المجموع : 5
أَغائِبَةَ الشَخصِ عَن ناظِري
أَغائِبَةَ الشَخصِ عَن ناظِري / وَحاضِرَةً في صَميمِ الفُؤادِ
عَلَيكِ السَلامُ بِقَدرِ الشُجون / وَدَمع الشُؤونِ وَقَدرِ السُهادِ
تملكتِ مِنّي صَعبَ المَرامي / وَصادَفتِ ودّي سَهلَ القيادِ
مُراديَ لُقياكِ في كُلِّ حين / فَيالَيتَ أَنّي أَعطى مُرادي
أَقيمي عَلى العهدِ ما بَينَنا / وَلا تَستَحيلي لِطولِ البِعادِ
دسَستُ اِسمَكِ الحُلوَ في طيّ شِعري / وَألّفتُ فيهِ حُروفَ اِعتِمادِ
وَعَدتَ وَأَخلَفتَني المَوعِدا
وَعَدتَ وَأَخلَفتَني المَوعِدا / وَخالفتَ بِالمُنتهى المُبتَدا
وَأطمَعتَني ثُمَّ أَيأستَني / وَيمنَعُني الودّ أَن أَحقِدا
وَأَضعَفتَ بالمطلِ حَبلَ الرَجا / ء فرثّ وَأعهدُهُ مُحصَدا
وَعادَ ضِياءُ اِرتِقابي ظَلاما / وَأَصبَحَ مصباحُه أَرمَدا
وَكانَ فِعالُكَ قَبلَ المَقال / فَماذا عَدا الآن فيما بَدا
وَقَد كانَ ظَنّي فيما رَأَيتُ / بِهِ أَنَّ الشحّ غَلّ اليَدا
وَكَم قَد توكفتُها رَوضَةً / تُقَرّب لي الأَمَلَ الأَبعَدا
يُنَوِّر عِلمُكَ أَرجاءَها / وَيَقطُرُ طَبعُك فيها نَدى
تَوكّفها زَمنا ناظِري / إِذا مَرّ يَومٌ تَمادى غَدا
عَلى ذاكَ أَفديك مِن ماجِدٍ / تَشّبتثَ بِالظَرف فيهِ الهُدى
فَحِيناً أَزور بِهِ رَوضَةً / وَحيناً أَحيّي بِهِ مَسجِدا
لَكَ العِلم مَهما أَرِد بحرَهُ / لأروى بِهِ أَحمَدُ المَورِدا
وَفيكَ تَجمعت المأثُرا / تُ طرا فصرت بِها مُفرَدا
شَمائِلُ تَنثرُ شَملَ الهُمو / م نثرَكَ بِالرأي شملَ العِدى
فَمَتَّعَني اللَهُ بالحَظّ مِنك / وَلا زِلتَ لي مؤنِساً سَرمَدا
وَدُمت وَدُمنا عَلى حالِنا / كَما يَصحَبُ الفرقدُ الفَرقَدا
فَلولاك كانَت رُبوع السرو / ر مِنّي تَجاوَبَ فيها الصَدا
فُديتَ أَبا عَمروٍ مِن فَتى
فُديتَ أَبا عَمروٍ مِن فَتى / مَتى يُختبر غيبُه يُحمَدِ
وِدادٌ صَحيح وَخُلقٌ مَليحٌ / وَنُطقٌ فَصيحٌ لَدى المشهدِ
أَتَتني البَديهَةُ تندى بَديعاً / وَأَبدَعُ ما في الرياضِ النَدِي
أزاهِرُ لَم تُنتشق بالأنو / فِ لُطفا وَلا جُنِيَت باليَدِ
خجِلتُ لِشَكواكَ في طيِّها / فَما كِدتُ أَسمَعُ لِلمُنشِدِ
وَقَد عَبّرتْ لَكَ تِلكَ الرُؤى / لِيَشبَعَ طاوٍ وَيَروى صدِي
فَهَوِّن عَلَيكَ مِنَ النائِبات / إِذا كانَ نَصري بالمرصدِ
وكن مُخبِري إِنَّني سائِلٌ / سُؤالَ مُدلٍّ عَلى مُسعَدِ
فَجاءَتكَ صَفراءَ عِندَ المَنا / مِ تَسري مِنَ الأُفُق الأَبعَدِ
فَحَيتكَ بِالنَفسِ النَرجسيّ / وَلاقَتكَ بِالمَلبس العَسجَدي
وَعَلَّتكَ بالريقِ لَو أَنَّهُ / أُبيحَ لِذي الزُهدِ لَم يَزهَدِ
وَرَدتَ أَبا الفَتح سَيّدي
وَرَدتَ أَبا الفَتح سَيّدي / وُرودَ الكَرى بَعدَ طول السهادْ
وَلَمّا حَلَلتَ بِنا لَم تَحُلّ / مِن العين وَالقَلب غَيرَ السَوادْ
ودمت مِنّا طَيوراً غَدَت / تَطيرُ إِلَيكَ بريشِ الوِدادْ
تَبدلتُ مِن عزِّ ظلِّ البُنودِ
تَبدلتُ مِن عزِّ ظلِّ البُنودِ / بذُلِّ الحَديدِ وَثِقَل القُيود
وَكانَ حَديدي سناناً ذَليقاً / وَعضبا دَقيقاً صَقيل الحَديد
فَقَد صارَ ذاكَ وَذا أَدهَما / يَعُضُّ بِساقيَّ عَضَّ الأُسود