بمن صات ناعيك هلا درى
بمن صات ناعيك هلا درى / بفرق العلى وبفيه الثرى
اصات بنعيك لا بل اشاط / بنفسي فَسالَت دما احمرا
نعى بك ناعيك نجما اضا / ء وبرقا تألق زندا ورى
نعى بك ناعيك غيثا همى / وَبحبها تدفق سيلا جرى
نعى للوَرى بك نفس الحياة / وهل انت الا حياة الوَرى
نعى بك ناعيك زاد المقل / فكان المقل وان اكثرا
نعى بك ناعيك ضوء الصباح / فَصلى عليك وما كبرا
واذن بالعير ذاك النعي / فعاد النَفير اجب القرا
نعى بك ناعيك جون السحاب / فصك انعقادا وما امطرا
اهل مني الناس بالاشهبين / فما ان تغاث ولن تعصرا
لصك برزئك كف المصاب / جبين الهدى فكبا للثرى
ورزؤك مِمّا يشيب الرؤس / فَلَو كانَ في صخرة اثرا
وَحطك ام حط من هاشم / وَبطحائها العز وَالمفخرا
وَسير نحوي جيش الهموم / فاورد امرا وما اصدرا
وَبهجني قبل فيك البَشير / فاورق عودي وما اثمرا
واودت به لفحات السموم / فعاد هشيما كما قد ترى
فَما بال حظي ذاك المشوم / فبينا يرى مقبلا ادبرا
لَقَد غسلوك بماء السماء / وَقَد كنت من مائه اطهرا
وقد عقدوا من عليك الردا / فحل الحبى منك سامى الذرى
وانت ومن انت انت الَّذي / تزمل بالحمد وادثرا
وقد مهدوا لك وجه الحضيض به / انف المجد ان تقبرا
فقبرك اما سواد العيون / واما سويدا الحشى لا الثرى
وما انكر الموت اني اخاف / عليه نكيرا ولا منكرا
ولكنه حسنات الزَمان / يغطي بها فعله المنكرا
ابى او يبوء بذاك الشَنيع / فاعيت مساويه ان تسترا
وهب انه مساء وهو المسيء / ولا يعرف السوء مستنكرا
فان بحسبي هَذا الاغر / فَتى يملأ الدست والمنبرا
سَرى عجلا لهما صالح / وَناقته الجود اتى سرى
لعمر العلى لهو ذاك الَّذي / يريك وعمرو العلى جعفرا
فما ذكر المجد الا اراك / تجملة افعاله المصدرا
انامله قل بها عشرة / سحائب لا سبعة ابحرا
وَللبحر جزر اذا قيل مد / وَحاشا اياديه ان تجزرا
اذا مر قلت نسيم الصباح / ذلاذله تحمل العنبرا
وَمَهما تكلم وهو البَليغ / وابلغ منه جَميع القرى
فمن نثره فالتقط لؤلؤا / ومن نظمه الدر والجوهرا
لَقَد حدثتَني بنات الخَيال / حديثا وما كان بالمفترى
اليه وشيكا تصير الامور / فمن شاء قدم او اخرا
فجهلا قانص المكرمات / امامك لا ترجع القهقري
فما الدر الا باصدافه / وَما الصيد الا بجوف الفرا