المجموع : 4
تطبَّبْ برأي الصَّبي والمَرَهْ
تطبَّبْ برأي الصَّبي والمَرَهْ / ولا تَقْرَبَنَّ بني سُكَّرَهْ
ففي كلِّ دارٍ لهم مأتمٌ / وفي كلِّ أرضٍ لهم مَقْبَرَهْ
رَأَينا الملوكَ وقد ساجَلُوك
رَأَينا الملوكَ وقد ساجَلُوك / تمنَّوْا مَنُوناً وغرُّوا غُرُورا
أَبى لَكَ أَن يُدرِكوها أَبٌ / يزِير فَيُنسي الأسودُ الزَّئيرا
وجدٌّ إذا جَدَّ يوم الرّها / نِ أبقى لتاليه جدّاً عَثُورا
تَصُبُّ عَصاكَ على من عَصا / كَ يوماً عبوساً بها قَمْطَريرا
لَقَد أَلبَس الشامَ هَذا الإِباء / لَبوساً مِنَ الأَمن ليناً وثيرا
تَدارَكتَ أَرماقَهُ وَالقُلوبَ / توافر أَنْ يَستَجنَّ الصُّدُورا
أَقَمتَ جِثاثاً وَكانَت جَثا / وشُدْتَ قُصوراً وَكَانَت قُبورا
وَكَم لَكَ مِن غَضبَةٍ لِلهَوى / تُميتُ الهَوى وَتجبُّ الذُّكُورا
إِذا قَطَّبَ البأسُ كانت رَدَى / وإنْ ضحك العفْوُ عادت نُشُورا
كَملتَ فَوُفّيت عَينَ الكَمال / تُبيدُ السّنينَ وتُفني العُصورا
وَجادَ لَنا بِكَ رَبٌّ بَرا / كَ لِلكُفرِ نَاراً وَلِلدينِ نُورا
إِذا ما خدمتَ فَمولىً كَريماً / وَإِمّا عَبدْتَ فَعبداً شَكورا
أَمامَ المَحاريبِ بَرّاً حَصُوراً / وَتَحتَ الحروبِ هِزَبْراً هَصورا
تَبارَك مَن شادَ هذي الخِلا / لِ في ظُلَّة المُلْك طوداً وقُورا
وألَّف في مَعْقِدِ التّاج مِن / كَ سطواً سعيراً وعفواً نَميرا
هو الجدّ بِزّ التّمام البدورا
هو الجدّ بِزّ التّمام البدورا /
شوى كلَّ ما جَنَتِ الحادثا / تُ ما كنت ظلّاً عَلَينا قَريرا
أَسأْنَ وَأَحسَن كنّ الهِلال / وَمَلأنَنا منكَ بدراً مُنيرا
إِذا ثَبح البَحر أَخطأنَهُ / فلا غَرْوَ أنْ يَنتَشِفن الغَديرا
وَأَصْغِر بِفُقدانِنا الذّاهِبينَ / ما عِشتَ نَأتيك ملكاً كَبيرا
وما أَغمَدَ الدّهرُ ذاكَ الحُسا / م ما سلّ حدّاك عضْباً بَتُورا
قسيمُ عُلاك ونِعْمَ القسيم / أخٌ شاف نزراً وأعطى كثيرَا
وَكانَ نَظيرك غارَ الزّما / نُ مِن أَنْ يرى لَكَ فيهِ نَظيرا
فدتْكَ نفوسٌ بِكَ اِستَوطَنت / مِنَ الأمْن نوراً وقد كُنَّ بُورا
بَقيتَ مُعزّاً مِنَ الهالِكينَ / تُوقّى الرَّدَى وتوفَّى الأُجورا
وغيرُكَ يُمَهِّدُ بُسُطَ العَزاء / ويُولي المُسَلِّين سمعاً وَقُورا
وَما نَقصَ الدّهْرُ أَعدادَكم / إِذا شَفَّ قطراً وأبقى بُحُورا
وَلَو أَنصفَ المَجد مَوتاكُمُ / لَخَطَّ لَهم في السّماءِ القُبُورا
حَياتُك أحْيَتْ رميمَ الرّجاءِ / وأَمْطَتْ من الجُود ظَهْراً ظَهيرا
هِيَ الخَيلُ خَيرُ عَتادِ الكَريمِ
هِيَ الخَيلُ خَيرُ عَتادِ الكَريمِ / يُحَضِّرُ لِلهَمِّ إِحضارَها
ضَغمْت فَأَدْرَرت أَفواهَها / وَسِرت فَقَلَّمت أَظفارَها
إِلامَ وَلَم تُبقِ مِمّا غَزَوْتَ / قُلوباً تُكابِدُ إِذعارَها
أَما في مُفَصّلِ آيِ الْقِرا / عِ أَنْ تَضَعَ الحربُ أَوزارَها
عَسى أَن يُحمَّ لِهذا الحِما / مِ أَنْ يَتَوكَّرَ أَوكارَها
وَما يَوم مَن غلتهُ واحِدٌ / فَتودِعُهُ اللُّسْنُ أشعارَها
وَأَينَ المَقَاول ممّا فَعَلت / وَلَو شَفع القطر إِكثارَها
فَكَم أَجلَبَت خَلفَكَ الجافِخاتُ / فَصَلصَلَ فخرُك فخّارَها
أَعَدْتَ بِعَصركَ هذا الأَني / قِ فُتُوحَ النّبيِّ وأَعصارَها
فَواطَأتَ يا حَبَّذا أُحُدَيْهَا / وَأَسرَرتَ مِن بَدْر أَنوارها
وَكانَ مهاجرُها تابعيكَ / وَأَنصارُ رأيكَ أَنصارَها
فَجَدَّدْتَ إِسلامَ سَلمانِها / وَعَمَّر جدُّك عُمَّارها
وَما يَومَ إِنّب إلّا كَتي / كَ بَل طالَ بِالبوعِ أَشبارها
وَأَيّامكَ الغرُّ مِن بَعدِهِ / تُعيد إلى الطَّيّ أغرارَها
وَلَمّا هَبَبتَ ببُصْرَى سَمَكت / بِأهباءِ خَيلِك أَبصارَها
وَيومٌ عَلى الجَوْنِ جَون السّرا / ة عزّ فسعّطَها عارَها
صَدَمتَ عُرَيْمَتَها صَدمةً / أَذابَت مَعَ الماءِ أَحجارَها
فَصبَّحْتَ بِالخَمسِ أَحفاضَها / ومَسَّيْت بِالخَمس أَبكارَها
وَفي تَلِّ باشِر باشَرْتَهُم / بِزَحْفٍ تَسَوَّر أَسوارَها
وَإِنْ دَالَكتهم دُلُوك فَقَد / شَددت فصدّقت أخبارَها
وَشَبّ التَّدامر حتّى طَلعتَ / عليها فَوَلَّتْكَ أدبارَها
مَشاهِدُ مَشهورةٌ نَمنَمت / على صَفحَةِ الدّهرِ أَسطارَها
يَلذُّ الأَغانِيَ تَرجيعُها / وَتَستَسفِرُ السَّفْرُ أَسفارَها
بَنيت لِوَفدِ المُنَى كَعبَةً / تُجيرُ المُعلَّق أَستارها
مَلَكت الأراضي مُغْبَرَّةً / تَكادُ تُحَدِّثُ أخبارَها
فَمازِلت تدجنُ حتَّى مَحَوتَ / دُجاها وَشَعشعت أَنوارَها
وَصَلْتَ فَأَعزَزتَ مِسكينها / وصُلْتَ فأذْلَلْتَ جبّارها
وَصُغْتَ حُلىً مِن عُلاً أحكمت / عَلى عَنق الدَّهر أزرارَها