القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أَبو الطَّيِّب المُتَنَبّي الكل
المجموع : 4
أَيا خَدَّدَ اللَهُ وَردَ الخُدودِ
أَيا خَدَّدَ اللَهُ وَردَ الخُدودِ / وَقَدَّ قُدودَ الحِسانِ القُدودِ
فَهُنَّ أَسَلنَ دَماً مُقلَتي / وَعَذَّبنَ قَلبي بِطولِ الصُدودِ
وَكَم لِلهَوى مِن فَتىً مُدنَفٍ / وَكَم لِلنَوى مِن قَتيلٍ شَهيدِ
فَواحَسرَتا ما أَمَرَّ الفِراقَ / وَأَعلَقَ نيرانَهُ بِالكُبودِ
وَأَغرى الصَبابَةَ بِالعاشِقينَ / وَأَقتَلَها لِلمُحِبِّ العَميدِ
وَأَلهَجَ نَفسي لِغَيرِ الخَنا / بِحُبِّ ذَواتِ اللَمى وَالنُهودِ
فَكانَت وَكُنّا فِداءَ الأَميرِ / وَلا زالَ مِن نِعمَةٍ في مَزيدِ
لَقَد حالَ بِالسَيفِ دونَ الوَعيدِ / وَحالَت عَطاياهُ دونَ الوُعودِ
فَأَنجُمُ أَموالِهِ في النُحوسِ / وَأَنجُمُ سُؤَلِهِ في السُعودِ
وَلَو لَم أَخَف غَيرَ أَعدائِهِ / عَلَيهِ لَبَشَّرتُهُ بِالخُلودِ
رَمى حَلَباً بِنَواصي الخُيولِ / وَسُمرٍ يُرِقنَ دَماً في الصَعيدِ
وَبيضٍ مُسافِرَةٍ ما يُقِم / نَ لا في الرِقابِ وَلا في الغُمودِ
يَقُدنَ الفَناءَ غَداةَ اللِقاءِ / إِلى كُلِّ جَيشٍ كَثيرِ العَديدِ
فَوَلّى بِأَشياعِهِ الخَرشَنِيُّ / كَشاءٍ أَحَسَّ بِزَأرِ الأُسودِ
يُرَونَ مِنَ الذُعرِ صَوتَ الرِياحِ / صَهيلَ الجِيادِ وَخَفقَ البُنودِ
فَمَن كَالأَميرِ اِبنِ بِنتِ الأَمي / رِ أَو مَن كَآبائِهِ وَالجُدودِ
سَعَوا لِلمَعالي وَهُم صِبيَةٌ / وَسادوا وَجادوا وَهُم في المُهودِ
أَمالِكَ رِقّي وَمَن شَأنُهُ / هِباتُ اللُجَينِ وَعِتقُ العَبيدِ
دَعَوتُكَ عِندَ اِنقِطاعِ الرَجا / ءِ وَالمَوتُ مِنّي كَحَبلِ الوَريدِ
دَعَوتُكَ لَمّا بَراني البَلاءُ / وَأَوهَنَ رِجلَيَّ ثِقلُ الحَديدِ
وَقَد كانَ مَشيُهُما في النِعالِ / فَقَد صارَ مَشيُهُما في القُيودِ
وَكُنتُ مِنَ الناسِ في مَحفِلٍ / فَها أَنا في مَحفِلٍ مِن قُرودِ
تُعَجِّلُ فِيَّ وُجوبَ الحُدودِ / وَحَدّي قُبَيلَ وُجوبِ السُجودِ
وَقيلَ عَدَوتَ عَلى العالَمي / نَ بَينَ وِلادي وَبَينَ القُعودِ
فَما لَكَ تَقبَلُ زورَ الكَلامِ / وَقَدرُ الشَهادَةِ قَدرُ الشُهودِ
فَلا تَسمَعَنَّ مِنَ الكاشِحينَ / وَلا تَعبَأَنَّ بِمَحكِ اليَهودِ
وَكُن فارِقاً بَينَ دَعوى أَرَدتُ / وَدَعوى فَعَلتُ بِشَأوٍ بَعيدِ
وَفي جودِ كَفَّيكَ ما جُدتَ لي / بِنَفسي وَلَو كُنتُ أَشقى ثَمودِ
أَحُلماً نَرى أَم زَماناً جَديداً
أَحُلماً نَرى أَم زَماناً جَديداً / أَمِ الخَلقُ في شَخصِ حَيٍّ أُعيدا
تَجَلّى لَنا فَأَضَأنا بِهِ / كَأَنّا نُجومٌ لَقينا سُعودا
رَأَينا بِبَدرِ وَآبائِهِ / لِبَدرٍ وَلوداً وَبَدراً وَليدا
طَلَبنا رِضاهُ بِتَركِ الَّذي / رَضينا لَهُ فَتَرَكنا السُجودا
أَميرٌ أَميرٌ عَلَيهِ النَدى / جَوادٌ بَخيلٌ بِأَن لا يَجودا
يُحَدَّثُ عَن فَضلِهِ مُكرَهاً / كَأَنَّ لَهُ مِنهُ قَلباً حَسودا
وَيُقدِمُ إِلّا عَلى أَن يَفِرَّ / وَيَقدِرُ إِلّا عَلى أَن يَزيدا
كَأَنَّ نَوالَكَ بَعضُ القَضاءِ / فَما تُعطِ مِنهُ نَجِدهُ جُدودا
وَرُبَّتَما حَملَةٍ في الوَغى / رَدَدتَ بِها الذُبَّلَ السُمرَ سودا
وَهَولٍ كَشَفتَ وَنَصلٍ قَصَفتَ / وَرُمحٍ تَرَكتَ مُباداً مُبيدا
وَمالٍ وَهَبتِ بِلا مَوعِدٍ / وَقِرنٍ سَبَقتَ إِلَيهِ الوَعيدا
بِهَجرِ سُيوفِكَ أَغمادَها / تَمَنّى الطُلى أَن تَكونَ الغُمودا
إِلى الهامِ تَصدُرُ عَن مِثلِهِ / تَرى صَدَراً عَن وُرودٍ وُرودا
قَتَلتَ نُفوسَ العِدا بِالحَديدِ / حَتّى قَتَلتَ بِهِنَّ الحَديدا
فَأَنفَدتَ مِن عَيشِهِنَّ البَقاءَ / وَأَبقَيتَ مِمّا مَلَكتَ النُفودا
كَأَنَّكَ بِالفَقرِ تَبغي الغِنى / وَبِالمَوتِ في الحَربِ تَبغي الخُلودا
خَلائِقُ تَهدي إِلى رَبِّها / وَآيَةُ مَجدٍ أَراها العَبيدا
مُهَذَّبَةٌ حُلوَةٌ مُرَّةٌ / حَقَرنا البِحارَ بِها وَالأُسودا
بَعيدٌ عَلى قُربِها وَصفُها / تَغولُ الظُنونَ وَتَنضى القَصيدا
فَأَنتَ وَحيدُ بَني آدَمٍ / وَلَستَ لِفَقدِ نَظيرٍ وَحيدا
أَمِن كُلِّ شَيءٍ بَلَغتَ المُرادا
أَمِن كُلِّ شَيءٍ بَلَغتَ المُرادا / وَفي كُلِّ شَأوٍ شَأَوتَ العِبادا
فَماذا تَرَكتَ لِمَن لَم يَسُد / وَماذا تَرَكتَ لِمَن كانَ سادا
كَأَنَّ السُمانى إِذا ما رَأَتكَ / تَصَيَّدُها تَشتَهي أَن تُصادا
بِكُتبِ الأَنامِ كِتابٌ وَرَد
بِكُتبِ الأَنامِ كِتابٌ وَرَد / فَدَت يَدَ كاتِبِهِ كُلُّ يَد
يُعَبِّرُ عَمّا لَهُ عِندَنا / وَيَذكُرُ مِن شَوقِهِ ما نَجِد
فَأَخرَقَ رائِيَهُ ما رَأى / وَأَبرَقَ ناقِدَهُ ما اِنتَقَد
إِذا سَمِعَ الناسُ أَلفاظَهُ / خَلَقنَ لَهُ في القُلوبِ الحَسَد
فَقُلتُ وَقَد فَرَسَ الناطِقينَ / كَذا يَفعَلُ الأَسَدُ اِبنُ الأَسَد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025