أَيُنْكِرُ مَعروفَنا المُنكِرُ
أَيُنْكِرُ مَعروفَنا المُنكِرُ / ويَكْفُرُهُ وهو لا يُكْفَرُ
ونحن بنو هاشم في الأَنام / كما اتَّضح الواضحُ النيَّر
تطيب عناصِرُنا والذوات / وقد طابت الذَّات والعنصر
إذا ما ذكرنا فغير الجميل / وغير المحامد لا تذكر
بنا تفخرُ الأُمَمُ السَّابقون / ونحن بأَنفسنا نفخر
ومنَّا النبيُّ ومنَّا الوصيُّ / ومنَّا المبشّر والمنْذر
رَمَيْتُ عدوًّا بنا ساءه / وقوسي لأمثاله يوتر
وذلَّلتُه بعد عزٍّ بها / وحقَّرتُهُ وهو يستكبر
وربَّ قوافٍ لشعري تنير / على عرضه وهو لا يشعر
لها طعناتٌ كَوَخْزِ السِّنان / ولا مثلها الذابلُ الأَسمر
فواعجباً لأَلَدِّ الخِصام / وقد حاقَ بالخصم ما يمكر
أَيُعجِبُه أَنْ يرى ساعةً / يرى دَمَه عَنْدَماً يقطر
بسهمٍ إذا أَنا فَوَّقْتُه / أُصيبَ به الجِيدُ والمنحر
أرى العفو عن لَمَمِ الأَرذلين / لداعٍ إلى ما هو الأَكبر
فلا عثرةُ النذل ممَّا تقال / ولا ذنب مذنبها يغفر
وإنِّي أعرِفُ كُنْهَ الرِّجال / ويكشفُ مخبرَها المنظرُ
صَبَرْتُ على بعض مكروهه / وقُلتُ إذَنْ عَوْرةٌ تُستَرُ
وإنِّي صبورٌ على النائبات / وإنِّي على الضَّيم لا أصبرُ
فأَقْبَلْتُ يوماً على حتفه / فولَّى به حَظُّه المدبرُ
ليَعْلَمَ أنِّي فتًى أَمْرهُ / مطاعٌ وسطوتُه تَقْهَرُ
يدين العلاءُ إلى طوعه / ويمتثل المجدُ ما يأمرُ
يزينُ كلامي وجوهَ الكلام / ومن كَلِمِ المرءِ ما يُبهِرُ
كما زُيِّنَتْ بالنقيب الشَّريف / وحسن مناقبه الأَعصرُ
إذا جادَ سالَ النَّدى للعُفاة / وأَيْسَرُ من سيبه الأَنهُرُ
ترى الوافدين إلى بابه / لها موردٌ ولها مصدرُ
فتًى يقتفي إثْرَ آبائه / وآثارُ آبائه تؤثر
من القوم لا نارهم في الظَّلام / تُوارى ولا مالُهم يذخرُ
وما نَزَلوا غير شمّ الرعان / يُهدّى لها المنجد المغور
إذا وَعَدوا بالندى أنجزوا / وإنْ أوْعَدوا بالرَّدى أَذعروا
وإنْ طُوِيَتْ صُحُفُ الأَكرمين / فإنِّي أراها بهم تُنْشَرُ
أَبَيْتَ النُّبوَّة لا زِلتُمُ / نجوماً بنور الهُدى تزهرُ
مكارمُكُمْ لم تزلْ تُرتَجى / وسطوتكم أبداً تُحذرُ
وبارقُ عارِضُكم وامضٌ / وعارضُ إحسانكم ممطر
وأَبواعكم في منال العُلى / تَطولُ إلهاً ولا تَقْصُرُ
وكيفَ يطاولكم في بناءِ / معاليكم الأَشْعَثُ الأَغبرُ
لئنْ أَصبَحَتْ أُمَّكم فاطمٌ / وإن أباكم إذَنْ حيدر
فما بعد عليائكم من عُلًى / ولا بعْدَ مفخركم مفخرُ
ومنكم تبلَّجَ صبحُ الهُدى / وأَسْفَرَ وهو بكم مسفر
وأَجدادُكم شُفَعاء العُصاةِ / بيوم به ناره تسعرُ
ويخضرُّ من بيض أيديهمُ / وجدواهم الزَّمَنُ الأَغْبرُ
سراةٌ نَداهُم كفيض البحار / نعم هكذا فيضها الأَبحرُ
فكونوا غمائمَ مبراقها / يُشام سناه ويستمطر
تحرَّوْا بني عمّنا في الأُمور / وراعوا عواقبها وانظروا
وكونوا بَني رجلٍ واحدٍ / إذا أَنكروا منكراً غيَّروا
فحينئذٍ بأسُكم يُتَّقى / ويخشاكم العَدَدُ الأَكثرُ
وإنِّي لَمِنْ بعض أنصارِكم / وناصرُكم في الورى ينصرُ
وإنِّي بأيديكم صارمٌ / يُقَدُّ به الدِّرع والمغْفَرُ
أُدافعُ عنكم إذا غِبْتُمُ / وأُثني عليكم ولم تحضروا
وإنِّي لأَشكركم والجميلُ / على كلّ أَحواله يُشكرُ
فخذها إليك تُغيظ الحَسُودَ / يراها المحبُّ فيستبشر
تسرُّ لديك الوليَّ الحميمَ / ويُبتَرُ شانِئُك الأَبترُ