المجموع : 3
حَمَلنَ عَلى اليَعمَلاتِ الخُدورا
حَمَلنَ عَلى اليَعمَلاتِ الخُدورا / وَأَودَعنَ فيها الدُمى وَالبُدورا
وَواعَدنَ قَلبي أَن يَرجِعوا / وَهَل تَعِدُ الخودُ إِلّا غُرورا
وَحَيَّت بِعُنّابِها لِلوَداعِ / فَأَذرَت دُموعاً تَهيجُ السَعيرا
فَلَمّا تَوَلَّت وَقَد يَمَّمَت / تُريدُ الحَوَرنَقَ ثُمَّ السَديرا
دَعَوتُ ثُبوراً عَلى إِثرِهِم / فَرَدَّت وَقالَت أَتَدعو ثُبورا
فَلا تَدعُوَنَّ بِها واحِداً / وَلكِنَّما اِدعُ ثُبوراً كَثيرا
أَلا يا حَمامَ الأَراكِ قَليلاً / فَما زادَكَ البَينُ إِلّا هَديرا
وَنَوحُكَ يا أَيُّهذا الحَمامُ / يُثيرُ المَشوقَ يَهيجُ الغَيورا
يُذيبُ الفُؤادَ يَذودُ الرَقادَ / يُضاعِفُ أَشواقَنا وَلِلزَّفيرا
يَحومُ الحِمامُ لِنَوحِ الحَمامِ / فَيَسأَلُ مِنهُ البَقاءَ يَسيرا
عَسى نَفحَةٌ مَن صَبا حاجِرٍ / تَسوقُ إِلَينا سَحاباً سَطيرا
تُرَوّي بِها أَنفُساً ظَمِئنَ / فَما اِزدادَ سُحبُكَ إِلّا نُفورا
فَيا راعِيَ النَجمِ كُن لي نَديماً / وَيا ساهِرَ البَرقِ كُن لي سَميرا
أَيا راقِدَ اللَيلِ هُنَّئتَهُ / فَقُل لِلمَماتِ عَمَرتَ القُبورا
فَلَو كُنتَ تَهوى الفَتاةَ العَروبا / لَنِلتَ النَعيمَ بِها وَالسُرورا
تُعاطى الحِسانَ خُمورَ الخِمارِ / تُناجي الشُموسَ تُناغي البُدورا
رَعى اللَهُ طَيراً عَلى بانَةٍ
رَعى اللَهُ طَيراً عَلى بانَةٍ / قَد اِفصَحَ لي عَن صَحيحِ الخَبَر
بِأَنَّ الأَحِبَّةَ شَدّوا عَلى / رَواحِلِهِم ثُمَّ راحوا سَحَر
فَسِرتُ وَفي القَلبِ مِن أَجلِهِم / جَحيمٌ لِبَينِهِمُ تَستَعِر
أُسابِقُهُم في ظَلامِ الدُجى / أُنادي بِهِم ثُمَّ أَقفو الأَثَر
وَما لي دَليلٌ عَلى إِثرِهِم / سِوى نَفَسٍ مِن هَواهُم عَطِر
رَفَعنَ السَجافَ أَضاءَ الدُجى / فَسارَ الرِكابُ لِضَوءِ القَمَر
فَأَرسَلتُ دَمعي أَمامَ الرِكابِ / فَقالوا مَتى سالَ هذا النَهَر
وَلَم يَستَطيعو عُبوراً لَهُ / فَقُلتُ دُموعي جَرَينَ دُرَر
كَأَنَّ الرُعودَ لِلَمعِ البُروقِ / وَسَيرِ الغَمامِ لِصَوبِ المَطَر
وَجيبُ القُلوبِ لِبَرقِ الثُغورِ / وَسَكبُ الدُموعِ لِرَكبٍ نَفَر
فَيا مَن يُشَبِّهُ لينَ القُدودِ / بِلينِ القَضيبِ الرَطيبِ النَضِر
فَلَو عُكِسَ الأَمرُ مِثلَ الَّذي / فَعَلتَ لَكانَ سَليمَ النَظَر
فَلينُ الغُصونِ كَلينِ القُدودِ / وَوَردُ الرِياضَ كَوَردِ الحَفَر
لِطَيبَةِ ظَبيٍ ظُبى صارِمٍ
لِطَيبَةِ ظَبيٍ ظُبى صارِمٍ / تَجَرَّدَ مِن طَرفِها الساحِرِ
وَفي عَرَفاتٍ عَرَفتُ الَّذي / تُريدُ فَلَم أَكُ بِالصابِرِ
وَلَيلَةَ جَمعٍ جَمَعنا بِها / كَما جاءَ في المَثَلِ السائِرِ
يَمينُ الفَتاةِ يَمينُ فَلا / تَكُن تَطمَئِنُّ إِلى غادِرِ
مُنىً بِمِنىً نِلتُها لَيتَها / تَدومُ إِلى الزَمَنِ الآخِرِ
تَوَلَّعتُ في لَعلَعٍ بِالَّتي / تُريكَ سَنا القَمرِ الزاهِرِ
رَمَت رامَةً وَصَبَت بِالصَبا / وَحَجَّرَتِ الحَجرَ بِالحاجِرِ
وَشامَت بَريقاً عَلى بارِقٍ / بِأَسرَعَ مِن خَطرَةِ الخاطِرِ
وَغاضَت مِياهُ الغَضا مِن غَضىً / بِأَضلُعِهِ مِن هوىً ساحِرِ
وَبانَت بِبانِ النَقا فَاِنتَقَت / لِآلِىءَ مَكنونَةِ الفاخِرِ
وَأَضلَت بِذاتِ الأَضا القَهقَرى / حِذاراً مِنَ الأُسدِ الخادِرِ
بِذي سَلَمٍ أَسلَمَت مُهجَتي / إِلى لَحظِها الفاتِكِ الفاتِرِ
حَمَت بِالحِمى وَلَوَت بِاللَوى / كَعَطفَةِ جارِحِها الكاسِرِ
وَفي عالِجٍ عالَجَت أَمرَها / لِتُفلِتَ مِن مَخلَبِ الطائِرِ
خَوَرنَقُها خارِقٌ لِلَّسَماءِ / يَسمو اِعتِلاءً عَلى الناظِرِ