المجموع : 8
دعا دمعَهن فراقٌ فجادا
دعا دمعَهن فراقٌ فجادا / وأعجلهن التَّنائي فَزَادَا
فلم أر دمعاً كأَدْمُعِهِنَّ / يَهِيض الحشى ويُذِيب الفؤادا
ولما تيقّنَّ أن الفراق / يزوِّد عشاقهنّ البعادا
تأوّلن أن لباس الحِداد / أحقُّ بمن صيَّر الحزن زادا
فنشَّرن ما قد طوتْ خُمْرُهنّ / لِيَلْبَسْن شعرَ النَّواصي حِدادا
ولولا مُراعاة عين الرّقيب / لبِسن الثيابَ جِهارا سوادا
فإن يك كوكبُه مظلِماً
فإن يك كوكبُه مظلِماً / فإنّي لظُلمته واقِدُ
وإن يك درهمُه زائفاً / فإنّي لزائفه ناقد
وبيضِ السَّوالِف حُورِ العيون
وبيضِ السَّوالِف حُورِ العيون / خِدال مَهَاوِي الخلاخيل غِيدِ
رياضٌ من الحسن طافتْ على / رياضٍ من النبت حمر البُنود
سَلبْن شقائقَها بالخدود / وأخجلن أغصانَها بالقُدودِ
وأعدَدْن للأُقْحوان الغضيضِ / بياض ثغورٍ كنظم العقود
وأبكين أعينَ عشّاقِهنّ / دموعاً كَخْلْجَانها في المُدُود
فأُلْبِسن صفرةَ ذاك البَهارِ / لأَوْجههم بالنَّوى والصدود
وغادَرْنها بعد حسن الرِّياض / قِفاراً تُقابِل سوداً بسود
وجَدْتَ فَلِمْ لَمْ تَجُدْ
وجَدْتَ فَلِمْ لَمْ تَجُدْ / على المستهام الكمِدْ
وقد جاد من لم يجِد / وأنجز من لم يعِد
إذا كنت تجفو المحبَّ / وتزداد هجراً وصدْ
فصُدْغك كيف انثنى / وخَصْرك كيف انعقد
ولِمْ فترتْ مقلتاك / فُتُوراً أمات الجَلَد
وتُسْفِر عن كالضحى / وتَبسم عن كالبَرَدْ
وتهزِل بالعاشقين / كذا الحبُّ هَزْل وجَدْ
وسِرْبٍ من الآنسات الحِسِان
وسِرْبٍ من الآنسات الحِسِان / غوالي الوصالِ رِخاص الصدودِ
سَرَقن الرياضَ حُلَى رَقْمها / ونَمْنَمْنَها تحت وَشْي البُرُودِ
فصيَّرن نرجِسَها أَعْيُناً / وأوهبن أغصانها للقدودِ
ونِطْن شقائقها بالخدود / فدبَّجْنَ طرْزَ بياض الخدودِ
ولمّا فَتَرن بألحاظهنْ / نَ أَنشَبنْ نُشَّابَها في الكُبُودِ
فأعجِب بها من سهام جَرَحن / قلوبا ولم تعترض بالجلودِ
وما كنت أحسب أنّ العيون / جوارح فوق جِراح الحديد
رأيت على خدِّها شامَةً
رأيت على خدِّها شامَةً / كَحُلكة ناظرها في السوادِ
فقلت لها لِمْ عجمتِ الشقيق / وعارضْتِ حُمرتَهُ بالمداد
فقالت حَمَيْتُ بها وَجْنتي / من العين والنظر المستزاد
شكرت ليومِ النوى جودَه
شكرت ليومِ النوى جودَه / عليّ بمن شفَّني صدُّهُ
جعلت التوادُعَ لي عِلَّةً / وأمكنني عنده خدّه
فأودعتُ وَجْنَتَهُ قُبْلةً / شفَتْ مُهْجَةً شفّها بُعْدُه
كأنّ دموعي على وجهه / نِظام جُمانٍ وَهَي عِقْدُه
أتانِيَ ما لم أَزْل أَعتقدْ
أتانِيَ ما لم أَزْل أَعتقدْ / به منك من حُسْن حفظ ووُد
فساق إليّ وفودَ السرور / وأذهب عني وُفودَ الكَمَدْ
ولستُ له شاكراً إنني / أرى لك عندي به فضلَ يَدْ
لأنك من طبعك المكرماتُ / وصِدقُ الوفاء وشَدُّ العَضُدْ
وليس الإخاء الذي بيننا / ببدْعٍ إذا ما استوى وانعقد
لأنّا إلى والدٍ واحدٍ / تفرُّعُنا حين نُدْعَى وجَد
فلو كنتُ أَمِلك سُؤْلِي لَمَا / رضِيتُ سواك خليلي أَحَدْ