المجموع : 3
تملَّ بملك وعمر مديد
تملَّ بملك وعمر مديد / ودم من بلوغ المنى في مزيدِ
رايتك أندى الورى راحة / وأصدق في وعده والوعيدِ
لقد قرب الجود من مجتديك / وأصبح منه كحبل الوريدِ
وأطرفت قصادك المادحين / ببذل الطريف لهم والتليدِ
تهابك في الروع حمس الكماة / وتفرق باسك صيد الأسودِ
تفردت بالمجد دون الأنام / وفزت بكل فعال حميدِ
فلا زال ملكك كنز المقل / ولا زال ربعك مأوى الطريدِ
ويا رب نقع تسديته / ببأس شديد ورأي سديدِ
غدوت تشبّ بأرجائه / حروبا تشيّب رأس الوليدِ
أعدت به البيض محمرة / موردة من دماء الوريدِ
تلين لعافيك مستعطفا / وتلقى الحروب بقلب حديدِ
فيا عضد الدين يا من غدا / مآل الفقير وآل الوحيدِ
حلفت لأنت سِمام العدا / وغيث الندى وحياة الوفودِ
كرمت خلالا وفيليه / وتلك سجايا الكريم الجدودِ
وأقسم لولا وجود ندا / ك ما ذقت طعم سماح وجودِ
ساكسوك وشي ثناء به / يخجل في الحسن وشي البرودِ
وأنظم فيك عقود المديح / على أنه فوق در العقودِ
فلا زلت تلبس ثوب العلى / وتسحب أذيال عيش رغيدِ
وخلدت تخلق عمر المدى / بجد سعيد وعمر جديدِ
عرفت ببذل السدى والندى
عرفت ببذل السدى والندى / وأصبحت أكرم من يجتدى
حلفت لأنت حيا لم يزل / حياة الولاة وحتف العدا
فنلت أَمانيك من منعم / كريم ولا زلت مسترفدا
أبا الفضل يا مجد دين الإله / ومن لم يزل مسعفا مسعدا
ويا شرف الحضرتين الذي / بأنوار آرائه يهتدى
لك الله كم لك عندي يد / مبيضة حظي الأسودا
يُري لي زنادك إما قدحت / إذا ما زناد أمري أَصلدا
إلا بأَبي سحب ثرَّة / بكفك تمطرنا عسجدا
وحسن خلالك تلك التي / بها يخجل الدهر غب الندى
شأوت الكرام الألى نائلا / وجودا وحزتهم سؤددا
وكم موقف رد رأد النها / ر نقع سنابكه أربدا
جعلت القنا قصدا والشجا / ع في هبوتيه لقى مقصدا
ولم تعر بيضك حتى ترك / ت هام الكماة لها أغمدا
سيوف إذا ركعت في الحرو / ب رأيت الرؤوس لها سجدا
بنفسي أفديه من منعم / وقل له الناس طرا فدا
فتى أفرحَ الهُ مُدّاحه / وأترح أعداءَه الحسَّدا
أجار من الدهر من غاله / وقد جار في صرفه واعتدى
إذا وعد افتر ثغر المنى / وتبكي السيوف إذا أوعدا
وكل حديث سماح يصح / إذا كان عن جوده مسندا
له شرف في سماء الفخا / ر يحسبه الفرقد الفرقدا
وبذل قريب من السائلي / ن عم الأقار ب والأبعدا
وبعد فيا اسمح العالمي / ن نفسا وأزكاهم محتدا
أزف إليك الثناء الذي / يكون لتاج الثنا معقدا
إذا أنشدوه غدا تحفة / لشاد شدا ولحاد حدا
تدل عليك إشاراته / بأنك غمر الندى والردا
فعيد على ر غم أنف الحسو / د بالسعد يا خير من عيدا
وأهيف حلو اللمى أغيد
وأهيف حلو اللمى أغيد / هواي وهجرانه سومدُ
مليح تثنيه بي غلة / بغير ثناياه ما تبردُ
بعيد المزار ولكنه / قريب من القلب يبعدُ
كأن قلائده والعقود / على جيد جارية تعقدُ
إذا قام أقعده ردفه / فعندي المقيم له المقعدُ
عفا الله عن شادن أحور / جفا فجفوني ما ترقدُ
إذا سل من لحظه صارما / ففي قلب عاشقه يغمدُ
وإن هز اسمر أعطافه / شهدت بأني مستشهدُ
فجمرة وجدي به ما تذوب / وعبرة عيني ما تجمدُ
بدا بعذار له أخضر / بياض نهاري به أسود
وورد له مذ حماني جناه / فواكف دمعي له موردُ
فكيف التصبر من بعد ما / ثنى جيده الرشا الأجيدُ
سقى عهده بمغاني اللوى / وأبرقه مبرق مرعدُ
عشية شيطان ذاك الهوى / مريد وخد الصبا أمردُ
وروضات عيشي مطلولة / وأغصان لهوى بها ميدُ
عشبة أروى تروّي الغليل / وسعدي بزورتها تسعدُ
ملثّ إذا دام تهتانه / على جلمد أورق الجلمدُ
كجود أبي الفضل ذاك الذى / فواضل كفيه لا تجحدُ
هو الملك الصاحبي الذي / ملوك الزمان له أعبدُ
هو النجد المنجد المستما / ح واليقظ السيد الأيّدُ
سما مجده في سماء العلى / فها هو للفرقد الفرقدُ
إلى فخره يتناهى الفخار / وسؤدده ينتمي السؤددُ
هو البحر جوهره العارفا / ت والبدر أبرجه الأسعدُ
فقاصده بالغنى ظافر / وحاسده بالردى مقصدُ
وصدر يؤيده عزمة / وصدر المثقف والأجردُ
حرى ببذل السدى والندى / جرى ونار الوغى توقدُ
إذا زبدا كان جدوى سواه / فيا حبذا بحره المزبدُ
على ابن علي قصرت المديح / فما كل مقتصد يقصدُ
ووحّدت فيه الثّناء الجمي / ل علما بأَن الفتى أوحدُ
فيا شرف الحضرتين استمع / ثناء براهينه تشهدُ
بأنبي رب القريض الذي / قوافيه طوعا له تسجدُ
لئن كنت أجود قُوّالِهِ / فإنك من حاتم أجودُ
وها أنا من جاهه واللّهى / مريش وإن حسد الحسدُ
بقيت ولا زلت سامي العلى / تزيد سماحا وتُسترفدُ