القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 3
حَمَلنَ عَلى اليَعمَلاتِ الخُدورا
حَمَلنَ عَلى اليَعمَلاتِ الخُدورا / وَأَودَعنَ فيها الدُمى وَالبُدورا
وَواعَدنَ قَلبي أَن يَرجِعوا / وَهَل تَعِدُ الخودُ إِلّا غُرورا
وَحَيَّت بِعُنّابِها لِلوَداعِ / فَأَذرَت دُموعاً تَهيجُ السَعيرا
فَلَمّا تَوَلَّت وَقَد يَمَّمَت / تُريدُ الحَوَرنَقَ ثُمَّ السَديرا
دَعَوتُ ثُبوراً عَلى إِثرِهِم / فَرَدَّت وَقالَت أَتَدعو ثُبورا
فَلا تَدعُوَنَّ بِها واحِداً / وَلكِنَّما اِدعُ ثُبوراً كَثيرا
أَلا يا حَمامَ الأَراكِ قَليلاً / فَما زادَكَ البَينُ إِلّا هَديرا
وَنَوحُكَ يا أَيُّهذا الحَمامُ / يُثيرُ المَشوقَ يَهيجُ الغَيورا
يُذيبُ الفُؤادَ يَذودُ الرَقادَ / يُضاعِفُ أَشواقَنا وَلِلزَّفيرا
يَحومُ الحِمامُ لِنَوحِ الحَمامِ / فَيَسأَلُ مِنهُ البَقاءَ يَسيرا
عَسى نَفحَةٌ مَن صَبا حاجِرٍ / تَسوقُ إِلَينا سَحاباً سَطيرا
تُرَوّي بِها أَنفُساً ظَمِئنَ / فَما اِزدادَ سُحبُكَ إِلّا نُفورا
فَيا راعِيَ النَجمِ كُن لي نَديماً / وَيا ساهِرَ البَرقِ كُن لي سَميرا
أَيا راقِدَ اللَيلِ هُنَّئتَهُ / فَقُل لِلمَماتِ عَمَرتَ القُبورا
فَلَو كُنتَ تَهوى الفَتاةَ العَروبا / لَنِلتَ النَعيمَ بِها وَالسُرورا
تُعاطى الحِسانَ خُمورَ الخِمارِ / تُناجي الشُموسَ تُناغي البُدورا
رَعى اللَهُ طَيراً عَلى بانَةٍ
رَعى اللَهُ طَيراً عَلى بانَةٍ / قَد اِفصَحَ لي عَن صَحيحِ الخَبَر
بِأَنَّ الأَحِبَّةَ شَدّوا عَلى / رَواحِلِهِم ثُمَّ راحوا سَحَر
فَسِرتُ وَفي القَلبِ مِن أَجلِهِم / جَحيمٌ لِبَينِهِمُ تَستَعِر
أُسابِقُهُم في ظَلامِ الدُجى / أُنادي بِهِم ثُمَّ أَقفو الأَثَر
وَما لي دَليلٌ عَلى إِثرِهِم / سِوى نَفَسٍ مِن هَواهُم عَطِر
رَفَعنَ السَجافَ أَضاءَ الدُجى / فَسارَ الرِكابُ لِضَوءِ القَمَر
فَأَرسَلتُ دَمعي أَمامَ الرِكابِ / فَقالوا مَتى سالَ هذا النَهَر
وَلَم يَستَطيعو عُبوراً لَهُ / فَقُلتُ دُموعي جَرَينَ دُرَر
كَأَنَّ الرُعودَ لِلَمعِ البُروقِ / وَسَيرِ الغَمامِ لِصَوبِ المَطَر
وَجيبُ القُلوبِ لِبَرقِ الثُغورِ / وَسَكبُ الدُموعِ لِرَكبٍ نَفَر
فَيا مَن يُشَبِّهُ لينَ القُدودِ / بِلينِ القَضيبِ الرَطيبِ النَضِر
فَلَو عُكِسَ الأَمرُ مِثلَ الَّذي / فَعَلتَ لَكانَ سَليمَ النَظَر
فَلينُ الغُصونِ كَلينِ القُدودِ / وَوَردُ الرِياضَ كَوَردِ الحَفَر
لِطَيبَةِ ظَبيٍ ظُبى صارِمٍ
لِطَيبَةِ ظَبيٍ ظُبى صارِمٍ / تَجَرَّدَ مِن طَرفِها الساحِرِ
وَفي عَرَفاتٍ عَرَفتُ الَّذي / تُريدُ فَلَم أَكُ بِالصابِرِ
وَلَيلَةَ جَمعٍ جَمَعنا بِها / كَما جاءَ في المَثَلِ السائِرِ
يَمينُ الفَتاةِ يَمينُ فَلا / تَكُن تَطمَئِنُّ إِلى غادِرِ
مُنىً بِمِنىً نِلتُها لَيتَها / تَدومُ إِلى الزَمَنِ الآخِرِ
تَوَلَّعتُ في لَعلَعٍ بِالَّتي / تُريكَ سَنا القَمرِ الزاهِرِ
رَمَت رامَةً وَصَبَت بِالصَبا / وَحَجَّرَتِ الحَجرَ بِالحاجِرِ
وَشامَت بَريقاً عَلى بارِقٍ / بِأَسرَعَ مِن خَطرَةِ الخاطِرِ
وَغاضَت مِياهُ الغَضا مِن غَضىً / بِأَضلُعِهِ مِن هوىً ساحِرِ
وَبانَت بِبانِ النَقا فَاِنتَقَت / لِآلِىءَ مَكنونَةِ الفاخِرِ
وَأَضلَت بِذاتِ الأَضا القَهقَرى / حِذاراً مِنَ الأُسدِ الخادِرِ
بِذي سَلَمٍ أَسلَمَت مُهجَتي / إِلى لَحظِها الفاتِكِ الفاتِرِ
حَمَت بِالحِمى وَلَوَت بِاللَوى / كَعَطفَةِ جارِحِها الكاسِرِ
وَفي عالِجٍ عالَجَت أَمرَها / لِتُفلِتَ مِن مَخلَبِ الطائِرِ
خَوَرنَقُها خارِقٌ لِلَّسَماءِ / يَسمو اِعتِلاءً عَلى الناظِرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025