المجموع : 9
ورومية الخدِّ زنجيَّةٍ
ورومية الخدِّ زنجيَّةٍ / يلوحُ على رأسِها شاكرُه
خطبتُ فقرَّرت لي مهرَها / وكل امرئٍ شاهدٌ ذاكرُه
فلما دخلتُ تمادى المِطالُ / وطال ويا ليتَ ذا آخرُه
تعلَّقتُه مُسهِراً مُسكِراً
تعلَّقتُه مُسهِراً مُسكِراً / شَديد الخمار وما خُمِّرا
تقلَّبَ في صورةٍ صورةٍ / كما تَفعلُ الجِنُّ أو أكثَرا
فَفيما أرى غُصناً إذ أَرى / هِلالاً إلى أن أَرى جُؤذَرا
وقد صارَ تخطر في حبِّه / وساوِسُ ما خِلتُ أن تَخطُرا
فقوموا سَلوا عن سلوٍ يُبا / عُ أو استَخبروا عن كرىً يُكتَرى
هل الناسُ مِثلي وإلا فما / أشدَّ القُلوب وما أصبَرا
وصفراء تنفذُ من كأسِها / فتُبصِرُ من حولها أصفَرا
تمدُّ إذا شُعشِعَت كالهَبا / ءِ إذا كان قُدَّامها أو وَرا
وفي القَومِ من لم يكن عنده / إذا أسكرَ القومُ أن يسكَرا
سَقاني وشدَّ معي شربَهُ / فما شَدَّ من بَعدِها مِئزَرا
وبتُّ أدافعُ عنه الهوى / وأمنعُ إبليسَ أن يَحضُرا
وأذكرُ أهل الوفا والعَفا / فِ فَأحسِبُ أوَّلَهم جَعفَرا
وكم يَستذِمُّ به مالُه / فلا يَتَمالكُ أن يَغدرا
وذلك أعدلُ حُكم النَّدى / وإن كان أعدلُهُ أجوَرا
وحقُّ الندى أن يُنادي عَلَي / هِ من يَشتَري جارَنا بالبَرى
على أن يُضيِّعَ ما عِندَه / ويمنَحهُ كلَّ من أبصَرا
ولكن يَنالُكَ من فِعلهِ / إذا نَسيَ الناسُ أن يُذكَرا
فتىً مدَّ بالجودِ كِلتا يَدي / هِ فَمدُّهُما أيمناً أيسَرا
ولاحَ على فعلِه بشرهُ / فألفَيتَهُ مُزهِراً مُثمِرا
وكم فاضَ بالأدبِ المُستَفا / ضِ فأَجرى بهذا وذا أبحُرا
فزُرهُ إذا شئتَ مُستَرفِداً / لتَغنى وإن شئتَ مستنصِرا
ألا كتَبَت أبعدَ اللَهُ دارَه
ألا كتَبَت أبعدَ اللَهُ دارَه / لماذا أطالَ عَلينا سفارَه
وطالَ الكتابُ فلانَ الخطا / بُ إلى قولها هاج للقلبِ نارَه
فإن لم أكن عبدَه حلةً / فتحنو عليَّ أما كنت جارَه
وقد كان يوجبُ حقَّ الجِوا / رِ ألا يَبيتَ يُقاسي انتظارَه
فوا أسَفي أينَ ذاك اللما / مُ بِنا كلَّ وقتٍ وتلكَ الزيارَه
فقلتُ تعرَّضني دونها / رجاءٌ يبشِّرُني عن بشارَه
يبشِّرُني بالغِنى عن فتىً / أجارَ على الدهرِ حتَّى استَجارَه
ومازال ذا غَيرةٍ للعفاةِ / تكادُ تكون على القُدم غارَه
كأن الندى طافَ بين الوَرى / لينزلَ حيثُ ينالُ اختِيارَه
فسار طَويلاً فلما رآهُ / قرَّ فأمسَت يداهُ قرارَه
أَقامَ على خُلقٍ واحِدٍ / من الناسِ والجود طوراً وتارَه
فليسَ يزالُ الندى شأنَه / وليسَ تزالُ المعالي شعارَه
وكم جَحفلٍ لجِبٍ قادَه / إلى جَحفلٍ وغُبارٍ أثارَه
وخيلٍ لفرسانِها في الحرو / بِ مدرَّبةٍ قرحٍ لا مِهارَه
رَماها بيَومٍ تَرى النقع فيه / يسود في كل يومٍ نهارَه
وأقبلَ مُشتَهراً نحوَها / بحيثُ يخافُ الجبانُ اشتهارَه
يضيفُ الوحوشَ بفرسانِها / كأن على كلِّ طرفٍ جزارَه
أضافَ العفاة ولاقى الكماةَ / فأَفنى عِداهُ وأفنى عشارَه
معالٍ تَراها إذا عُدِّدت / على الناسِ تُنسي الفخور افتِخارَه
لئِن قصَّر الشِّعرُ عن وَصفِها / لقد أسمَع الثقلين اعتِذارَه
أبا حسنٍ ربَّ شِعرٍ أطلت / وإن قيل إني اعتَمَدتُ اختِصارَه
إذا ما معانيهِ طالَت فما / يضرُّك إلا تطول العبارَه
إذا النِّعمُ السابِغاتُ التي
إذا النِّعمُ السابِغاتُ التي / عددت مع الناسِ في شُكرِها
غدوتُ إليكَ على حالةٍ / تَراها فتنظرُ في أمرِها
أبيتُ أُصبِّرها جاهداً / وقد تَستجيبُ إلى صَبرِها
وها قصَّتي قد تبيَّنتها / فلو شئتَ وقَّعتَ في ظهرِها
مَضى الجودُ حى لَقد صار يُنكر
مَضى الجودُ حى لَقد صار يُنكر / وأصبحَ يُنسى كما كانَ يُذكر
وأخشَى من الأرضِ تُعدي السما / فإن فعلَت خلتُ أن ليسَ تَمطر
وأنِّي كأنِّي أرَى المكرُماتِ / مَناماً ولكنَّه قد تَفَسر
ولاحَت تَباشيرُه من نَدى / أبي طالبٍ حمزةَ بن المُطهر
سأقطعُ من حيثُ ما أبتَدي / وأختصرُ القولَ والصمتُ أخصر
وذلك أني إذا ما وصفتُ / وأكثرتُ كانَ الذي فيكَ أكثر
إذا افتخرَ الناسُ يومَ الندى
إذا افتخرَ الناسُ يومَ الندى / بأن يَرشَحوا وبأن يَقطروا
جَرى ما لَو اعتَرضوا جرَّهم / فكانَ نَدى جَعفرٍ جَعفَرُ
ليهنِكَ ماضٍ ومُستَقبلٌ / وآخرُ بينَهما يحضُرُ
فبالسعدِ صُمتَ وفيهِ تُتِم / مُ عَلى ما مَضى وبِه تُفطِرُ
كأنَّك سَمعُ الندى إن أَصا / خَ وناظِره عِندما يَنظُرُ
سَأذكرُ ما أنا فيه وما
سَأذكرُ ما أنا فيه وما / لقيتُ وأشرَحه ذاكِرا
ولو لَم أكُن شاعراً لاستَعَن / تُ عَلى وَصفِ ما حلَّ بي شاعِرا
وقد كنتُ أسبَلتُ من قبلِ ذا / كَ دَمعي علَى عَدَمي سايِرا
إلى أن أتى الشهرُ شَهرُ الصِّيا / مِ فأبرزَه وابتَدا ناشِرا
وصارَت لَياليهِ أيامُه / أبيتُ به صائِماً ساهِرا
وأُنسيتُ أهلَ الندى والعُلى / ومَن يذكرُ الزمنَ الغابِرا
وقلتُ نسيتُم بَقاياهُم / فأذكرَني منهم جابِرا
فتىً ورَّثَ المجدَ آباءهُ / وقد يَرثُ الأوَّلُ الآخِرا
وكم سَحبوا من ثيابِ العُلى / ومن طَرزِها الفاخِر الفاخِرا
وقد نَزلوا في محلِّ السِّماكِ / علواً حَكوا نَوأهُ الماطِرا
ودلَّت ولايَتُه الطاهِري / نَ أنَّ له مَولِداً طاهِرا
وإنِّي لأَرثي لصَرفِ الزما
وإنِّي لأَرثي لصَرفِ الزما / نِ وأرحمُ نائِبَة الأدهُرِ
إذا طَرَقاني وجَدواكَ لي / أمَا سَمِعا بِأبي المُنذرِ
بمَن لا يَرى أن يَرى مُعسِراً / ولو كان في حالَةِ المُعسِرِ
ومن لم يَكُن جُودُه ناشِرا / محاسنَه عَنه لم يُنشَرِ
تأمَّل تَر الشمسَ عند الغُرو
تأمَّل تَر الشمسَ عند الغُرو / بِ وقَد يَطلعُ القمرُ الزاهِرُ
محبّاً رأى وَجه مَحبوبِهِ / فماتَ وتابعَهُ الآخَرُ