القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مصطفى صادق الرافعي الكل
المجموع : 8
أما حدثوكَ بأخبارها
أما حدثوكَ بأخبارها / وقد نزلَ البينُ في دارِها
ليالي امرؤِ القبسِ بينَ الخيامِ / يباهي السماء بأقمارِها
فما لكَ تذكرُ تلكَ الديارْ / ومالكَ تبكي لتذكارِها
وبينَ الضلوعِ قلوبٌ عفت / وضنَّ الغرامُ بآثارِها
قلوبٌ فزعنا بها للدموعِ / فما أطفأ الدمع من نارِها
تهزُّ لها الغانياتُ القدودَ / إذا ما تناجت بأسرارها
ألا فرعى الله تلكَ القصور / وحلى السماءَ بأنوارها
يبيتُ يحنُّ لها جارها / وإن لم تحنَّ إلى جارها
قصورٌ تدلُّ بأيامها / دلال الرياضِ بآذارها
إذا طلع الصبحُ حيتْ ذكاءُ / شموساً توارتْ بأستارها
تكادُ لرقةِ سكانها / تردُّ السلام لزوَّارِها
همُ علموها اجتذابَ القلوبِ / وشقَّ مرائرِ نظَّارها
وقد سامحتها خطوبُ الزمانِ / وضنتْ عليها بأكدارها
ودارتْ بمعصمها كالسوار / رياضُ تسامتْ بأسوارها
تحاكي المجرةُ أنهارها / وتحكي النجومُ بأزهارها
كساها الشتاءُ ثيابَ الربيعِ / وزرت عليها بأزرارها
إذا اعتلَ فيها نسيمُ الصباح / ناحتْ بألسنِ أطيارها
وإن طلبَ الظلُّ فيها الهجيرَ / تأبتْ عليهِ بأشجارها
وإن حلَّ الندامى فيها رأوا / لياليها مثل أسحارها
ودبَّ النسيمُ لعيدانهم / فباتت تنوحُ بأوتارها
وأنستهمُ معبداً والغريضَ / وشدو القيانِ بأشعارها
وأهل البضيعِ وذكرى حبيبٍ / وشد المطيِّ بأكوارها
سقتها السماءُ بما تشتهي / وجادتْ عليها بأمطارها
زهَتهُ الملاحةُ حتى سفرْ
زهَتهُ الملاحةُ حتى سفرْ / وخلى الدلالَ لذاتِ الخفرْ
وباتَ يسامرُ أهلَ الهوى / وقدْ طابَ للعاشقينَ السمرْ
يحدثنا عن بني عُذْرة / ويروي لنا عن جميلٍ خبرْ
وليلى وعن حبِّ مجنونِها / وعمن وفى للهوى أو غدرْ
ويذكرنا فعلاتِ الردى / بأهلِ البوادي وأهلِ الحضرْ
كحظِّ السعيدِ إذا ما ارتقى / وحظِّ الشقيِّ إذا ما انحدرْ
أرى كل شيءٍ له آيةٌ / وآيةُ هذي الليالي العبرْ
فيا قمرَ الأفقِ ماذا الزمان / جيلٌ تخلَّى وجيلٌ غبرْ
ويومٌ يمرُّ ويومٌ يكر / فآناً نساءُ وآناً نُسرْ
بربكَ هل بالدجى لوعةٌ / فإن غابَ عنهُ سناكَ اعتكرْ
كغانيةٍ فارقتْ صبَّها / فأرختْ غليها حدادَ الشعرْ
إذا ما سهرنا لما نابنا / فما للنجومِ وما للسهرْ
أترثي لمن باتَ تحتَ الدجى / يُقَلِّبُ جنبيهِ حرُّ الضجرْ
على لوعةٍ يصطلي نارَها / وحرُّ الهوى في حشاهُ استعرْ
وقد بسطَ البدرُ فوقَ الثرى / بساطاً فنامَ عليهِ الزهرْ
إلى أن طوتهُ يمينُ الصَّبا / وقد بللتهُ عيونُ السحَرْ
وباحَ الصباحُ بأسرارهِ / فحجبتِ الشمسُ وجهَ القمرْ
خلقَ اللهُ الجمالَ حكمةً
خلقَ اللهُ الجمالَ حكمةً / تذكرُ الناسَ نعيمَ الآخرةْ
كلُّ عينٍ سهرتْ فيهِ ولمْ / تكُ من قبلِ الهوى بالساهرةْ
ليسَ ما يروى عن السحرِ سوى / ما تراهُ في العيونِ الساحرةْ
لكلِّ امرئٍ أجلٌ منتظرُ
لكلِّ امرئٍ أجلٌ منتظرُ / ويبقى من الذاهبينَ الأثرْ
يردِّدُهُ الناسُ جيلاً فجيلاً / ويروونهُ زمراً عن زمرْ
ترى فيهِ نفسُ الفتى مثلما / ترى في المرآةِ وجوهَ البشرْ
فذلكَ مرآتهُ للنفوسِ / وهاتيكَ مرآتها للصدرْ
وما الناسُ إلا حديثٌ يدومُ / فالخيرُ خيرٌ والشرُّ شرْ
رحيقٌ كماءِ الشبا
رحيقٌ كماءِ الشبا / بِ من وجنةٍ يقطرُ
بكأسٍ كبدرِ الدجى / ظلامي بها مقمرُ
وساقٍ على ساقِهِ / يرجرجهُ المئزرُ
تحجبها كفهُ / وفي خدِّهِ تظهرُ
أراهُ لنا قائداً / ونحنُ لهُ عسكرُ
كأنَّ صفاءَ الرحي / قِ نافسهُ الكوثرُ
فمن ربحَ اليومَ ذا / فذاكَ غداً يخسرُ
ملأتَ المحطةَ بالعاشقين
ملأتَ المحطةَ بالعاشقين / فهذا يغيرُ وذاكَ يغارْ
وقلبيَّ مما تمزَّقَ أضحى / كأنَّ عليهِ يمرُّ القطارْ
بربكَ ماذا فعلتَ بنا / وما لكَ عندي ذوي الحبِّ ثارْ
قتلتَ وأحرقتَ حتى القطار / يسيرُ وفي قلبهِ منكَ نارْ
أرى الهجرَ أن تذكرَ الهجرَ لي
أرى الهجرَ أن تذكرَ الهجرَ لي / فإنَّ القلوبَ بما تذكرُ
وإنَّ السماءَ إذا أبرقتْ / غدتْ بعدَ إبروقها تمطرُ
أخافُ عليكَ وما إن تخاف / وأنتَ المطاعُ بما تأمرُ
وما آفةُ النفسِ بعدَ المتاب / غلا الغرورُ بمن يغفرُ
أدرتَ عيونكَ في كلِّ وجهٍ
أدرتَ عيونكَ في كلِّ وجهٍ / ونطّقتَ باللحظاتِ الخصورا
وكدتَ تشكُّ بهنَّ القلوب / وتلحمُ أسيافهنَّ الصدورا
فلا عجبَ أن يصدَّ الحسان / وأن يتعلمنَ فيكَ النفورا
تلثمهنَّ بلحظِ وقاحِ / ويمنعهنَّ الحياءُ السفورا
لعلكَ تعلمُ أنَّ الظباء / ينفرنَ إما رأينَ البعيرا
وهبكَ خفيرا لهذي الطريق / فلستَ على النيّراتِ خفيرا
أرى نظراً كالطفيلي لا / يوجهُ حتى يعود حسيرا
فلو خلقَ للهُ فيكَ العيونَ / طيوراً لما بتَّ إلا ضريرا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025