المجموع : 4
أَيا خَدَّدَ اللَهُ وَردَ الخُدودِ
أَيا خَدَّدَ اللَهُ وَردَ الخُدودِ / وَقَدَّ قُدودَ الحِسانِ القُدودِ
فَهُنَّ أَسَلنَ دَماً مُقلَتي / وَعَذَّبنَ قَلبي بِطولِ الصُدودِ
وَكَم لِلهَوى مِن فَتىً مُدنَفٍ / وَكَم لِلنَوى مِن قَتيلٍ شَهيدِ
فَواحَسرَتا ما أَمَرَّ الفِراقَ / وَأَعلَقَ نيرانَهُ بِالكُبودِ
وَأَغرى الصَبابَةَ بِالعاشِقينَ / وَأَقتَلَها لِلمُحِبِّ العَميدِ
وَأَلهَجَ نَفسي لِغَيرِ الخَنا / بِحُبِّ ذَواتِ اللَمى وَالنُهودِ
فَكانَت وَكُنّا فِداءَ الأَميرِ / وَلا زالَ مِن نِعمَةٍ في مَزيدِ
لَقَد حالَ بِالسَيفِ دونَ الوَعيدِ / وَحالَت عَطاياهُ دونَ الوُعودِ
فَأَنجُمُ أَموالِهِ في النُحوسِ / وَأَنجُمُ سُؤَلِهِ في السُعودِ
وَلَو لَم أَخَف غَيرَ أَعدائِهِ / عَلَيهِ لَبَشَّرتُهُ بِالخُلودِ
رَمى حَلَباً بِنَواصي الخُيولِ / وَسُمرٍ يُرِقنَ دَماً في الصَعيدِ
وَبيضٍ مُسافِرَةٍ ما يُقِم / نَ لا في الرِقابِ وَلا في الغُمودِ
يَقُدنَ الفَناءَ غَداةَ اللِقاءِ / إِلى كُلِّ جَيشٍ كَثيرِ العَديدِ
فَوَلّى بِأَشياعِهِ الخَرشَنِيُّ / كَشاءٍ أَحَسَّ بِزَأرِ الأُسودِ
يُرَونَ مِنَ الذُعرِ صَوتَ الرِياحِ / صَهيلَ الجِيادِ وَخَفقَ البُنودِ
فَمَن كَالأَميرِ اِبنِ بِنتِ الأَمي / رِ أَو مَن كَآبائِهِ وَالجُدودِ
سَعَوا لِلمَعالي وَهُم صِبيَةٌ / وَسادوا وَجادوا وَهُم في المُهودِ
أَمالِكَ رِقّي وَمَن شَأنُهُ / هِباتُ اللُجَينِ وَعِتقُ العَبيدِ
دَعَوتُكَ عِندَ اِنقِطاعِ الرَجا / ءِ وَالمَوتُ مِنّي كَحَبلِ الوَريدِ
دَعَوتُكَ لَمّا بَراني البَلاءُ / وَأَوهَنَ رِجلَيَّ ثِقلُ الحَديدِ
وَقَد كانَ مَشيُهُما في النِعالِ / فَقَد صارَ مَشيُهُما في القُيودِ
وَكُنتُ مِنَ الناسِ في مَحفِلٍ / فَها أَنا في مَحفِلٍ مِن قُرودِ
تُعَجِّلُ فِيَّ وُجوبَ الحُدودِ / وَحَدّي قُبَيلَ وُجوبِ السُجودِ
وَقيلَ عَدَوتَ عَلى العالَمي / نَ بَينَ وِلادي وَبَينَ القُعودِ
فَما لَكَ تَقبَلُ زورَ الكَلامِ / وَقَدرُ الشَهادَةِ قَدرُ الشُهودِ
فَلا تَسمَعَنَّ مِنَ الكاشِحينَ / وَلا تَعبَأَنَّ بِمَحكِ اليَهودِ
وَكُن فارِقاً بَينَ دَعوى أَرَدتُ / وَدَعوى فَعَلتُ بِشَأوٍ بَعيدِ
وَفي جودِ كَفَّيكَ ما جُدتَ لي / بِنَفسي وَلَو كُنتُ أَشقى ثَمودِ
أَحُلماً نَرى أَم زَماناً جَديداً
أَحُلماً نَرى أَم زَماناً جَديداً / أَمِ الخَلقُ في شَخصِ حَيٍّ أُعيدا
تَجَلّى لَنا فَأَضَأنا بِهِ / كَأَنّا نُجومٌ لَقينا سُعودا
رَأَينا بِبَدرِ وَآبائِهِ / لِبَدرٍ وَلوداً وَبَدراً وَليدا
طَلَبنا رِضاهُ بِتَركِ الَّذي / رَضينا لَهُ فَتَرَكنا السُجودا
أَميرٌ أَميرٌ عَلَيهِ النَدى / جَوادٌ بَخيلٌ بِأَن لا يَجودا
يُحَدَّثُ عَن فَضلِهِ مُكرَهاً / كَأَنَّ لَهُ مِنهُ قَلباً حَسودا
وَيُقدِمُ إِلّا عَلى أَن يَفِرَّ / وَيَقدِرُ إِلّا عَلى أَن يَزيدا
كَأَنَّ نَوالَكَ بَعضُ القَضاءِ / فَما تُعطِ مِنهُ نَجِدهُ جُدودا
وَرُبَّتَما حَملَةٍ في الوَغى / رَدَدتَ بِها الذُبَّلَ السُمرَ سودا
وَهَولٍ كَشَفتَ وَنَصلٍ قَصَفتَ / وَرُمحٍ تَرَكتَ مُباداً مُبيدا
وَمالٍ وَهَبتِ بِلا مَوعِدٍ / وَقِرنٍ سَبَقتَ إِلَيهِ الوَعيدا
بِهَجرِ سُيوفِكَ أَغمادَها / تَمَنّى الطُلى أَن تَكونَ الغُمودا
إِلى الهامِ تَصدُرُ عَن مِثلِهِ / تَرى صَدَراً عَن وُرودٍ وُرودا
قَتَلتَ نُفوسَ العِدا بِالحَديدِ / حَتّى قَتَلتَ بِهِنَّ الحَديدا
فَأَنفَدتَ مِن عَيشِهِنَّ البَقاءَ / وَأَبقَيتَ مِمّا مَلَكتَ النُفودا
كَأَنَّكَ بِالفَقرِ تَبغي الغِنى / وَبِالمَوتِ في الحَربِ تَبغي الخُلودا
خَلائِقُ تَهدي إِلى رَبِّها / وَآيَةُ مَجدٍ أَراها العَبيدا
مُهَذَّبَةٌ حُلوَةٌ مُرَّةٌ / حَقَرنا البِحارَ بِها وَالأُسودا
بَعيدٌ عَلى قُربِها وَصفُها / تَغولُ الظُنونَ وَتَنضى القَصيدا
فَأَنتَ وَحيدُ بَني آدَمٍ / وَلَستَ لِفَقدِ نَظيرٍ وَحيدا
أَمِن كُلِّ شَيءٍ بَلَغتَ المُرادا
أَمِن كُلِّ شَيءٍ بَلَغتَ المُرادا / وَفي كُلِّ شَأوٍ شَأَوتَ العِبادا
فَماذا تَرَكتَ لِمَن لَم يَسُد / وَماذا تَرَكتَ لِمَن كانَ سادا
كَأَنَّ السُمانى إِذا ما رَأَتكَ / تَصَيَّدُها تَشتَهي أَن تُصادا
بِكُتبِ الأَنامِ كِتابٌ وَرَد
بِكُتبِ الأَنامِ كِتابٌ وَرَد / فَدَت يَدَ كاتِبِهِ كُلُّ يَد
يُعَبِّرُ عَمّا لَهُ عِندَنا / وَيَذكُرُ مِن شَوقِهِ ما نَجِد
فَأَخرَقَ رائِيَهُ ما رَأى / وَأَبرَقَ ناقِدَهُ ما اِنتَقَد
إِذا سَمِعَ الناسُ أَلفاظَهُ / خَلَقنَ لَهُ في القُلوبِ الحَسَد
فَقُلتُ وَقَد فَرَسَ الناطِقينَ / كَذا يَفعَلُ الأَسَدُ اِبنُ الأَسَد