِ في نَجْره
وإمّا ببيضاءَ مثلِ اللُّجَينِ / تَزيدُ بَياضاً على حُرِّه
إذا ما أخو الكِبْرِ حَلَّى بِها / سراويلَه زادَ في كِبْرِه
وتَلحَقُ بالأرضِ أطرافُها / إذا هي دارَتْ على خَصرِه
إذا ما الحسودُ رآها رأى / وَميضَ الخناجرِ في نحرِه
فأنتَ المُوحَّدُ في جُودِه / وأنتَ المُؤَمَّلُ في عصرِه
دُنُوُّ المُدامَةِ يُدني السُّرورا
دُنُوُّ المُدامَةِ يُدني السُّرورا / فَصِلْ باغتباقِكَ مِنها البُكورا
فقَد نشرَ الصُّبحُ أعلامَه / وحانَ لكاساتِها أن تَدورا
تَعَجَّبْتُ من غَفَلاتِ الوَرَى / وتَركِهِمُ العيشُ غَضّاً نَضيرا
فطائِفَةٌ تَرتَجي جَنَّةَ ال / خُلودِ وأخرى تَخافُ السَّعيرا
ألا فَاسْقِني الخمرَ مشمولةً / تَصُبُّ على اللَّيلِ صُبحاً مُنيرا
مُوَرَّدَةَ اللَّونِ مِسكِيَّةً / تُعِزُّ الدَّليلَ وتُغني الفَقيرا
كأنَّ العَقيقَ بكاساتِها / تَفُضُّ السُّقاةُ عليها العَبيرا
صَريعُ النَّوائبِ مَنْ لم يكُنْ / جَليداً على الهَولِ منها صَبورا
فكُنْ مُوقِناً بِذَهابِ الصَّبا / ومُغتَنِماً منه دَهْراً قَصيرا
فإنَّ الشَّبابَ له مُدَّةٌ / تُفَضُّ فتُذهِبُ عنك السُّرورا
لنا غُرفَةٌ حَسُنَتْ مَنْظَرا
لنا غُرفَةٌ حَسُنَتْ مَنْظَرا / وَطَابَتْ لسكَّانِها مَخبَرا
ترى العينُ من تحتِها روضةً / ومن فوقِها عارضاً مُمطِرا
وينسابً قًدَّامهَا جَدوَلٌ / كما ذُعِرَ الأَيْمُ أو نُفِّرا
وراحٌ كأنَّ نسيمَ الصَّبا / تحمَّلَ من نَشْرِها العَنبر
وعِنديَ عِلْقٌ قليلُ الخِلافِ / ونَدْمانُ صِدْقٍ قليلو المِرا
ودَهماءُ تهدِرُ هَدْرَ الفَنيقِ / إذا ما امتطَتْ لهباً مُسعِرا
تَجيشُ بأوصالِ وَحْشيَّةٍ / رَعَتْ زَهَراتِ الرُّبا أشهُرا
كأنَّ على النَّارِ زنجيَّةٌ / تُفَرِّجُ بُرْداً لها أصفَرا
وذي أربعٍ لا يُطيقُ أسوداً / ولا يألف السير فيمن سرى
نحمله سبيحاً أسوداً / فيَجعلُه ذَهَباً أحمَرا
إذا قلَبَ القُرُّ كفَّ الفتى / حَمى حَرُّهُ الكفَّ أن تَخْصرَا
وقد بكَرَ العبدُ من عندِنا / يزُفُّ لك الطِّرفَ والمِمْطَرا
فَشَمِّرْ هُديتَ إلى لذّةٍ / فإنَّ أخا الجدِّ من شمَّرا
كأنَّ تأجُّجَ كانونِنا
كأنَّ تأجُّجَ كانونِنا / تَكاثُفُ نَوْرٍ من العُصْفُرِ
وأحدثَ إخمادُه زُرْقةً / تَأجَّجُ في مُدمَجٍ أحمَرِ
كَبِركَةِ جَمْرٍ على صَاجِها / بقايا تَفَتُّحِ لَينُوفَرِ
دعانا إلى اللَّهوِ داعي السُّرورِ
دعانا إلى اللَّهوِ داعي السُّرورِ / فبِتْنا نبوحُ بما في الصُّدورِ
وطافَتْ علينا بشَمْسِ الدِّنا / نِفي غَلَسِ اللَّيلِ شمسُ الخُدورِ
كأنَّ الكؤوسَ وقد كُلَّلَتْ / بِفَضْلاتِها بأكاليلِ نُورِ
جيوبٌ مِنَ الوَشْيِ مَزرُورَةٌ / يلوحُ عليها بياضُ النُّحورِ
قُصاراكَ في اللَّومِ أن تَقْصُرا
قُصاراكَ في اللَّومِ أن تَقْصُرا / وحقّيَ في الغَيِّ أن أُعذَرا
ولم أنسَ يومي بِقُطرُبُّلٍ / وليلي على القُفْصِ أو عُكْبَرا
زمانٌ تملَّيْتُه مُقبِلاً / وعَيشٌ تلقَّيتُهُ مُسْفِرا
وملآنُ من عَبَراتِ الكُرومِ / كأنَّ على فَمِه عُصفُرا
إذا قرَّبَتَه أكُفُّ السُّقاةِ / مِنَ الكأسِ قَهقَهَ واستعبَرا
تُروِّحُه عذباتُ الغَرامِ / بريَّا النَّسيمِ إذا ما جرى
وريمٌ إذا رامَ حَثَّ الكُؤو / سِ قَطَّبَ للتِّيهِ واستَكبرا
وجَرَّدَ من طرفِهِ خَنجَراً / ومن نُونِ طُرَّتِه خَنجَرا
ترى وَرْدَ وَجنَتِه أحمراً / وريحانَ شاربِه أخضرَا
شكَرنا لإدريسَ أفعالَه / وحُقَّ لإدريسَ أن يُشكرَا
عَرَفْنا به طُرُقَ المُنْكَرَاتِ / ولولاه لم نَعرِفِ المُنكرَا
فطَوراً يُعيدُ لنا كَدَّةً / وطَوراً يُعيدُ لنا شَوْذَرا
إذا عَمَرَتْ دارُه لم أُطِلْ / بُكايَ على مَنزلٍ أقفرَا
وإن قَدَّمَت يومَه النَّائِباتُ / فلستُ أُسَرُّ بمَنْ أخِّرا
أبا حَسَنٍ إنَّ وجهَ الرَّبيعِ
أبا حَسَنٍ إنَّ وجهَ الرَّبيعِ / جميلٌ يُزانُ بحُسْنِ العُقارِ
فإنَّ الربيعَ نهارُ السُّرو / رِ والرَّاحُ شمسٌ لذاك النَّهارِ
وإنك مَشرِقُها إن أردتَ / وإن لم تُرِد غَرَبتْ في استتارِ
فأجْرِ إليَّ بجارِ العُقارِ / فمن فَيْضِ كفَّيْكَ فيضُ الجِرارِ
فقد عَبَّأَ الهَمُّ لي جَيْشَه / وليسَ له غيرُ جيشِ الخُمارِ