المجموع : 5
أرى اللآمهات يلمن العذارى
أرى اللآمهات يلمن العذارى / إلى الرجلين عليهن عار
وهذي البنات على ما لهنَّ / احق من الامهات انتصارا
فتربية الطفل من لعبه / تبين وتصدر عنهُ اضطرارا
هي الأم تحنو على بنتها / إلى أن تعد الحنو افتخارا
وما هو إلَّا احتقار لها / ورب افتخار يجر احتقارا
هل البنت تعرف من نفسها / اذا ازيَّنت ان تطيل الازارا
وتحسن في وجهها صبغة / تزيد بها وجنتيها احمرارا
ومن علمَّ البنت وقت الشراب / أن تخلع البنت فيه العذارا
تنادم هذا وتسكر ذاك / وتشرب نخبا على القوام دارا
وتعجب طوراً فتظهر قرطاً / وتفخر حينا فتبدى سوارا
وتخطر لابسة حليها / فآناً لجيناً وآناً نضارا
وتزهى بأصناف تلك الحلىّ / ولو قدرت جعلتها نثارا
ألم تكن الأمُّ أصل البلاءِ / وبئس بلاءٌ يكون اختياىا
ويا آنسات كفاكنَّ زهواً / وأصلحن حالاً تجرُّ البوارا
فان لفى الزهو داءً عضالاً / وإن لفى اللهو جرحاً جبارا
نسيم وأنت الذي لا يجارى
نسيم وأنت الذي لا يجارى / علام بشعرك تطرى العذارى
أراك انتصرت لهنَّ ولو / علمت لكنا أحق انتصارا
ولو كان حد ملامي حادا / فحد انتصارك أمضى شفارا
تقول هي الأُم أصل البلاء / وأي بلاء يكون اختيارا
ولكن هي البنت لا ترعوى / اليَّ اذا رمت منها الوقارا
وكم هددتني بقول صريح / بامر يجر اليَّ الشنارا
اذا لم أتمم لها مقصدا / غدت وهي تضمر في النفس عارا
وما خوف أمٍّ على بنتها / سوى أن تُعِفَّ عليها الأزارا
ومثلك يفهم مغزى كلامي / فأنت الأريب الذي لا يبارى
وكم لطمتني بكف عيانا / وكم قذفتني بهجر جهارا
تتوق الى الزهو توق امرئ / نبته الديار فتاق الديارا
هي البنت تعجب آناً بقرط / وتغضب حيناً فتبكي سوارا
وأية بنت عليها خمار / فقالت لها الأمُّ ألق الخمارا
وأية أمٍّ أباحت لها / من الكاس نخبا على القوم دارا
هي البنت ترنو إلى غيرها / فتأخذ عنها التحلي افتخارا
وما هو إلا احتقار لها / وربّ افتخار يجرّ احتقارا
وتعرف من مثلها صبغة / تزيد بها وجنتيها احمرارا
نسيمُ كفاك انتصارا لهنّ / فلو كنت تدري لعفت العذارى
أيا أمة المجد في الغابر
أيا أمة المجد في الغابر / إلى م خمولك في الحاضر
وما كان يعزى اليك الخمو / ل ولا كان يخطر بالخاطر
منيت بناس أرى ذكرهم / يعد شناراً على الذاكر
فمن خائن يستحق الردى / اذا عاقبوه ومن غادر
وكل طموح إلى غاية / تراقب بالقلب والناظر
قعدت وما فيك من ناهض / ونمت وما فيك من ساهر
أرى الشرق يرجو شفاء له / وما فيه من نطس ماهر
أزيحوا الغشاوة عن عينه / فليس له اليوم من عاذر
مشى الغرب يختال في برده / ويسحب ذيل فتى قادر
يجود الفرنج لأبنائه / بجود كصوب الحيا ماطر
وأدناهمُ مثل أعلاهمُ / وأولهم فيه كالآخر
فيا غرب مالك من خاذل / ويا شرق مالك من ناصر
تمر الحوادث لا نرعوى / ولا تسمع الاذن للزاجر
وكم فيك يا شرق من كاتب / أراك الرشاد ومن شاعر
إلى م تغرُّ بدنيا عفت / وتخنع للزمن الجائر
كأنا نيامٌ وأحداثه / تمرّ كطيف له زائر
لقد كنت يا مصر فيما مضى / مدرّبة البطل الثائر
وكم من عرين غداة الوغى / يصان بليث به خادر
لقد أخذوك على غرة / فسرت بخد لهم صاغر
ولما رأيت العدى حلقوا / رجعت إلى صفقة الخاسر
وضلَّ زعيمك من جهله / فطوّح بالبلد الزاهر
وسار المهاجم في سيره / وحلق في الجو كالطائر
أرى الدهر في الشرق من عجبه / غدا واقفاً وقفة الحائر
ترى أمةً بين أجنادها / تصول بعضب لها باتر
وتحمي البلاد بأنيابها / وتزأر كالاسد الكاسر
وتقهر بالعلم اعداءها / وليس سوى العلم من قاهر
وهامدة قد ضحى ظلها / وأخرى مشت مشية العاثر
ورازحة تحت اثقالها / تنوح على سؤدد داثر
بنى مصر لا تقطعوا ودها / مقاطعة الصب بالهاجر
ولا تكسروا بالأذى قلبها / فما للزجاجة من جابر
وحضوا على العلم ابناءها / فليس لها العلم بالضائر
وأن كتاباً يضم النهى / لأرخصُ من خرمة العاصر
هتكت من الغيد اخدارها
هتكت من الغيد اخدارها / ومزقت بالهتك أستارها
وكانت عرى الطهر معقودة / ففكك جهلك أزرارها
نبذت الفضيلة نبذ النوى / وعفّيت في القوم آثارها
بنيت الاماني على غرة / وقد قوض الدهر أسوارها
ذهبت ولكن الى هضبة / سلكت الى البغي أوعارها
قريب مزار الشريفة لكن / لمن غرّروها فيا دارها
فلا تشرئب الى نيلها / وتنسى من الغي أخطارها
صغرت لدى أمة خنتها / وسائل اذا شئت خمارها
ودنست انساب اهلى العلى / ولوثت بالفحش أخيارها
اجدك لا تك دون الورى / جحود العوارف كفّارها
نظيرك لا يرتجى للبلاد / ولو بات ميتاً لما ضارها
ومن كان انجس ذيلاً عليها / فكيف يطهر اوضارها
وكيف يقابل يوم المعاد / اله البرايا وجبارها
وكيف يقابل في خزيه / رسول العباد ومختارها
غداة يقاد الى حفرة / يؤجج خزّانها نارها
فيختلس اللمح من مقلة / تغض على الذل أشفارها
فليت المنون لك استجمعت / وقد أنشبت فيك اظفارها
هجوت الشريعة في حكمها / وهددت بالعزل احبارها
فحتى م ترمي الشريعة جهلا / ومثلك يجهل اسفارها
وحتى م تجرع للطيش كأسا / تسوّغ للشَّرب اكدارها
وحتى م تصبو الى ذلة / وتكسب نفسك إصغارها
وفيك الكفاءة معدومة / فخل المعالي واصهارها
وبشر صديقك من لم يجرب / مراس الخطوب وأضرارها
يحاول اخفاء آثامه / ونحن نحاول اظهارها
رويدك ان بها شاعراً / حليف القوافي ومكثارها
اذا قال ارهف صمصامها / وثقف بالجزل خطارها
فيا قوم هبوا معي هبة / لنقضيَ للنفس اوطارها
ونثأر بالشعر من عصبة / تشد على الشر أكوارها
رمانا الزمان بإحدى الكبر
رمانا الزمان بإحدى الكبر / ومنه العظات ومنه العبر
شهيد تصارع في حومة / رماه القضاء بها والقدر
وخلف من بعده أمة / كسرب النجوم فقدن القمر
أتى جئة سافرت للبلى / ولم تسترح من عناء السفر
منىً أوردته حياض الردى / وورد الردى ما له من صدر
تعلقها عند شرخ الصبا / ولم يجفها عند مس الكبر
وأينع في روضها غرسه / ولم يبق إلا اجتناء الثمر
وأي امرئ عاش أقصى المدى / فنال من العيش أقصى الوطر
هنيئاً لميت نعته العلى / وطوبى لحى وعى وادّكر
وحسب فريد مُنى نالها / فقد حصدت كفه ما بذر
فتى أغمض الموت أجفانه / وأطبقها بعد طول السهر
أفاض على قومه ماله / فأدى الحقوق وأسدى البدر
طوبل نجاد الجدى عائل / لكل ضريك غليه افتقر
رأى الحرص عاراً على نفسه / فهان على نفسه ما ادخر
وكان بصيراً بعقبى الندى / يرى المال يفنى وتبقى السير
وأخلد ما للفتى ذكره / إذا نزل القبر لا ما يذر
وكم صامت ناطق في الثرى / بآي فصاح كآي السور
وليس الذي ذكره خامل / كمن شاع صيب له وانتشر
وليس بميت أغر اسمه / على صفحات العلى مستطر
خطيب المنابر منطيقها / وأسلس من فوق جمع نثر
فإن يكب يوماً بضماره / فكم من جواد كبا أو عثر
وما زال ينهب في عدوه / فيافي الفجائع حتى ضمر
وحتى دهنه بأعناتها / كوارث كاسرة للفِقر
أرى كاملا راح في شرخه / وأودى فريد حميد الأثر
زعيماً بلاد خلت منهما / أبو بكر مات وولى عمر
عزاء العلا عنهما أمة / تنادت لتجديد مجد دثر
وشعب سعى نحو آماله / بعز توقد حتى استعر
وما من ضعيف القوى واهن / تشبث بالحق إلا انتصر