المجموع : 4
لمَولى الأنام الإمام الكبير
لمَولى الأنام الإمام الكبير / أزفّ التهاني بيوم الغديرِ
وأهتف مُبتدئاً بالثنا / له والدعا من خلوص الضميرِ
أمَولايَ يا مقتدى المسلمين / وحافظ شرعة طه البشيرِ
إليك العفاةُ تشدّ الرِحال / فيرجع كلّ بطرفٍ قريرِ
وتجلى بغرّتك الداجيات / إذا ما طلعتَ بوجه منيرِ
تدلّ مناقبك الواضحات / بأنّك مِن نسل خير نذيرِ
فَحقّاً أُهنّيك يا اِبن الهداة / بيومٍ به كان نصب الأميرِ
غداة رقي المصطفى منبراً / أعدّ له من حدوج البعيرِ
دَعا آخذاً بيد المُرتضى / يُنادي بصوت عليّ جهيرِ
أَلا إنّ مَن كنت مولىً له / لمَولاه هذا وهذا وزيري
وهذا اِبن عمّي وهذا أخي / وعندَ الشدائدِ هذا ظهيري
وَيوم القيامةِ ساقي الظما / على الحوضِ من عذب ماء نميرِ
وعندَ الإلهِ له رفعة / وقد خصّه بالمقام الخطيرِ
ففي الحشرِ يشفع للمذنبين / ويُنقذهم من لهيب السعيرِ
وَما خابَ من جاءه زائراً / وفيه اِستجارَ بيوم الغديرِ
وقبّل أعتابه ناشقاً / تراباً تضوّع مثل العبيرِ
أبا حسن عِش مدى الدهر في / سرورٍ وعيش رغيد نضيرِ
نَعى البرقُ ربّ الخِصال الغرر
نَعى البرقُ ربّ الخِصال الغرر / حميد السجايا كريم السِيَر
نعاه فأدمى عليه الجفون / وأورى بقلبِ المَعالي شَرَر
نَعى مِن بني يعرب ماجداً / هُماماً جليلاً عظيم الخَطَر
وشَهماً نبيلاً حوى المكرمات / وكانَ له في البرايا أثَر
وَذو نسبٍ قد زَكى أصلهُ / وَمجد أثيل به يفتخَر
وَقد كانَ حِلفاً لصنع الجميل / وَعمّت أياديه بحراً وبَر
وللّه أدّى جميع الحقوق / وَحجّ إلى بيتهِ واِعتَمَر
وكانت لهُ راحة في العطاء / تفيضُ نَوالاً كصوبِ المَطَر
عَجِبتُ وكَم عجبٌ في الزمان / يمرّ علينا وكم من عِبَر
أَيَختطفُ الموتُ ليث العرين / ويَجري عليه القضا والقدَر
وَيحجبُ عنّا الضياءُ المنير / وفي باطنِ اللحدِ يخفى القمَر
فَطوبى له بجوارِ الحسين / قَدِ اِختار مثوىً وفيه اِستَقَر
حسين مُجاورهُ آمن / وَزائرهُ ذنبهُ مُغتَفَر
هو اِبن البتولةِ سبط النبي / حِمى اللاجئينَ ملاذ البشَر
فَهل بعدَ ذاك الزعيم العظيم / لَنا غيره مِن حِمى تدّخَر
فَشمران حلف الندا صنوه / ببُردِ العلا اِرتدى واِئتزَر
بَدى طالعاً في سماء العلا / كبدرٍ دجى نوره قد زهَر
هو الماجدُ المُرتجى في الأمور / عليهُ لواءُ الفخارِ اِنتشَر
تحلّ المشاكلُ في رأيهِ / له الحكمُ إن عُقِدَ المُؤتمَر
إليهِ الزعامةُ قد أُسندت / فأكرِم بهِ إن نهى أو أمَر
وأشبالهُ الأنجبون الكرام / لَهُم في الورى شرفٌ مُعتبَر
فَأهل الحفيظةِ أَبناؤه / وأسرتهُ الصيدُ خير الأُسَر
لَئِن غابَ مظهر من بيننا / فزيدان مِن بعدهِ قد ظهَر
جَوادٌ تراه بيوم الندى / يُحيّي الوفود بوجهٍ أغَر
إذا ما بدى وجهه للعيون / ففيه القلوب اِبتهاجاً تُسَر
وَحامد تُحمَدُ أفعالهُ / وَمعروفه في الأنامِ اِشتهَر
فتىً فاق أقرانه ناشئاً / فَحازَ ضروبَ العلى من صِغَر
همام له همّةٌ قد عَلَت / لِكَسبِ العلى باعهُ ما قَصُر
بني العُربِ راحلكم قد مَضى / وفي الخُلدِ صار له مُستقَر
وأسكنهُ اللّه أعلى الجنان / وَباللطفِ والعفو منه غمَر
وَمِن سندسٍ وحريرٍ كساه / وَأَلبسهُ فاخرات الحبر
فَصبراً على رُزئكم يا كرام / فإنّ الثوابَ لمن قد صَبَر
فلا زال مَجدكمُ باقياً / تنالونُ بالعزّ كلّ الظفَر
أُهنّيكَ بالعيدِ يا سيّدي
أُهنّيكَ بالعيدِ يا سيّدي / وأحمدُ ألطافكَ الطاهِرَه
لأنّك مِن أسرة جدّها / شفيعُ الخلائقِ في الآخِرَه
تمَسّك بصاحبِ يوم الغدير
تمَسّك بصاحبِ يوم الغدير / وزُرهُ لتَحظى بخيرٍ كثيرِ
وتسعَدَ منهُ بنيلِ المُنى / وأعلا ثواب وأجرٍ كبيرِ
وَطُف حولَ قبرٍ بهِ المُرتضى / وصيّ النبيّ البشير النذيرِ
وصهر الرسولِ وزوج البتول / أب المُجتبى البشير النذيرِ
قدِ اِختاره اللّه من خلقهِ / لخيرِ النبيّين خير وزيرِ
بذاتِ الفقار أبادَ العِدى / وردَّ الضلالَ بجيش كبيرِ
وآخاهُ مِن دون أصحابهِ / وقدّمهُ في جَميعِ الأمورِ
وكَم في الحروبِ له موقفٌ / بِها كانَ يسطو كليثٍ هصورِ
فما شيّد الدين إلّا بهِ / فأكرِم بهِ للهدى من ظهيرِ
لقَد خصّه المُصطفى في الغدير / له بيعة ما لها من نظيرِ
غداة رَقى آخذاً كفّه / يُنادي بصوت عليّ جهيرِ
ألا إنّ مَن كنتُ مولىً له / فمَولاه هذا أخي والنصيرِ
لَقَد سَعُدت أمّة المُصطفى / وفازَت بفضلِ السميعِ البصيرِ
ونالَت نَعيماً بأَعلى الجنان / وَقَد أمّنت من حريق السعيرِ
فكيفَ يَخافُ محبّ الوصي / منَ النارِ وهو به مستجير
وَهَل خابَ مَن جاءه زائراً / إِذا ما أتاه بقلب حسيرِ
ويكفيهِ مِن كلّ شيء أتمّ / ويقضي له كلّ أمر عسيرِ
إمام عرَفناه ذُخراً لنا / بيومِ الجزا وإليه المصير
وَنَرجو شفاعتهُ في المعاد / وَنَطلب منه العطاء الكثير
وَإِنّا لنعقدُ آمالنا / على بحرِ علم خضمّ غزيرِ
أبي الحسن السيّد المقتدى / أضاء لنا مثل بدر منيرِ
حمى الشرع كهف جميع العباد / وعن الضعيف وغوث الفقيرِ