المجموع : 15
ألا رُبَّ أشياءَ مذكورةٍ
ألا رُبَّ أشياءَ مذكورةٍ / يُحدَّثُ عنها وليستْ تُرى
بِعرْسٍ وآوَى وما أشْبها / وكابنِ الرُّخاميِّ طيفِ الكَرى
أحبّ الطهارة من داخلٍ
أحبّ الطهارة من داخلٍ / فلم يرضَ منها بما يظهرُ
وما استدخل الأير من حاجةٍ / ولكن به المذهب الأكبرُ
كثير نوالك في جنب ما
كثير نوالك في جنب ما / جُبِلتَ عليه من الجود نَزْرُ
ونَزْرُ نوالك عند الذي / يجود به سائر الناس غَمرُ
فمن يستزدْك يجَدْ مَذهباً / ومن يرضَ يرض بما فيه خيرُ
ولي همةٌ زاد في طولها / وفي عرضها أنّ كفيك بحرُ
وكنتَ وعدت لُهاً جمّةً / وبشّرني منك بالسيل قَطرُ
وقلت لرفدك لما بدا / هلال كأنْ قد نما منه بدْرُ
فأنجِزْ مواعيدَ أكّدتها / فقد مر عصر وقد كر عصر
ولا تُخلِفنِّي فإنّ الكري / م سيان وأْيٌ وآهُ ونذر
وهل يخلف الوعدَ من قوله / كما الوعدُ عهدٌ كذا الخُلف غدر
ومطلُ الكريم مواعيدَه / أمانٌ من الخلف ما فيه خَتْر
ولن يُنْكَر المطل لاسيما / لمن ماله الدهرَ مدٌّ وجزر
ولو وعدَتْني عنك المُنى / لأمست مواعيدها وهي وَفر
يودُّ الفتى طولَ تعميرهِ
يودُّ الفتى طولَ تعميرهِ / ولا مُتناهيَ إلا قصيرُ
كما أن كان بَديءُ الفتى / كذاك إلى كان أيضاً يصير
أبا حسن إنّ حبل المِطا
أبا حسن إنّ حبل المِطا / لِ إن مُدّ كان بلا آخرِ
فإما اصطنعتَ إلى شاكرٍ / وإما اعتذرت إلى عاذرِ
ولا عذر إن أنت خاتلْتني / عن العذر فعلَ امرئٍ ماكر
فإن تُعمل المطل حتى إذا / حَداني الملالُ مع الصادر
وجاءك عنيَ ما لا تحبْ / بُ من قَذَعٍ مُنجِد غائر
وقلتُ لأول مستخبِر / وقفتُ على طلل داثر
رحلتُ على أملٍ بادنٍ / وأ ت على أمل ضامر
طفقت تؤنبني سادراً / لتُلزمني الذنب في الظاهر
وقلتَ امرؤ خانه صبرهُ / وقد طال صبري على الصابر
فلا تذهبن إلى هذه / فلستَ لعقليَ بالقامر
وقد يُسرق العذر من مفحَمٍ / ولا يسرق العذر من شاعر
فقدتُك يا ابن أبي طاهرٍ
فقدتُك يا ابن أبي طاهرٍ / وأطعمت ثُكَلك من شاعرِ
فلستَ بسُخْنٍ ولا بارد / وما بين ذيْن سوى الفاتر
وأنت كذاك تُغثِّي النفو / س تغْثيةَ الفاتر الخاثر
تذبذبَ فنّك بين الفنونِ / فلا فنُّ باد ولا حاضر
رأيتك تَنبحني سادراً / كفعلك بالقمر الباهر
وما زال ذلك دأب الكلابِ / وما ذاك للبدر بالضائر
وإنّ قِسيِّي لموتورةٌ / بكل أمين القُوى حادر
وإنّ سهامي لمَبريةٌ / كهمِّك من عُدة الثائرِ
ولكن وقاك معراتِها / تضاؤلُ قدرِك في الخاطر
فلا تخشَ من أسهمي قاصداً / ولا تأمَنَّن من العائر
بليتُ فأبقِ على سائري
بليتُ فأبقِ على سائري / فإني في الرَّمق الآخرِ
بلوتَ فألفيتني صابراً / فعُد بالثواب على شاكر
وخذ من فؤادك بعض الهوى / لقلب بحبك مستأثر
يبيت تألَّفُهُ راحتي / وينفر نحوك كالطائر
أقلْ سيدي عثرة العاثر / فما أحسن العفو بالقادر
أتت من بريديِّنا ضرطةٌ
أتت من بريديِّنا ضرطةٌ / فأرسلها مثلاً سائرا
كذا آل وهب لهم فضلهم / يورثه أوَّلٌ آخرا
مضوْا بُلغاءَ بأفواههم / وأستاههم كابراً كابرا
وأبقوا لنا خلفاً صالحاً / فلم يُلْفَ عن قصدهم جائرا
أبا حسنٍ يا لها ضرطةً / تركت السمير بها سامرا
وزدت بها شاعراً فطنةً / وأنبغْتَ من لم يكن شاعرا
أتَتْ من بريديِّنا فلتةٌ
أتَتْ من بريديِّنا فلتةٌ / فصكَّ بها الناس أقصى حجرْ
لئن شنع الناس في أمره / لذاك بتشنيعه في الخبرْ
أبا حسن قد جرت عادةٌ / فحاذرْ وأعتِدْ عتاد الحذِر
ولا تَحضُر الدار في الحاضري / ن إلا وأنت وثيق الثفَر
وأعفِ حِتارك واستبقِه / فقد وسعتْه ضِخامُ الكمر
وِشيخ يُنظِّف أعفاجَه
وِشيخ يُنظِّف أعفاجَه / غُلام له حادرٌ أشقرُ
فمَبْعرُهُ مثلُ حُلقومه / وإن قلتُ مَبعرهُ أطهر
أحبَّ الطهارة من داخلٍ / فلم يرض منها بما يظهر
وما استدخل الأيرَ من شهوةٍ / ولكن به المذهبُ الأكبر
رأى طُهر ظاهره لا يتم / م أو يطهرَ الأدَمُ الأحْمر
وصان أناملَهُ أن تَمْس / سَ ما يُتحامَى وما يُقذَر
لذلك ليست تزال استه / يخضخضها مِخْوَض أعجر
يَغيبُ وبُرنُسُهُ أحمرٌ / ويبدو وبُرْنسه أصفر
مديحُك منْ تبتغي رِفدَهُ
مديحُك منْ تبتغي رِفدَهُ / هجاءٌ وإن كنتَ لا تُظهِرُهْ
لأنك طالبتَ ما عندَهُ / كأنك ترقيهِ أو تسحرُهْ
يقول وقد سددوا نحوه
يقول وقد سددوا نحوه / أيوراً كمثل أيور الحُمُرْ
ألا وأبيكِ ابنةَ العامري / ي لا يدعي القوم أني أفر
أسأتُ فأحسَن بي جُهْدَهُ
أسأتُ فأحسَن بي جُهْدَهُ / ولو شاء عاقَبني وانتصرْ
وكان المقال له واسعاً / ولكنْ تطوَّل لما قَدَرْ
فأصبحتُ بالجود عبداً له / أقرُّ بذاك وإن كنتُ حُرْ
ومن كَثُرَتْ نِعمةٌ عندهُ / عليه أقرّت وإن لم يُقِر
فاجأ الناس خالداً وابنَ عشر / قد علاه يخوض بالأير جَعْرَهْ
فرأى الناسُ آيةً من صَبِيٍّ / فوق شيخ له جلالٌ وَكَبْره
طفِقوا يَعجبون منه فقال ال / شيْخ لا تنْكِرُنَّ للَّهِ قُدْرَه
سُخِّر الفيلُ وهُوَ أعظم مني / لضئيل الرجال يركب ظهره
اعذِرُوا خالداً ولا تَعذِلوه / أيها الناس قد تبيَّنتُ عُذرَه
هو شيخٌ مُسخَّرُ الظهر لا ين / فكُّ من سُخرةٍ على إثر سُخره
أنا من فارس كمثلك من قح / طانَ إن لم أدعْك في الناس شُهْره
لسْتَ مِمّنْ لقَيتَ قَبليَ أوْلَى / لك مني ما كل سوداءَ تَمْره
تصبّرتُ عنك فما أصْبِرُ
تصبّرتُ عنك فما أصْبِرُ / وإنِّيَ فيك لمستبصِرُ
وإن حاربَ الرأيُ فيك الهوى / فلا شك في أنني مقصِر
تصنَّعْ لرأي فإني أرا / ه يُنكِر منك الذي أنكِر
وصانعْ هوايَ فإني أرا / ه يغفِر منك الذي أغفِر
وما ذاك إلا عمىً في الهوى / وأعمَى الهوَى مرةً يبصر
فناصِرْ هوايَ على ضدِّه / فإن الهوى فيك مُسْتَنْصِر
وإلّا فإني مما مضى / مُنيبٌ إلى الرأي مُستغفِر
أيا أملي هبك لم تُقْضَ لي / يدٌ من يديك ألا خِنْصر
تطلع أيري من مئزري
تطلع أيري من مئزري / وكلُّ كمينٍ له ثَوْرَهْ
فقال ليَ الجلساء استتر / وصاروا وجوهَهُمُ صَوْره
فقلت هو العضو لو فاتني / عدمت البسالة والسوره
وكيف تعدونه عورةً / ولولاهُ أصبحتُمُ عوره