عذيري من حب ليلى عذيري
عذيري من حب ليلى عذيري / أما لي من جفوها من مجيرِ
تعلقتها كالغزال الغرير / على غفلات الزمان الغريرِ
تميل كما مال خوط الأراك / وتمشي كما أرتج متن الغديرِ
فلله كم لي من زفرة / على النأي مشفوعة بالزفير
أغالب في طيها العاذلات / فأضمرها جذوة في ضميري
وجسمي من حبها مسقم / وحالي حال بأمر خطيرِ
سقى حلباً حلب المعصرات / وجاد رباها بجود مطيرِ
فما أنسى موقفنا سحرة / وقد برد الحلي برد الثغورِ
أنا قل بثي حمر الخدود / بيض السواك سود الشعورِ
أغرت على الحسن من بعد ما / ملأت من الحقد صدر الغيورِ
فلو عدلوا اختصروا لوعتي / وثقل غرامي اختصار الخصورِ
فالبصب يحسن لثم الثغور / وبابن المظفر ثلم الصغورِ
فتى يده مزنة ثرة / ومرتعه عصمة المستجيرِ
أبيّ إذا سيم خسفا أبي / ثريّ الجود عف الضميرِ
تردد في كرم أول / فحاز مداه ومجد أخيرِ
طويل نجاد الحسام الصقيل / وأثقب في رأيه من قصيرِ
له همة تتعالى به / فهمتها في عبور العبورِ
وللبشر في وجهه رونق / يدل على النجع مثل البشير
كأن شمائله شمال / تنم بأسرار روض نضيرِ
كريم صفت لي أخلاقه / على كدر الدهر صفو النميرِ
نظرت إليه فحاولته / أخا عزمات بعيد النظيرِ
تريه من الحزم آراؤه / مشيَّعة ما وراء الأمورِ
أمام الكتيبة في مأزق / تخرق فيه جيوب النحورِ
فيا ابن الحماة ومن ملكهم / يدور مع الفلك المستديرِ
بدور ندى نطقوا بالنوال / وجادوا لسائلهم بالبدورِ
ألست مذيت عداك الردى / بسمر أناث وبيض ذكورِ
وكل فتى فوق عبل الشّوى / ومحبوكة كالبديل المريرِ
إذا أقبلت كان فوق القبول / وإن أدبرت كان فوق الدبورِ
فدى لك من لا يرون العطاء / ولا يصلون جناح الفقيرِ
أكفهم من حديد إذا / سألت وأوجههم من صخورِ
إذا بيضوا وجه عافيهم / فذاك البياض بياض القتبرِ
لقد أسرتني عقال الخطوب / فهار نشطت عقال الأسيرِ
رجوتك يا خير من يرتجي / لجبر الكسير ويسر العسيرِ
وليس فتى يؤثر المكرما / ت بعدك غير فتاك الأثيرِ
كأني لما تعلقته / لعز تعلقت ركني ثبيرِ
لقد هجم العيد فاستسعدا / به وبمجيئته والمرورِ
وجودا عليّ بها حلة / تعبر عن أرج كالعبيرِ
أجرر أذيالها عالما / بأني أحق بها من جريرِ
وخذها مبرأة حرة / أبت أن تكون للص مغير
إذا أنشدت فعلت بالعقو / ل ما ليس تفعل كأس المدير
وعش أنت وابناك نعمة / مدى الدهر مابقيا ابنا سمير