المجموع : 6
رِضاكَ رِضايَ الَّذي أوثِرُ
رِضاكَ رِضايَ الَّذي أوثِرُ / وَسِرُّكَ سِرّي فَما أُظهِرُ
كَفَتكَ المُروأَةُ ما تَتَّقي / وَآمَنَكَ الوُدُّ ما تَحذَرُ
وَسِرُّكُمُ في الحَشا مَيِّتٌ / إِذا أُنشِرَ السِرُّ لا يُنشَرُ
كَأَنّي عَصَت مُقلَتي فيكُمُ / وَكاتَمَتِ القَلبَ ما تُبصِرُ
وَإِفشاءُ ما أَنا مُستَودَعٌ / مِنَ الغَدرِ وَالحُرِّ لا يَغدِرُ
إِذا ما قَدَرتُ عَلى نَطقَةٍ / فَإِنّي عَلى تَركِها أَقدَرُ
أُصَرِّفُ نَفسي كَما أَشتَهي / وَأَملِكُها وَالقَنا أَحمَرُ
دَواليكَ يا سَيفَها دَولَةً / وَأَمرَكَ يا خَيرَ مَن يَأمُرُ
أَتاني رَسولُكَ مُستَعجِلاً / فَلَبّاهُ شِعري الَّذي أَذخَرُ
وَلَو كانَ يَومَ وَغىً قاتِماً / لَلَبّاهُ سَيفِيَ وَالأَشقَرُ
فَلا غَفَلَ الدَهرُ عَن أَهلِهِ / فَإِنَّكَ عَينٌ بِها يَنظُرُ
أَرى ذَلِكَ القُربَ صارَ اِزوِرارا
أَرى ذَلِكَ القُربَ صارَ اِزوِرارا / وَصارَ طَويلُ السَلامِ اِختِصارا
تَرَكتَني اليَومَ في خَجلَةٍ / أَموتُ مِراراً وَأَحيا مِرارا
أُسارِقُكَ اللَحظَ مُستَحيِياً / وَأَزجُرُ في الخَيلِ مُهري سِرارا
وَأَعلَمُ أَنّي إِذا ما اِعتَذَرتُ / إِلَيكَ أَرادَ اِعتِذاري اِعتِذارا
كَفَرتُ مَكارِمَكَ الباهِرا / تِ إِن كانَ ذَلِكَ مِنّي اِختِيارا
وَلَكِن حَمى الشِعرَ إِلّا القَليلَ / هَمٌّ حَمى النَومَ إِلّا غِرارا
وَما أَنا أَسقَمتُ جِسمي بِهِ / وَما أَنا أَضرَمتُ في القَلبِ نارا
فَلا تُلزِمَنّي ذُنوبَ الزَمانِ / إِلَيَّ أَساءَ وَإِيّايَ ضارا
وَعِندي لَكَ الشُرُدُ السائِراتُ / لا يَختَصِصنَ مِنَ الأَرضِ دارا
قَوافٍ إِذا سِرنَ عَن مِقوَلي / وَثَبنَ الجِبالَ وَخُضنَ البِحارا
وَلي فيكَ ما لَم يَقُل قائِلٌ / وَما لَم يَسِر قَمَرٌ حَيثُ سارا
فَلَو خُلِقَ الناسُ مِن دَهرِهِم / لَكانوا الظَلامَ وَكُنتَ النَهارا
أَشَدُّهُمُ في النَدى هِزَّةً / وَأَبمَدُهُم في عَدُوٍّ مُغارا
سَما بِكَ هَمِّيَ فَوقَ الهُمومِ / فَلَستُ أَعُدُّ يَساراً يَسارا
وَمَن كُنتَ بَحراً لَهُ يا عَلِيُّ / لَم يَقبَلِ الدُرَّ إِلّا كِبارا
وَجارِيَةٍ شَعرُها شَطرُها
وَجارِيَةٍ شَعرُها شَطرُها / مُحَكَّمَةٍ نافِذٍ أَمرُها
تَدورُ وَفي كَفِّها طاقَةٌ / تَضَمَّنَها مُكرَهاً شِبرُها
فَإِن أَسكَرَتنا فَفي جَهلِها / بِما فَعَلَتهُ بِنا عُذرُها
أَنَشرُ الكِباءِ وَوَجهُ الأَميرِ
أَنَشرُ الكِباءِ وَوَجهُ الأَميرِ / وَصَوتُ الغِناءِ وَصافي الخُمورِ
فَداوِ خُماري بِشُربي لَها / فَإِنّي سَكِرتُ بِشُربِ السُرورِ
بُسَيطَةُ مَهلاً سُقيتِ القِطارا
بُسَيطَةُ مَهلاً سُقيتِ القِطارا / تَرَكتِ عُيونَ عَبيدي حَيارى
فَظَنّوا النِعامَ عَلَيكِ النَخيلَ / وَظَنّوا الصِوارَ عَلَيكِ المَنارا
فَأَمسَكَ صَحبي بِأَكوارِهِم / وَقَد قَصَدَ الضِحكُ فيهِم وَجارا
مُعاذٌ ملاذٌ لزُوّادِه
مُعاذٌ ملاذٌ لزُوّادِه / ولا جارَ أكرَمُ من جارِهِ
كأنّ الحطيمَ على بابهِ / وزَمزَمَ والبيتَ في دارهِ
وكم من حريقِ أتى مرَّةً / فلَم يعمَلِ الماءُ في نارِهِ