المجموع : 6
شِفَاؤُكَ عِيد بِهِ نَسْعَدُ
شِفَاؤُكَ عِيد بِهِ نَسْعَدُ / وَنحْمُدُ لِله مَا تَحْمَدُ
وَشَعْبُكَ بَعْدَ ضَرَاعَاتِه / لِخَالِقه شَاكِراً يَسْجُدُ
لِرَبِّكَ عِنْدَكَ فِي كُلِّ يَوْمٍ / يدٌ يَا مَلِيكِي تَلِيهَا يَدُ
عِنَايَة مَوْلىً خَلِيقٌ بِهَا / أَبَرُّ أُولِي الأمْرِ وَالاجْوَدُ
بِلاَدُ الْعُرُوبَةِ بِالتَّهْنِئَا / تِ يُجَاوِبُ أَقْرَبُهَا الأبْعَدُ
وَلَمْ تَكُ إِلاَّ عَلَى حُبِّهَا / لِفَارُوقَ يَجْمَعُهَا مَقْصِدُ
لقَدْ أَمَنَتْ دَهْرَهَا إِذْ نَهَضْ / تَ وَعَزْمُكَ وَالْحَزْمُ مَا تَعْهَدُ
تَصُون مُلوك كَرَامَاتِهَا / وَأَنْت لَهَا الصائِنُ الاَّيدُ
وَتَقَضِي شُعُوبٌ كِبَارَ الْمُنَى / وَأَنْتَ الْمؤَازِرُ وَالْمُسْعِدُ
فَرَأَيكَ مَوْئِلُهَا الْمُطْمَئِنُّ / وَبَأْسُكَ مَعْقِلهَا الاوْطَدُ
أَمَوْلاَيَ أَرْفَعُ آيَ الوَلاَ / ءِ وَقَلْبِ يُسَطِّرُهَا لاَ الْيَدُ
إَذَا أَنْضَبَتْ عِلَلٌ مَوْرِدي / فَمِنْ منْبَعِ الْفَخْرِ لِيَ مَوْرِدُ
أَلَيْسَتْ فِعَالُكَ فِي كُلِّ مَا / يُعَزُّ بِلاَدَك لاَ تَنْفَدُ
وَكَمْ لَكَ فَتْحٌ جَديدٌ بِه / تَبَارَى نُبُوغُكَ وَالسُّؤْدَدُ
فَدُمْ لِلْكَنَانة دُمْ لِلْعُرو / بَة وَلْيَرْعَكَ الأحَدُ السَّرْمَدُ
سَنى آنَسَ الْغَرْب فِيهِ هُدَى
سَنى آنَسَ الْغَرْب فِيهِ هُدَى / فَحَيَّاهُ بِالبشْرِ لَمَّا بَدا
تَبَيَّنُ مِنْهُ لأُمِّ اللُّغَاتِ / حُلىً غُرَرٌ رُعْنَه مَشْهَدَا
فَأُمُّ الْبَنِينَ الأُولى قَصَّرُوا / تُكَرِّمُ وَاصِفَها المُسْعِدا
تُكَرِّمُ نَابِغَةً فَاضِلاً / أَمِينَ البَلاَغِ صَدُوقَ الصَّدَى
أَبَانَ لِجُهَّالِهَا فَضْلَهَا / وَأَبْدَى فَرَائِدَهَا الخُرَّدَا
بِلَفْظٍ عَلَى كَوْنِهِ مُعْجَماً / حَكَى حُسْنُهُ المُعْرَبَ الجَيِّدا
لِمُشْرِقِهِ مِنْ سَنَاهَا سَنىً / وَمُورِقِهِ مِنْ نَدَاهَا نَدَى
يَكَادُ الطَّرُوبُ لإِيقَاعِهِ / يردِّدُه نَغَماً مُنْشِدَا
أَرَاهُمْ بَدِيعاً بِذاك الْبَدِيعِ / صَفا جَوْهَراً وَحَلاَ مَوْرِدَا
وَبَاحَ لَهُمْ مِنْ كُنُوزِ النُّهَى / بِمَا يَسْتَفِزُّ لَهَا الحُسَّدا
كُنُوزٌ سَيَغْزُونَ أَعْلاَقَهَا / وَيَسْبُونَ قَيِّمَها المُرْصَدا
فَإِنْ فَعَلُواوَهَمُ فَاعِلُونَ / وَلِلْمَرْءِ فِي الدَّهْرِ مَا عُوِّدَا
كَمَا اسْتَنْزَفُوا الشَّرْقَ بَرّاً وبَحْراً / فَلاَ دُرَّ أَبْقَوْا وَلاَ عَسْجَدَا
فَهَذِي الْغَوَالِي بَقَايَا الْمَعَالِي / تُقِرُّ لَنَا الْمَاضِي الأَمْجَدَا
وَمَا ضَائِرٌ فَخْرَنَا أَنْ تُبَاحَ / وَلاَ ضَائِرُ الْجَّاهِ أَنْ تُجْتَدَى
أَلاَ لِيْتَهُمْ تَرَكُوا غَيْرَهَا / قَدِيماً وَمَدُّوا إِلَيْهَا يَدَا
عَلَى أَنَّهُمْ عَلِمُوا بَعْدَ لأْيٍ / كَرَامَةَ أُمَّتِنَا مَحْتِدا
لأْنَّ بَيَاناً كَهَذَا الْبَيَانِ / جَدِيرٌ كَمَا شَاءَ أَنْ يَخْلُدَا
وَأَنَّ نُفُوساً كَتِلْكَ النَُفُوسِ / لَهَا رَجْعَةٌ فِي بَنِيهَا غَدَا
سَمَا فِي الْمَفَاخِرِ هَذَا الْفَخَارُ / لَنَا وَأَبَى الْحَقُّ أَنْ يُجْحَدَا
فَلا تَبْتَئِسْ وَهْوَ ذَاكَ النُّضَارُ / إِذَا ما رَأَيْنَا لَهُ نُقَّدَا
يُرِيدُونَ مِنَّا بِنَاءَ الْقَرِيضِ / كَثِيرَ الْمَنَاحِي قَصِيَّ المَدَى
وَقَدْ جَهِلُوا الْبَيْتَ نَبْنِيه فَذّاً / فَيَسْتَغْرِبُ الأَمَدُ الأَبْعَدَا
حُلاَه تُنَافِسُ زَهْرَ الرِّيَاضِ / وَمَعَنْاهُ يَسْتَنْزِلُ الفَرْقَدَا
أَواصِفُ حُييْتَ مِنْ سَابِقٍ / وَمِنْ أَرْيَحِيِّ بِهِ يُقْتَدَى
تَوَخَّيْتَهَا غايَةً وَعْرَةً / فَأَدْرَكْتَهَا فَائِزاً أَيِّدا
بِرَأْيٍ جَمِيلٍ وَسَعْيٍ جَلِيلٍ / خَلِيقٍ عَلَى الدهْرِ أَنْ يُحْمَدَا
كَذَا يُصْرَفُ الْحَزْمُ فِي وَجْهِهِ / وَلاَ تَتَوَلَّى الْمَسَاعِي سُدَى
أَكَامِلُ فيكَ اجْتَلَيْنَا الكَمَالَ
أَكَامِلُ فيكَ اجْتَلَيْنَا الكَمَالَ / وَكُلُّ عَلَى صدْق قَوْلي شَهيد
فَضَائلُ دينٍ وَدُنْيَا جَمَعْنَ / وَأَنْتَ لَهُنَّ الْنِّظَامُ الْفَريد
وَشَتَّى علومٍ وَشَتَّى فُنُونٍ / تَأَلَّفَ منْهُنَّ عَقْدٌ نَضيدُ
حِجىً ملْهَمٌ يَتَلَقَّى الهدَى / فَتَبْدئُهُ مُفْصحاً أَوْ تُعيدُ
وَرَأْيٌ يُزَكِّيهِ كَرُّ السِّنينَ / إِلى خبْرَة كلَّ آن تَزيدُ
وَقُوَّةُ نَفْسٍ إِذَا صُرفَتْ / فَمَا من بَعيدٍ عَلَيْهَا بَعيدُ
وَصدْقُ يَقينٍ سَواءٌ عَلَيه / أَوَعْدٌ أَلَمَّ به أَمْ وَعيد
وَجَوْدٌ نَصَرْتَ به الْبَائسينَ / عَلَى دَهْرهمْ كَائداً مَا يَكيد
وَطَبْعٌ وَديعٌ سوَى أَنَّهُ / عَلَى كُلِّ مُغْرٍ بسُوءٍ مُريد
لكُلِّ نَديد وَفيمَا بَذَلْتَ / منَ الْيَد وَالنَّفْس عزٌّ نَديد
أَلاَ أَيُّهَا السَّيِّدُ المْمُجْتَبى / أَلاَ أَيُّهَا اللَّوْذَعيُّ الْمَجيدُ
لقَوْمكَ ممَّنْ دَنَا أَوْ نَأَى / سيَامَتُكَ الْيَوْمَ عيدٌ سَعيدُ
وَفَتْحٌ لَهُمْ منْهُ مَا بَعْدَهُ / وَبَعْثٌ لَهُمْ فيه عَهْدٌ جَديدُ
إِذَا فَاخَروا بكَ فَاخِرْ بهمْ / فَهُمْ في بَني الشَّرْق غُرٌّ وَصيد
وَلَيْسَ بضَائرٍ أَنْسَابُهُمْ / وَأَحْسَابُهُمْ أَنْ يُقِلَّ الْعَديدُ
فَعِشْ وَتَوَلَّ الأُمُورَ الجسَا / مَ كَمَا يَتَوَلَّى الأَمينُ الرْشيدُ
يَشدُّ قوَاكَ الشَّديدُ الْقوى / وَيَرْعَى خُطَاكَ الْعَزيزُ الحَميد
وَكيرلُلَّسْ لَكَ نِعْمَ الظَّهيرُ / كَمَا هُوَ للدِّين نعْمَ العَميدُ
هُوَ البَطْريَركُ الَّذي نَالَ مِنْ / وَلاَءِ رَعيَّته مَا يُريد
لَهُ في الجِّهَاد مَدىً طَائلٌ / سَيَتْلُوهُ في الْخَيْر عُمْرٌ مَديد
شَهِدْتُ بِأَنَّكَ حَقّ أَحَدْ
شَهِدْتُ بِأَنَّكَ حَقّ أَحَدْ / وَحُكْمُكَ عدْلٌ وَأَنْتَ الصَّمَدْ
فَفِيمَ قَضَيْتَ وَأَنْتَ العَلِ / يمُ الرَّحِيمُ بِشِقْوَةِ هَذَا الْبِلَدْ
بِهِ فَاسِدُونَ أَعُوذُ بِحَوْ / لِكَ مِنْ شَرِّ خَلْقٍ إِذَا مَا فَسَدْ
مُبِيحُونَ فِي السُّوقِ أَهْلَ الفُسُو / قِ مَحَارِمَ أَزْوَاجِهِم وَالْوَلَدْ
تَوَخَّى مَالٍ حَرَامٍ حَلاَ / لٍ عَلَى كُلِّ حَالٍ بِلاَ مُنْتَقَدْ
يَرُومُونَهْ مِنْ وَرَاءِ الظُّنُو / نِ وَمِنْ كُلِّ مَأْتىً وَمِن كُلِّ يَدْ
وَمَنْ غَرَّهُ مِنْهُمُ الظَّاهِرُو / نَ فَكَمْ خَدَعَتْ حَمْأَةٌ بِالزَّبَدْ
لَقَدْ شَادَ أَصْيَدُهُمْ بَيْتَهُ / عَنَيْتُ بِهِ الصَّيْدَ دُونَ الصَّيَدْ
بَنَاهُ فَأَعْلَى كَأَنِّي بِهِ / لَهُمْ مَعْبَدٌ فِي ذُرَاهُ مَرَدْ
كَأَنَّ نَوَافِذَ جُدْرَانِهِ / نَوَاظِرُ لاَ يَعْتَرِيَهَا رَمَدْ
تَعُدُّ عَلَى النِّيلِ قَطْرَ المِيَا / هِ وَتَرْمُقُهُ بِعُيُونِ الْحَسَدْ
طَغَتْ أُمَّةُ الجَبَلِ الأَسْوَدِ
طَغَتْ أُمَّةُ الجَبَلِ الأَسْوَدِ / عَلَى حُكْمِ فَاتِحِهَا الأَيِّدِ
وَهَبَّتْ مُنِيخَاتُ أَطْوَادِهَا / نَوَاشِزَ كَالإِبِلِ الشُّرَّدِ
وَأَبْلَى النِّسَاءُ بَلاَءَ الرِّجَ / لِ لَدَى كُلِّ مُعْتَرَكٍ أَرْبَدِ
نِسَاءٌ لِدَانُ القُدُودِ لَهَا / خُدُودُ كَزَهْرِ الرِّيَاضِ النَّدِي
تَنَظَّمَ مِنْ حُسْنِهَا جَنَّةٌ / عَلَى ذَلِكَ الجَبَلِ الأَجْرَدِ
وَيَوْمٍ كَأَنَّ شُعَاعَ الصَّبَا / حِ كَسَاهُ مَطَارِفَ مِنْ عَسْجَدِ
تَفَرَّقَتِ التُّرْكُ فِيهِ عَصَا / ئِبَ كُلُّ فَرِيقٍ عَلَى مَرْصَدِ
يَسُدُّونَ كُلَّ شِعَابِ الجِبَا / لِ عَلَى النَّازِلينَ أَوْ الصُّعَّدِ
أُسُودٌ تُرَاقِبُ أَمْثَالَهَا / وَلاَ يَلْتَقُونَ عَلَى مَوْعِدِ
وَكَانَ عِدَاهُمْ عَلَى بُؤْسِهِمْ / وَطُولِ جِهَادِهِمُ المُجْهِدِ
يُوَافُونَهُمْ بَغَتَاتِ اللُّصُو / صِ وَيَرْمُونَ بِالنَّارِ وَالْجَلْمَدِ
وَيَفْتَرِقونَ تِجَاهَ الصفو / فِ وَيَجْتَمِعُونَ عَلَى المُفْرَدِ
وَيَمْتَنِعُونَ بِكُلِّ خَفِيٍّ / عَصِيٍّ عَلَى أَمْهَرِ الرُّوَّدِ
وَأَيُّ رَأَى شَارِداً يَقْتَنِصْ / هُ وَأَيٌّ رَأَى وَارِداً يَصْطَدِ
وَيَلْتَقِمُونَ جَنَاحَ الْخَمِي / سِ إِذَا الْعَوْنَ أَعْيَى عَلَى المُنْجِد
مَنَامُهُمُ جَاثِمِينَ وَقُو / فاً وَلاَ يَهْجَعُونَ عَلَى مَرْقَد
وَمَا مِنْهُمُ لِلْعِدَى مُرْشدٌ / سِوَى غَادِرٍ سَاءَ مِنْ مُرْشد
إَذَا لَمْ يَقُدْهُمْ إِلى مَهْلِكٍ / أَضَلَّ بِحِيلَتهِ المُهْتَدي
وَيَعْتَسِفُ التُّرْكُ فِي كُلِّ صَوْ / بٍ فَهَذَا يَرُوحُ وَذَا يَغْتَدِي
وَمَا الترْكُ إِلاَّ شُيُوخُ الحُرُو / بِ وَمُرْتَضِعُوهَا مِنَ المَوْلِدِ
إِذَا أَلْقَحُوها الدِّمَاءَ فَلاَ / نِتَاجَ سِوَى الفَخْرِ وَالسًّؤْدُدِ
سَوَاءٌ عَلَى المَجْدِ أَيّاً تَكُنْ / عَوَاقِبُ إِقْدَامِهِمْ تَمْجُدِ
وَلَكِنَّ قَوْماً يَذُودُونَ عَنْ / حَقِيقَتِهِمْ مِنْ يَدِ المُعْتَدِي
وَتَعْصِمُهُمْ شَامِخَاتُ الجِبَا / لِ وَكُلُّ مَضِيقٍ بِهَا مُوصَدِ
وَيَدْفَعُهُمْ حُبُّ أَوْطَانِهِمْ / وَيَجْمَعُهُمْ شَرَفُ المَقْصِدِ
لَوِ المَوْتُ مَدَّ إِلَيْهِمْ يَداً / لَرَدوهُ عَنْهُمْ كَلِيلَ اليَدِ
وَكَانَ مِنَ التُّرْكِ جَمْعُ القَلِي / لِ عَلَى رَأْسِ مُنْحدَرٍ أَصْلَدِ
كَثِيرِ الثُّلُومِ كَأَنَّ الفَتَى / إِذَا زَلَّ يَهْوِي عَلَى مِبْرَدِ
وَقَدْ نَصَبُوا فَوْقَهُ مِدْفَعاً / يَهُزُّ الرَّوَاسِخَ إِنْ يَرْعَدِ
وَحَفُّوا كَأَشْبَالِ لَيْثٍ بِهِ / وَهُمْ فِي دِعَابٍ وَهُمْ فِي دَدِ
فَفَاجَأَهُمْ هَابِطٌ كَالْقَضَا / ءِ فِي شَكْلِ غَضِّ الصَّبِي أَمْرَدِ
فَتىً كَالصَّبَاحِ بِإِشْرَاقِهِ / لَهُ لَفْتَةُ الرَّشَإِ الأَغْيَدِ
يَدُلُّ سَنَاهُ وَسِيمَاؤُهُ / عَلَى شَرَفِ الجَاهِ وَالمَحْتَدِ
تَرُدُّ سَوَاطِعُ أَنوَارِهِ / سَلِيمَ النَّوَاظِرِ كالأَرْمَدِ
أَقَبُّ التَّرائِبِ غَضُّ الرَّوَا / دِفِ يَخْتَالُ عَنْ غُصْنٍ أَمْيَدِ
لَهِيبُ الحُرُوبِ عَلَى وَجْنَتَيْ / هِ وَالنَّقْعُ فِي شَعْرَهِ الأَسْوَدِ
وَفِي مِحْجَرَيْهِ بَرِيقُ السُّيُو / فِ وَظِلُّ المَنِيَّةِ فِي الأُثْمُدِ
فَأَكْبَرَ كُلُّهُمُ أَنَّهُ / رَآهُ تَجَلَّى وَلَمْ يَسْجُدِ
وَظَنُّوهُ مُسْتَنْفَراً هَارِباً / أَتَاهُمْ بِذلَّة مُسْتَنْجِدِ
وَلَمْ يَحْسَبُوا أَنَّ ذَا جُرْأَةٍ / يُهَاجِمُ جَمْعاً بِلاَ مُسْعِدِ
تَبَيَّنَ هُلْكاً فَلَمْ يَخْشَهُ / وَأَقْدَمَ إَِقْدَامَ مُسْتَأْسِدِ
فَأَفْرَغَ نَارَ سُدَاسِيَّهِ / عَلَى القَوْمِ أَيَّا تُصِبْ تُقْصِد
وَضَارَبَ بِالسَّيْفِ يُمْنَى وَيُسْ / رَى فَأَيْنَ يُصِبْ مَغْمَداً يُغْمِدِ
سَقَى الصَّخْرِ مِنْ دَمِهِمْ فَارْتَوَى / وَلَمْ يَشْفِ مِنْهُ الفُؤَادَ الصَّدي
فَمَا لَبِثُوا أَنْ أَحَاطُوا بِه / فَدَانَ لِكَثْرَتِهِمْ عَنْ يَدِ
وَلَوْلاَ اتِّقَاءُ الخِيَانَة فِي / ه لَكَان الأَلَدُّ لهُ يَفْتَدي
فَلَمَّا احْتَوَاهُ مَقَرُّ الأَمِي / يرِ مَقُوداً وَمَا هُوَ بِالْقَيِّد
أَشَارَ وَمَا كَادَ يَرْنُو إِلَيْ / ه بِأَنْ يَقْتُلُوهُ غَدَاةَ الغَدِ
فَأَقْصَي الفَتَى عَنْهُ حُرَّاسَهُ / وَشَقَّ عَنِ الصَّدْرِ مَا يَرْتَدي
وَأَبْرَزَ نَهْدَيْ فَتَاةٍ كِعَا / بٍ بِطَرْفٍ حَيِيٍّ وَوَجْهٍ نَدِي
كَحُقَّيْ لُجَيْنٍ بِقُفْلَيْ عَقِي / يقٍ وَكَنْزَيْنِ فِي رَصَدٍ مُرْصَدِ
فَكَبَّرَ مِمَّا رَآهُ الأَمِي / رُ وَهَلَّلَ أَشْهَادُ ذَاكَ النَّدِي
وَرَاعَهُمُ ذَلِكَ التَّوْأَمَا / نِ وَطَوْقَاهُمَا مِنْ دَمِ الأَكْبُدِ
وَوَثْبُهُمَا عِنْدَمَا أُطْلِقَا / بِعَزْمٍ إِلى ظَاهِرِ المِجْسَد
كَوَثْبِ صِغَارِ المَهَا الظَّامِئَا / تِ نَفَرْنَ خِفَافاً إِلى مَوْرِد
وَأَرْخَتْ ضَفَائِرَهَا فَارْتَمَتْ / إِلى مَنْكِبَيْهَا مِنَ المَعْقدِ
تُحِيطُ دُجَاهَا بِشَمْسٍ عَرَا / هَا سَقَامٌ فَحَالَتْ إِلى فَرْقَدِ
وَقَالَتْ أَمُهْجَةُ أُنْثَى تَفِي / بِثَارَاتِ صَرْعَاكُمُ الهُمَّدِ
تَفَانَوْا فَمَا خَاسَ فِي وَقْعَةٍ / فَتىً مِنْ مَسُودٍ وَلاَ سَيِّدِ
يَرَى العِزَّ فِي نَصْرِ سُلْطَانِهِ / وَإِلاَّ فَفِي مَوْتِ مُسْتَشْهَدِ
وَمِنْ خُلُقِ التُّرْكِ أَنْ يُوْرِدُوا / سُيُوفَهُمُ مُهَجَ الخُرَّدِ
فَدُونَكُمُ قِتْلَةً حُلِّلَتْ / تَدِي مِنْ دِمَائِكُمُ مَا تَدِي
فَأَصْغَى الأَمِيرُ إِلى قَوْلِهَا / وَلَمْ يُسْتَفَزْ وَلَمْ يَحْقِدِ
وَأَعْظَمَ نَفْسَ الفَتَاةِ وَبَأْ / ساً بِهَا فِي الصَّنَادِيدِ لَمْ يَعْهَدِ
وَحُسْناً بِمُشْرِكَةٍ دَاعِياً / إِلى الشِّرْكِ مَنْ يَرَهُ يَعْبُدِ
أَبَى عِزَّةً قَتْلَ أُنَثَى تَذُو / دُ ذِيَادَ المُدَافِعِ لاَ المُعْتَدِي
فَقَالَ انْقُلُوهَا إِلى مَأْمَنٍ / وَأَوْصُوا بِهَا نُطُسَ العُوَّدِ
لِتعْلَمَ أَنَّا بِأَخْلاَقِنَا / نُنَزَّهُ عَنْ تُهَمِ الحُسَّدِ
فَإِذْ أُخْرِجَتْ قَالَ لِلْمَاكِثِي / نَ وَهُمْ فِي ذُهُولِهُمُ المُجْمَدِ
لَهَا اللهُ فِي الغِيدِ مِنْ غَادَةٍ / وَفِي الصِّيْدِ مِنْ بَطَلٍ أَصْيَدِ
أَنُهْلِكُ شَعْباً غَزَتْ دَارَهُ / ثِقَالُ الجُيُوشِ فَلَمْ يَخْلُدِ
خَلِيقٌ بِنَا أَنْ نَرُدَّ الْقِلىَ / وِ اداً وَمَنْ يَصْطَنِعْ يَوْدَدِ
فَمَا بَلَدٌ تَفْتَدِيهِ النِّسَا / ءُ كَهَذَا الْفِدَاءِ بِمُسْتَعْبَدِ
كَرِيمَةُ حَاتم زُفَّتْ فَلاَقَتْ
كَرِيمَةُ حَاتم زُفَّتْ فَلاَقَتْ / وَفَاءً وَلاَقَى ابْنُ أَيُّوبِ سَعْدَا
إِذَا النَّيِّرَانِ مَعاً أَرَّخَا / فَهَذَا إِقْتَرَانُ فَريد بِلِنْدَا