القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن الخَيّاط الكل
المجموع : 5
لَنا كُلَّ يُوْمٍ هَناءٌ جَدِيدُ
لَنا كُلَّ يُوْمٍ هَناءٌ جَدِيدُ / وَعِيدٌ مَحاسِنُهُ لا تَبِيدُ
وَعَيْشٌ يَرِفُّ عَلَيْهِ النَّعِيمُ / وَجَدٌّ تَظافَرُ فِيهِ السُّعُودُ
وَدارٌ يُخَيِّمُ فِيها السَّماحُ / وَبابٌ تَلاقى عَلَيْهِ الْوُفُودُ
بِبُرْئِكَ يا شَرَفَ الدَّوْلَةِ اسْ / تَفادَ سَعادَتهُ الْمُسْتَفِيدُ
لَقَدْ دَفَعَ اللهُ لِلْمَجْدِ عَنْكَ / وأَعْطِيَ فِيكَ النَّدَى ما يُريدُ
فَسُهِّلَ مِنْهُ الطِّلابُ الْعَسِيرُ / وَقُرِّبَ مِنْهُ الْمرَامُ الْبَعِيدُ
وَأَشْرَقَ ذاكَ الرَّجاءُ الْعَبُوسُ / وَرُدَّ عَلَيْنا الْعَزاءُ الشَّرُودُ
فَأَعْيادُنا ما لَها مُشْبِهٌ / وَأَفْراحُنا ما عَلَيْها مَزِيدُ
وَكَيْفَ يُقَوَّضُ عنّا السُّرُورُ / وَأَنْتَ إِذا ما انْقَضى الْعِيدُ عِيدُ
هَنِيئاً لأَيّامِ دَهْرٍ نَمَتْكَ / أَلا إِنَّ ذا الدَّهْرَ دَهْرٌ سَعِيدُ
لَقَدْ طَرَّقَتْ بِكَ أُمُّ العَلاءِ / بِيَوْمٍ لَهُ كُلُّ يَوْمٍ حَسُودُ
فَأَنْتَ عَلَى الدَّهْرِ حَلْيٌ بَهِيٌّ / وَأَنْتَ عَلَى الْمَجْدِ تاجٌ عَقِيدُ
رَجَعْتَ لَيالِيَهُ السُّودَ بِيضاً / وَكانَ وَأيّامُهُ الْبِيضُ سُودُ
فَعِشْ ما تَشاءُ بِهِ ضافِياً / عَلَيْكَ مِنَ الْعِزِّ ظِلٌّ مَدِيدُ
فَأَنْزَرُ نَيْلِكَ فِيهِ الْعَلاءُ / وَأَيْسَرُ عُمْرِكَ فِيهِ الْخُلُودُ
وَقُلْ لأَبِيكَ وُقِي السُّوءَ فِيكَ / كَذا فَلْتُرَبِّ الشُّبُولَ الأُسُودُ
فَلَوْلاكَ أَعْجَزَ أَهْلَ الزَّمانِ / شَبِيهٌ لَهُ فِي الْعُلى أَوْ نَدِيدُ
فَبُقِّيتُما ما دَجا غَيْهَبٌ / وَما ابْيَضَّ صُبْحٌ وَما اخْضَرَّ عُودُ
وَلا أَخْفَقَتْ فِيكَ هذِي الظُّنُونُ / وَلا أَخْلَفَتْ مِنْك هذِي الْوُعُودُ
وَلِي حُرْمَةٌ بِكَ إِنْ تَرْعَها / فَمِثْلُكَ تُرْعى لَدَيْهِ الْعُهُودُ
بِأَنِّيَ أَوَّلُ مُثْنٍ عَلَيْكَ / وَأَوَّلُ مَنْ نالَهُ مِنْكَ جُودُ
أَبا الْفَضْلِ كَيْفَ تَناسَيْتَنِي
أَبا الْفَضْلِ كَيْفَ تَناسَيْتَنِي / وَما كنْتَ تَعْدِلُ نَهْجَ الرَّشادِ
فَأَوْرَدْتَ قَوْماً رِواءَ الصُّدُورِ / وَحَلأْتَ مِثْلِي وَإِنِّي لَصادِ
لَقَدْ أَيْأَسَتْنِيَ مِنْ وُدِّكَ الْ / حَقِيقَةُ إِنْ كانَ ذا بِاعْتِمادِ
مَنَحْتُكَ قَلْبِي وَعانَدْتُ فِي / كَ مَنْ لا يَهُونَ عَلَيْهِ عِنادِي
أَظَلُّ نَهارِيَ وَالْحاسِدُوكَ / كَأَنِّي وَإِيّاهُمُ في جَهادِ
وَيُجْدِبُ ظَنِّيَ فِيمَنْ أَوَدُّ / وَظَنِّيَ فِيكَ خَصِيبُ الْمَرادِ
إِلى أَنْ رَأَيْتُ جَفاءً يَدُ / لُّ أَنَّ اعْتِقادَكَ غَيْرُ اعْتِقادِي
فَيا لَيْتَنِي لَمْ أَكُنْ قَبْلَها / شَغَفْتُ بِحُبِّكَ يَوْماً فُؤادِي
فَإِنَّ الْقَطِيعَةَ أَشْهى إِلَيَّ / إِذا أَنا لَمْ أَنْتَفِعْ بِالْوِدادِ
بَلَوْتُ الأَنامَ فَما رَأَيْتُ / خَلِيلاً يَصِحُّ مَعَ الاِنْتِقادِ
وَلَوْ لا شَماتَةُ مَنْ لامَنِي / عَلَى بَثِّ شُكْرِكَ في كلِّ نادِ
وَقَوْلُهُمُ وَدَّ غَيْرَ الْوَدُودِ / فَجُوزِي عَلَى قربه بالبعاد
لما كنت من بعد نيل الصفا / لأرغب في النّائِلِ الْمُسْتَفادِ
وَما بِيَ أَنْ يَرْدَعَ الشَّامِتِينَ / وِصالُكَ بِرِّي وَحُسْنَ افْتقِادِي
وَلكِنْ لِكَيْ يَعْلَمُوا أَنَّنِي / شَكَرْتُ حَقِيقاً بِشُكْرِ الأَيادِي
وَلَمْ أَمْنَحِ الْحَمْدَ إِلاّ امْرَأً / أَحَقَّ بِهِ مِنْ جَمِيعِ الْعِبادِ
وَما كُنْتَ لُوْ لَمْ أَعُمْ في نَداكَ / لأُثْنِي عَلَى الرَّوْضِ قَبْلَ ارْتِيادِي
وَأَنَّكَ أَهْلٌ لأَنْ تَقْتَنِي / ثَنائِيَ قَبْلَ اقْتِناءِ الْعَتاِدِ
فَلا يُحْفِظَنَّكَ أَنِّي عَتَبْتُ / فَتَمْنَعَنِي من بلوغ المراد
فإن البلاد إذا أجدبت / فما تَسْتَغِيثُ بِغَيْرِ الْعِهادِ
إِذا ما تَجافى الْكِرامُ الشِّدا / دُ عَنّا فَمَنْ لِلْخُطُوبِ الشِّدادِ
أَتَطْمَعُ فِي الْوُدِّ مِنْ زاهِدِ
أَتَطْمَعُ فِي الْوُدِّ مِنْ زاهِدِ / وَأَيْنَ الْخَلِيُّ مِنَ الْواجِدِ
وَكَمْ قَلَقْ لَكَ مِنْ ساكِنٍ / عَلَى سَهَرٍ لَكَ مِنْ راقِدِ
عَنانِي الْغَرامُ بِحُبِّ السَّقا / مِ شَوْقاً إِلى ذلِكَ الْعائِدِ
وَقَدْ كُنْتُ جَلْداً أَبِيَّ الْقِيا / دِ لَوْ أَنَّ غَيْرَ الْهَوى قائِدِي
وَمالِيَ فِي الدَّهْرِ مِنْ حامِدٍ / إِذا لَمْ أَعُذْ بِعُلى حامِدِ
هُوَ الْبَدْرُ يُشْرِقُ لِلْمُسْتَنِيرِ / هُوَ الْبَحْرُ يَزْخَرُ لِلوارِدِ
تَجَمَّعَ فِيهِ خِلالُ الْكِرامِ / وَقَد يُجْمَعُ الْفَضْلُ فِي واحِدِ
فَتىً يحْجُبُ الْفَضْلَ عَنْ طالِبِيهِ / وَلا يَحْجُبُ الرِّفْدَ عَنْ قاصَدِ
يَدُلُّ عَلَى جُودِهِ بِشْرُهُ / وَقَدْ يُعْرَفُ الرَّوْضُ بِالرّائِدِ
وَيَنْطِقُ عَنْ بَأْسِهِ سَيْفُهُ / بِشَيْطانِ فَتْكٍ لَهُ مارِدِ
وَمَنْ يَكُ مَوْلاهُ هذا الْمَجِيدُ / يَكُنْ فَوْقَ كُلِّ فَتىً ماجِدِ
عَسى باخِلٌ بِلِقاءٍ يَجُودُ
عَسى باخِلٌ بِلِقاءٍ يَجُودُ / عَسى ما مَضى مِنْ تَدانٍ يَعُودُ
عَسى مَوْقِفٌ أَنْشُدُ الْقَلْبَ فِيهِ / فَيُوجَدَ ذاكَ الْفُؤادُ الْفَقِيدُ
عَناءً سَهِرْتُ إِلى هاجِدٍ / وَأَيْنَ مِنَ السّاهِرِينَ الْهُجُودُ
إِذا طالَ عَهْدُكَ بِالنّازِحِينَ / تَغَيَّرَ وُدٌّ وَحالَتْ عُهُوُد
أَأَحْمِلُ يا هَجْرُ جَوْرَ الْبِعادِ / وَجَوْرَكَ إِنِّي إِذا لَلْجَلِيدُ
أَيا كَمَدِي أَللِيلِي انْقِضاءٌ / أَيا كَبِدِي أَلِنارِي خُمُودُ
مَرِضْتُ فَهَلْ مِنْ شِفاءٍ يُصابُ / وَهَيهاتَ وَالدّاءُ طَرْفٌ وَجِيدُ
وَيا حَبَّذا مَرَضِي لَوْ يَكُو / نُ مُمْرِضِيَ الْيَوْمَ فِيمَنْ يَعُودُ
أَيا غُرْمَ ما أَتْلَفَتْ مُقْلَتاهُ / وَقَدْ يَحْمِلُ الثَّأْرَ مَنْ لا يُقِيدُ
وَمَنّى الْوِصالَ فَأَهْدى الصُّدُوُدَ / وَما وَعْدُ ذِي الْخُلْفِ إِلاّ وَعِيدُ
خَلِيلَيَّ إِنْ خانَ خِلٌّ أَلا / حَلِيفٌ عَلَى هَجْرِهِ أَوْ عَقِيدُ
وَهَلْ إِنْ وَفى لِي بِعَهْدِ الْوِصالِ / أَيَنْقُصُ هذا الْجَوى أَمْ يَزِيدُ
وَيا قَلْبُ إِنْ أَخْلَقَ الْوَجْدُ مِنْكَ / فَأَنى لِيَ الْيَوْمَ قَلْبٌ جَدِيدُ
إِلى مَ تَحُومُ حِيامَ الْعِطاشِ / إِذا مَورِدٌ عَنَّ عَزَّ الْوُرُودُ
تَمَنّى زَرُودَ ولَمْ تَحْتَرِقْ / بِنارِ الصَّبابَةِ لَوْلا زَرُودُ
وَتُمْسِي تَهِيمُ بِماءِ الْغُوَيْرِ / وَقَدْ ذادَ عَنْ وِرْدِهِ مَنْ يَذُودُ
إِذا الرِّيُّ جاوَزَ أَيْدِي الْكِرامِ / فَلا ساغَ لِي مِنْهُ عًذْبٌ بَرُودُ
فَأَنْقَعُ مِنْ وِرْدِهِ ذا الصَّدى / وَأَنْفَعُ مِنْ بَرْدِهِ ذا الْوُقُودُ
وَماذا تُرِيدُ مِنَ الْباخِلِينَ / إِذا لَمْ تَجِدْ عِنْدَهُمْ ما تُرِيدُ
أَتَأْمُلُ إِسْعادَ قَوْمٍ إِذا / كُفِيتَ أَذاهُمْ فَأَنْتَ السَّعِيدُ
عَمِرْتُ أَرُوضُ خُطُوبَ الزَّما / نِ لَوْ أَنَّ جامِحَها يَسْتَقِيدُ
وَما كانَ أَجْدَرَنِي بِالْعَلا / ءِ لَوْ قَدْ تَنَبَّهَ حَظٌّ رَقُودُ
وَمَنْ لِي بِيَوْمٍ أَبِيِّ الْمُقامِ / تُقامُ عَلَى الدَّهْرِ فِيهِ الْحُدُودُ
سَلا الْخَلْقُ جَمْعاً عَن الْمَكْرُماتِ / وَأمّا الْعَمِيدُ فَصَبٌّ عَمِيدُ
غَذاهُ هَواها وَلِيداً فَلَيْ / سَ يَسْلُوهُ حَتّى يَشِيبَ الْوَلِيدُ
يُعَنِّيهِ وَجْدٌ بِها غالِبٌ / وَيُصْبِيهِ شَوْقٌ إِلَيْها شَدِيدُ
عَلَى أَنَّهُ لَمْ تَخُنْهُ النَّوى / وَلَمْ يَدْرِ فِي حُبِّها ما الصُّدُودُ
فَتىً لَمْ يَفُتْهُ الثَّناءُ الْجَمِيلُ / وَلَمْ يَعْدُ فِيهِ الْمَحَلُّ الْمَجِيدُ
وَلَمْ يَنْبُ عَنْهُ رَجاءٌ شَرِيفٌ / وَلَمْ يخْلُ مِنْهُ مَقامٌ حَميدُ
سَما لِلْعُلى وَدَنا لِلنَّدى / وَذُو الْفَضْلِ يَقْرَبُ وَهْوَ الْبَعِيدُ
مِنَ الْقَوْمِ سادُوا وجَادُوا وَقَلَّ / لَهُمْ أَنْ يَسُودُوا الْوَرى أَوْ يَجُودُوا
بَنِي أَسَدٍ إِنما أَنْتُمُ / بُدُورُ عَلاءٍ نَمَتْها أُسُودُ
أَلَيْسَ لَكُمْ ما بَنى الْكامِلُ الْ / أَمِينُ عُلُوّاً وَشادَ السَّدِيدُ
سَماءُ عُلىً قَمَراها لَكُمْ / وَمِنْكُمْ كَواكِبُها وَالسُّعُودُ
لَنا مِنْ ذُرى الْعزّ طَوْدٌ أَشَمُّ / وَمِنْ رَغَدِ الْعَيْشِ رَوْضٌ مَجُودُ
فَما الْمَحْلُ كَالْفَقْرِ إِلاّ قَتِيلٌ / وَما الْخَوْفُ كَالْجَوْرِ إِلاّ طَرِيدُ
كَأَنّا سَقانا بِنُعْماهُ أَوْ / حَمانا بِظِلِّ عُلاهُ الْعَمِيدُ
فَتىً لَمْ تَزَلْ عاقِراً فِي ذَرا / هُ أُمُّ الْحَوادِثِ وَهْيَ الْوَلُودُ
يُظَفَّرُ فِي ظِلِّهِ الْخائِبُونَ / وَتَنْهَضُ بِالْعاثِرِينَ الْجُدُودُ
إِذا نَحْنُ عُذْنا وَلُذْنا بِهِ / فَمَنْ ذا نَشِيمُ وَمَنْ ذا نَرودُ
كَسا الْفَخْرَ وَالدَّهْرَ وَالْعالَمِي / نَ فَخْراً بِهِ أَبَداً لا يَبِيدُ
فَلا يَدْعُهُ زَيْنَ كُتّابِهِ / حَسُودٌ يُصادِيهِ خابَ الْحَسُودُ
فَما خَصَّهُمْ ما يَعُمَّ الأَنامَ / وَلا جَهِلُوا ما أَرادَ المُرِيدُ
وَإِنْ غَرسُوا غَرْسَهُ فِي الْكِرامِ / فَما كلُّ عُودٍ وَإِنْ طابَ عُودُ
مِنَ الْكاظِمِي الْغَيْظِ وَالْمُحْسِنِينَ / إِذا بَرَّحَتْ بِالصُّدُورِ الْحُقُودِ
فَمُتَّ بِحَزْمٍ إِلى جودِهِ / يَنَلْكَ مَعَ الْعَفْوِ بِرٌّ وَجُودُ
إِذا كُنْتَ سَيِّدَ قَوْمٍ وَلَمْ / تَسَعْهُمْ بِحِلْمٍ فَأَنْتَ الْمَسودُ
يُفِيدُ فَيَحْزُنُهُ جُودُهُ / إِذا كان دُونَ الْعُلى ما يُفِيدُ
وَيُبْدِي فَيَعْظُمُ مَعْرُوفُهُ / وَلكِنْ يُصَغِّرُهُ ما يُعِيدُ
كَأَوْبَةِ أَحْبابِهِ عِنْدَهُ / حُلُولُ وُفُودٍ يليهِمْ وُفُودُ
وَكَالْبَيْنِ أَنْ تَسْتَقِلَّ الرِّكابُ / بِهِمْ أَوْ تُشَدُّ لِعافٍ قُتُودُ
يَجِلُّ عُلىً أَنْ يُرى راكِباً / طَرِيقاً عَنِ الْقَصْدِ فِيها يَحِيدُ
وَيَشْرُفُ عَنْ فِعْلِ ما لا يَشُقُّ / وَيَكْرُمُ عَنْ حَمْلِ ما لا يَؤُودُ
غَنِيٌّ بِآرائِهِ الْبِيضِ أَنْ / تُظاهِرَهُ عُدَّةٌ أَوْ عَدِيدُ
وَقَفْتُ الْقَوافِي عَلى حَمْدِهِ / وَما رَجَزِي عِنْدَهُ وَالْقَصِيدُ
يُقَصِّرُ عَنْ قَدْرِهِ جَهْدُها / وَفِي عَفْوِها عَنْ أُناسٍ مَزِيدُ
أنالَ فَكُلُّ جوادٍ بَخِيلٌ / وَقالَ فَكُلُّ بَلِيغٍ بلِيدُ
كَأَنَّكَ مِنْ سَيْبِهِ تَسْتَمِيحَ / مَتى جِئْتَ مِنْ عِلْمِهِ تَسْتَفِيدُ
كِلا الزّاخِرَيْنِ كَفيلاكَ أَنْ / تَفِيضَ سُيُولٌ وَتَطْمُو مُدُودُ
لَهُ فِقَرٌ لَوْ تَجَسَّدْنَ لَمْ / يُفَضَّلْنَ إِلاّ بِهِنَّ الْعُقُودُ
فَيُظْلَمْنَ إِنْ قِيلَ نَورٌ نَضِيرٌ / وَيُبْخَسْنَ إِنْ قِيلَ دُرٌّ نَضِيدُ
وَإِنِّي وَإِنْ كُنْتُ لَمْ تَعْدُنِي / نَفائِسُ بِيضٌ مِنَ الْغُرِّغِيدُ
لَيَحْسُنُ بِي فِي هَواكَ الْغُلُوُّ / وَيَقْبُحُ بِي عَنْ نَداكَ الْعُقُودُ
مَضى الأَكْرَمُونَ فَأَمْسى يُشِيدُ / بِذِكْرِ مَناقِبِهِمْ مَنْ يُشِيدُ
كأَنْ لَمْ يَبِينُوا بِما خَلَّدُوا / وَلَيْسَ الْمَحامِدَ إِلاّ الْخُلُودُ
مَناقِبُ تَشْرُدُ ما لَمْ يَكُنْ / لَها مِنْ نِظام الْقَوافِي قُيُودُ
وَما زالَ يُحْفَظُ مِنْها الْمُضاعُ / لَدَيْكَ وَيُجْمَعُ مِنْها الْبَدِيدُ
فِداءُ عَطائِكَ ذاكَ الْجَزِيلِ / يا حَمْزَ شُكْرِيَ هذا الزَّهِيدُ
وُجِدْتَ فَكُنْتَ حَياً لا يُغِبُّ / سَقى الْكَوْنَ رِيّاً وَجِيدَ الْوُجُودُ
بَلَغْتَ مِنَ الْفَضْلِ أَقْصى مَداهُ / فَما يَسْتَزِيدُ لَكَ الْمُسْتَزِيدُ
وطَالَ أَبُو الْفَتْحِ أَنْ لا يَكُونَ / طَرِيفُ الْعُلى لَكُما وَالتَّلِيدُ
فَلَوْلاهُ أَعْوَزَ أَهْلَ الزَّمانِ / شَبِيهُكَ فِي عَصْرِهِم والنَّدِيدُ
لَقَدْ صَدَقَتْ فِي نَدَاهُ الظُّنُونُ / فَلا كَذَبَتْ فِي عُلاهُ الْوُعُودُ
فَدَتْكَ الصَّواهلُ قُبّاً وَجُرْدا
فَدَتْكَ الصَّواهلُ قُبّاً وَجُرْدا / وَشُمُّ الْقَبائِلِ شِيباً وَمُرْدا
وَذَلَّتْ لأَسْيافِكَ الْبِيضُ قُضْباً / وَدانَتْ لأَرْماحِكَ السُّمْرُ مُلْدا
وَقلَّ لِمَنْ قامَ فِي ذا الزَّمانِ / مَقامَكَ أنْ باتَ بِالْخَلْقِ يُفْدا
أَلَسْتَ أَبَرَّ الْبَرايا يَداً / وَأَنْدى مِنَ الْمُزْنِ كَفّاً وَأَجْدا
وَأَمْضى حُساماً وَأَوْفى ذِماماً / وَأَهْمى غَماماً إِذا الْغَيْثُ أَكْدا
وَأَكْلا إِذا ضُيِّعَ الأَمْرُ طَرْفاً / وَأَوْرى إِذا أَظْلَمَ الْيَومُ زَنْدا
إِذا الْتَبَسَ الرَّأْيُ كُنْتَ الأَسَدَّ / وَإِنْ غالَبَ الْخَطْبُ كُنْتَ الأَشَدّا
وَإِنْ قَصَّرَ الْنّاسُ عَنْ غايَةٍ / سَبَقْتَ إِلَيْها مِنَ النّاسِ فَرْدا
وَمَنْ ذا يُجارِيكَ فَضْلاً وَنُبْلاً / وَمَنْ ذا يُساوِيكَ حَلاًّ وَعَقْدا
سَجِيَّةُ مَنْ لَمْ يَزَلْ بِالثَّنا / ءِ وَالْحَمْدَ مُنْفَرِداً مُسْتَبِدّا
تجِلُّ مَعالِيهِ أَنْ تُسْتَطاعَ / وَتَأْبَى مَناقِبُهُ أَنْ تُعَدّا
حَقِيقٌ إِذا ما انْتَضى سَيْفَهُ / بِأْنْ يَجْعَلَ الْهامَ لِلسَّيْفِ غِمْدا
زَعِيمَ الْجُيُوشِ لَقَدْ أَعْجَزَتْ / أَيادِيكَ واصِفَها أَنْ تُحَدّا
وَأَمْعَنَ ذِكْرُكَ فِي الْخافِقَيْ / نِ شَرْقاً وَغَرْباَ وَغَوْراً وَنَجْدا
فَسارَ مَسِيرَ هِلالِ السَّما / ءِ يَزْدادُ نُوراً إِذا ازْدادَ بُعْدا
فَلَوْ طُبِعَ الْفَخُرُ سَيْفاً لَكُنْ / تَ دُونَ الْوَرى حَدَّهُ وَالْفِرِنْدا
وَكَمْ لَكَ مِنْ نائِلٍ نائِلٍ / رِقابَ الْمآثِرِ شُكْراً وَحَمْدا
نَدىً يَعْتِقُ الْعَبْدَ مِنْ رِقِّةِ / وَلكِنَّهُ يَتْرُكُ الْحُرَّ عَبْدا
وَإِنِّي لَمُهْد إِلَيْكَ الْقَرِي / ضَ يُطْوى عَلَى النُّصْحِ وَالنُّصْحُ يُهْدا
إِلى كَمْ وَقَدْ زَخَرَ الْمُشْرِكُون / بِسَيْلٍ يُهالُ لَهُ السَّيْلُ مَدّا
وَقَدْ جاشَ مِنْ أَرْضِ إِفْرَنْجَةٍ / جُيُوشٌ كَمِثْلِ جِبالٍ تَرَدّا
تُراخُونَ مَنْ يَجْتَرِي شِدَّةً / وَتُنْسُونَ مَنْ يَجْعَلُ الْحَرْبَ نَقْدا
أَنوْماً عَلَى مِثْلِ هَدِّ الصَّفاةِ / وَهَزْلاً وَقَدْ أَصْبَحَ الأَمْرُ جِدَّا
وَكَيْفَ تَنامُونَ عَنْ أَعْيُنٍ / وَتَرْتُمْ فَأَسْهَرْتُمُوهُنَّ حِقْدا
وَشَّرُّ الضَّغائِنِ ما أَقْبَلَتْ / لَدَيْهِ الضَّغائِنُ بِالكُفْرِ تُحْدا
بَنُو الشِّرْكِ لا يُنْكِرُونَ الْفَسادَ / وَلا يَعْرِفُونَ مَعَ الْجَوْرِ قَصْدا
وَلا يَرْدَعُونَ عَنِ الْقَتْلِ نَفْساً / وَلا يَتْرُكُونَ مِنَ الْفَتْكِ جَهْدا
فَكَمْ مِنْ فَتاةٍ بِهِمْ أَصْبَحَتْ / تَدَقُّ مِنَ الْخَوفِ نَحْراً وَخَدّا
وَأُمِّ عَواتِقَ ما إِنْ عَرَفْ / نَ حَرّاً وَلا ذُقْنَ فِي اللَّيْلِ بَرْدا
تَكادُ عَلَيْهِنَّ مِنْ خِيفَةٍ / تَذُوبُ وَتَتْلَفُ حُزْناً وَوَجْدا
فَحامُوا عَلَى دِينِكُمْ وَالْحَرِيمِ / مُحاماةَ مَنْ لا يَرى الْمَوتَ فَقْدا
وَسُدُّوا الثُّغُورَ بِطَعْنِ النُّحُورِ / فَمِنْ حَقِّ ثَغْرٍ بِكُمْ أَنْ يُسَدّا
فَلَنْ تَعْدَمُوا فِي انْتِشارِ الأُمُورِ / أَخا تُدْرَإٍ حازِمَ الرَّأْيِ جَلْدا
يُظاهِرُ تَدْبِيرُهُ بَأْسَهُ / مُظاهَرَةَ السَّيْفِ كَفًّا وَزَنْدا
كَمِثْلِ زَعِيمِ الْجُيُوشِ الْمَلِيِّ / بِعَزْمٍ يَبيتُ لَهُ الْحَزْمُ رِدّا
وَعاداتُ بَأْسِكُمُ فِي اللِّقا / ءِ لَيْسَتْ تَحُولُ عَنِ النَّصْرِ عَهْدا
فَدُونَكُمُ ظَفَراً عاجِلاً / لَكُمْ جاعِلاً سائِرَاً الأَرْضِ مَهْدا
فَقَدْ أًيْنَعَتْ أَرْؤُسُ الُمُشْرِكِينَ / فَلا تُغْفِلُوها قِطافاً وَحَصْدا
فَلا بُدَّ مِنْ حَدَّهِمْ أَنْ يُفَلَّ / وَلا بُدَّ مِنْ رُكْنِهِمْ أَنْ يُهَدّا
فإنَّ ألْبَ رَسْلانَ فِي مِثْلِها / مَضى وَهْوَ أَمْضَى مِنَ السَّيْفِ حَدّا
فَأَصْبَحَ أَبْقى مِنَ الْفَرْقَدَيْ / نِ ذِكْراً وَأَسْنى مِنَ الشَّمْسِ مَجْدا
لَعَلَّكُمُ أَنْ تُعِيدُوا مِنَ الْ / مَآثِرِ وَالْمَجْدِ ما كانَ أَبْدا
وَهذا ابْنُهُ قائماً فِيكُمُ / مَقامَ الْمُفاخِرِ جَدَاً وَجِدّا
بِخَيْلٍ تُخالُ غَداةَ الْمَكَرِّ / طَيْراً تَحَمَّلْنَ غَاباً وَأُسْدا
وَطَعْنٍ أَمَرَّ مِنَ الْمَوْتِ طَعْماً / وَضَرْبٍ أَحَرَّ مِنَ النّارِ وَقْدا
إِذا ما السُّيُوفُ غَداةَ الْحُتُو / فِ نَوَّعَتِ الضَّرْبَ قَطْعاً وَقَدّا
تَرى لُمَّعاً وُقَّعاً لا يَزَلْ / نَ يَخْطَفْنَ بَرْقاً وَيَقْصُفْنَ رَعْدا
فَذُوا الْبَأْسِ مَنْ جابَ مِنْ تَرْكَةٍ / لَهُ عِمَّةً وَمِنَ الدِّرْعِ بُرْدا
وَلَمْ يَضَعِ السَّرْدِ عَنْ مَنْكِبَيْ / هِ حَتّى يَصِيرَ مَعَ الْجِلْدِ جِلْدا
فَما يَنْزِعُ الْيَوْمَ عَنْهُ الْحَدِي / دَ مَنْ رامَ أَنْ يَلْبَسَ الْعِزَّ رَغْدا
وَأَيْسَرُ ما كابَدَتْهُ النُّفُوسُ / مِنَ الأَمْرِ ما لَمْ تَجِدْ مِنْهُ بُدّا
بَقِيتمْ وَلا زِلْتُمُ فِي اللِّقاءِ / بُدُوراً تَوافِقُ فِي الأُفْقِ سَعْدا
ولا بَرِحَ الْعِزُّ لِلْمُسْلِمي / نَ مِنْ بَحْرِكُمْ أَبَداً مُسْتَمِدّا
فَلَسْنا نَرى بَعْدَ طُولِ البَقا / ءِ أَكْرَمَ مِنْكُمْ عَلَى اللهِ وَفْدا
وَقَدْ قِيلَ فِي التُّرْكِ إِنَّ الَّذِي / يُتارِكُهُمْ أَسْعَدُ النّاسِ جَدّا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025