المجموع : 4
أبِلاغور تشتاقُ تلك النجودا
أبِلاغور تشتاقُ تلك النجودا / رَميتَ بقلبكَ مَرمىً بعيدا
وفَيتَ فكيف رأيتَ الوفاءَ / يُذِلّ العزيزَ ويُضوِي الجليدا
أفي كلّ دارٍ تمرُّ العهودُ / عليك ولم تنس منها العهودا
فؤادٌ أسيرٌ ولا يفتدي / وجفنٌ قتيلُ البكا ليس يُودَى
سهرنا ببابلَ للنائمي / ن عمّا نقاسي بنجدٍ رقودا
من العربيّات شمسٌ تعودُ / بأحرارِ فارسَ مثلي عبيدا
إذا قومُها افتخروا بالوفا / ءِ والجود ظَلَّتْ ترى البخلَ جودا
ولو أنهم يحفظون الجِوا / رَ رَدُّو عليَّ فؤاداً طريدا
نعم جَمَعَ اللّه يا من هَوِيتُ / وصَدَّ عليك الهوى والصدودا
رنَتْ عينُه ورأت مَقتَلي / فوَّقها ورماني سديدا
قلوبُ الغواني حديدٌ يقالُ / وقلبك نارٌ تذيبُ الحديدا
سأَجري مع الناس في شوطهم / فَعالاً بغيضاً وقولاً وديدا
أُغَرّ بِبشْرِ أخي في اللقا / ءِ لو تبعَ الغيثُ تلك الرعودا
ويُعجبني الماء في وجهه / وفي قلبه الغِلُّ يُذكِي وَقودا
مُريبون أوسعُهم حجّةً / وعذراً معي مَن يكون الحسودا
وَحَأدِ فلستَ ترى المستري / حَ في الناس من لا تراه الوحيدا
وحازت سجايا ابن عبد الرحيم / ثناءً كسؤدُده لن يبيدا
ومدحاً إذا مات مجدُ الرجا / ل أعطى الذي سار فيه الخلودا
تمهَّدَ من فارسٍ ذِروةً / تُحَطُّ المجرّة عنها صعودا
مكانةَ لا تسنفزُّ العيو / بُ فخراً ولا يغمِزُ اللؤمُ عودا
تشابَهَ عِرْقٌ وأغصانُهُ / كما بدىءَ المجدُ فيهم أُعيدا
فعُدَّ الكواكبَ منهم بنينَ / وعُدَّ الأهاضيبَ منهم جدودا
سَعَدتُ بحبّك لو أنني / لحظِّي منك رُزِقتُ السعودا
إلامَ توانٍ يُميتُ الوفاءَ / وعندي ضمانٌ يَحُلُّ العقودا
ونقصُ اهتمامٍ أُرَى مُكْرَهاً / لجودك من أجله مستزيدا
أَما آن للعادة المرتضا / ةِ من رحبِ صدرِك لي أن تعودا
ولو لم يكن ماءُ وجهي يذوبُ / بها ثمناً لم يَرُعنِي جمودا
أمانٍ صدرنَ بِطاناً وعدنَ / خمائصَ ممّا رَعَيْن الوعودا
إلى اللّه محتَسباً عنده / بعثتُ هوىً مات فيكم شهيدا
على ذاك ما قصُرتْ دولة / فطاولْ زمانَك بيضاً وسُودا
ولا تبرحنَّ بشعري عليك / عرائسُ يُجْلَيْنَ هِيفاً وغِيدا
تَخالُ اليمانيَّ حاك البرودَ / إذا أنا قصَّدت منها القصيدا
ولي كلَّ عيدٍ بها وقفةٌ / أناشدُ عَطفَك فيها نشيدا
تهانٍ يَغصُّ التقاضي بها / فهل أنا لا أتقاضاك عيدا
تَظُنُّ لياليَنا عُوَّدا
تَظُنُّ لياليَنا عُوَّدا / على العهد من بُرقَتَيْ ثَهمَدا
وهل خبرُ الطيفِ من بعدهم / إذا طاب يصدُقُك المَوعِدا
ويا صاحبيِ أين وجهُ الصباح / وأين غدٌ صِفْ لعيني غدا
أسدُّوا مَسارحَ ليل العرا / ق أم صبغوا فجرَه أَسودا
وخلفَ الضلوعِ زفيرٌ أبَى / وقد بَرَدَ الليلُ أن يبرُدا
خليليَّ لي حاجةٌ ما أخفَّ / برامةَ لو حَمَلتْ مُسعِدا
أريدُ لِتُكتَمَ وابن الأرا / ك يفضحُها كلّما غرَّدا
وبالرمل سارقةُ المقلتي / ن تَكْحُل أجفانُها المِروَدا
إذا هُصِرتْ هُصرتْ بانةً / وإن سئلتْ سئلتْ جَلمدا
أُحبّ وإن أخصبَ الحاضرون / بباديةِ الرمل أن أَخلُدا
وأهوى الظباءَ لأمّ البنينَ / بما تُشبهُ الرشأَ الأغيدا
وعِيناً يرِدنَ لصابَ الغويرِ / بأنقَعَ من مائه للصدَى
فليت وشَيبْي بحامِ العذارِ / زمانَ الغضا عاد لي أمردا
ويا قلبُ قبلكَ ضلَّ القلو / بُ لو كنت أملك أن تُنشَدا
أرى كبدي قُسِمت شُقَّتيْن / مع الشوق غَوَّر أو أنجدا
فبالنَّعفِ ضائعةٌ شُعْبَةٌ / وأخرى بمَيسانَ ما أبعدا
وما خلتُ لي واسطاً عُقْلةً / تعلِّم نومِيَ أن يَشرُدا
ولا أنني أستشمّ الجَنو / بَ أطيبَ ريحيَ أو بَرَّدا
وأطرحُ منحدِراً ناظري / لها أبتغي رفدَها المُصعِدا
وأحمَدُ من نشرها أنه / إذا هبّ مثَّلَ لي أحمدا
ولا كنتُ قبلَكِ في حاجةٍ / لتحمِلَ عُنْقي لريح يدا
أسألكَ دجلةَ تَجري به / محايِدةً موجَها المُزبِدا
صُهابيَّةُ اللون قاريَّةٌ / تخالف صبغتُها المولدا
تَحِنّ وما سمعتْ في الظلا / م غيرَ غناء النَّواتي حُدا
لها رَسَنٌ في يمين الشَّمال / إذا ضل قائفُ أرضٍ هَدَى
تحمَّلْ سلمتَ على المهلكاتِ / وساقَ لك اللّهُ أن تَرشُدا
رسائلَ عنّي تُقيم الجُموحَ / وتستعطف العُنُقَ الأصيدا
أجيرانَنا أمسِ جار الفرا / قُ بيني وبينكُمُ واعتدى
جفا المضجَعَ السَّبْطَ جنبي لكم / مُحافَظةً ونفَآ المَرقَدا
وأوحشتُمُ ربعَ أُنسي فعاد / يُهدِّم بانيهِ ما شَيَّدا
وفاجأني بينُكُمْ بغتةً / ولم أك للبين مستعدِدا
ففي جَسدي ليس في جُبَّتي / نوافذُ ما سلَّ أو سَدَّدا
تمنتك عيني وقلبي يَراك / بشوقِيَ حاشاك أن تُفقَدا
كَأنّيَ سُرعةَ ما فُتني / عدمتُك من قبلِ أن تُوجَدا
لئن نازعتْني يدُ الملك فيك / فلم أستطع بدفاعٍ يدا
فحظٌّ عساه وإن ساءني / يكون بما سرَّني أعوَدا
دعوك لتعدِلَ مَيْلَ الزمانِ / ويُصلحَ رأيُك ما أفسَدا
يسومون كفَّك سَبْر الجراح / وقد أخَذتْ في العظام المُدَى
سيُبصر مستقرِباً من دعا / ك موضعَ تفريطِه مُبعَدا
ويعلم كيف انجفالُ الخطوب / إذا سُلَّ منك الذي أُغمِدا
وإن كان منكِبُه منجِبا / درى أيَّ صَمصامةٍ قُلِّدا
وقبلك لو أثلتَ الفرقدي / ن خابطُ عشوائهم ما اهتدى
ولما رأوك أمام الرعي / لِ ألقَوا إلى عُنْقك المِقوَدا
وأدنَوا لحمل المهمّات من / ك بَزلاءَ عِجْلِزَةً جَلْعَدا
إذا ثقُلَ الحِملُ قامت به / وإن ظَلعتْ نهضَتْ أجلدا
تكون لراكبها ما استقا / م دون خِطار الفيافي فِدَى
وتُضحي على الخِمْس لا تستري / بُ عَجرفَةً أن تَرى المَورِدا
تُطيعُ اللسانَ فإن عوسرتْ / أثاروا بها الأسَدَ المُلبِدا
إذا ما الفتى لم تَجِدْ نفسُه / بهمّتها في العلا مَصْعَدا
سوى غلَطِ الحظِّ أو أن يُعَ / دَّ في قومه نَسَباً قُعدُدا
فللّه أنت ابنُ نفسٍ سمتْ / لغايتها قبلَ أن تُولَدا
إذا خُيِّر اختار إحدى اثنتي / ن إمّا العَلاء وإما الرَّدى
كأني أراك وقد زاحموا / بك الشمسَ إذ عزلوا الفَرقدا
وخاطوا النجومَ قميصاً عليك / ولاثوا السحابَ مكانَ الرِّدا
وصانوك عن خرقٍ في الحلى / فحلَّوا طُلى خيلك العَسجدا
وإن أخلَق الدهرُ ألقابَهم / بما كرّ منها وما ردَّدا
رضُوا باختيارِيَ أن أَصطفي / لك اللّقبَ الصادقَ المُفردَا
فكنَّيتُ نفسَك أمَّ العلاء / وسمّيتُ كفّك قطرَ النَّدى
وهل سمعوا في اختلاف اللغات / بلجَّة بحرٍ تُسمَّى يدا
مُنىً فيك بلَّتْ يدي منذُ شِمْ / تُ عارضَها المُبرقَ المُرعِدا
فَتَمَّ فراغُ عهودي فقد / أمِنتُك من قبلِ أن تَعهَدا
فلا ترمينَّ بحقِّي ورا / ء ظهرِ النسيئة مُلقىً سُدى
ولا يَشغلَنَّكَ عِزُّ الوُلا / ة عن حُرُماتي وبعدُ المَدَى
فليس الوفيُّ المُراعي القريبَ / ولكنَّه من رَعَى الأبعدا
تحلَّيتُ طَعمةَ عيشي المري / ر يومَ لقيتُك مسترغِدا
وأيقنتُ أن زماني يص / ير عبدِيَ مذ صرتَ لي سيِّدا
وأَصبح من كان يقَو عَليَّ / وغايتُه فيَّ أن يَحسُدا
وقد كنتُ أصعبَ من أن أصا / دَ رأساً وأعوزَ أن أُوجَدا
إذا استام ودِّيَ أو مدحتي / فتىً رام أخنسَ مستطرِدا
يفالتُ قَطْعاً حبالَ القنيِص / يَرَى كلَّ موطنه مَشرَدا
فآنستني بمديح الرجال / وذلّلتَني لقبول الجَدا
ولو راض خلقُك لؤمَ الزمان / لعلَّمه المجدَ والسؤددا
فما أمكنَ القولُ فاسمع أُزِرْك / قوافِيَ بادئةً عُوَّدا
قواضيَ حقِّ الندَى والودا / دِ مثنىً تؤمك أو مَوْحَدا
إذا أكلَ الدهرُ أعواضَها / من المال عمَّرها سَرمدا
لو اسطاع سامعُ أبياتها / إذا قام راوٍ بها منشِدا
لصيَّر أبياتَها سُبحةً / ومثَّلَ قِرطاسَها مَسجِدا
مهنِّئةً أبداً من علاك / بما استأنفَ الحظُّ أو جدَّدا
وبالصوم والعيدِ حتى تكو / نَ آخرَ من صام أو عيَّدا
وحتى تُرَى واحداً باقياً / كما كنتَ في دهرنا أوحدا
وخرقاءَ مُعرِقةٍ في الضلا
وخرقاءَ مُعرِقةٍ في الضلا / ل شاقك في القَصد إرشادُها
إذا سُقيتْ فبما أُطعِمَتْ / مرنَّقة ماؤها زادُها
وإن رَشَفَتْ ريقَها ألسُنٌ / وقاءَتْ ففي القيءِ أكبادُها
تقَطَّع منها فلا تَرعوِي / وتُعدَى بها وهي عُوّادُها
ترى زوجَها أبداً فوقها / ومن غيرهِ جاء أولادُها
بكى النارَ سَتْراً على المَوْقِدِ
بكى النارَ سَتْراً على المَوْقِدِ / وغار يغالطُ في المُنجِدِ
أحبَّ وصان فَورَّى هوىً / أضلَّ وخاف فلم يَنشُد
بعيد الإصاخة عن عاذلٍ / غنيُّ التفرّدِ عن مُسعدِ
حمولٌ على القلب وهو الضعيفُ / صبورٌ عن الماء وهو الصَّدِي
وقورٌ وما الخُرقُ من حازمٍ / متى ما يَرُحْ شيبُه يغتدي
ويا قلبُ إن قادك الغانياتُ / فكم رسَنٍ فيك لم ينقدِ
أفقْ فكأني بها قد أُمِرَّ / بأفواهها العذْبُ من مَوْردي
وسُوِّدَ ما ابيضَّ من ودّها / بما بيّض الدهرُ من أَسودي
وما الشيبُ أولُ غدرِ الزمان / بَلَى من عوائده العوَّدِ
لَحَا اللّهُ حظِّيَ كم لا يجودُ / بما أَستحقّ وكم أَجتدى
وكم أتعلَّلُ عيشَ السقيم / أذمِّمُ يومي وأرجُو غدي
لئن نام دهرِيَ دون المُنَى / وأصبح عن نَيلها مُقعِدي
ولم أك أحمَدُ أفعالَه / فلي أُسوةٌ ببني أحمدِ
بخير الورى وبني خيرِهم / إذا وَلَدُ الخيرِ لم يُولَدِ
وأكرمِ حيٍّ على الأرض قام / ومَيْتٍ توسّد في مَلحَدِ
وبيتٍ تَقاصَرُ عنه البيوتُ / وطال عَليّاً على الفرقَدِ
تحومُ الملائكُ من حولِهِ / ويُصبحُ للوَحْيِ دارَ النَّدِي
ألا سَلْ قريشاً ولُمْ منهُمُ / من استوجبَ اللومَ أو فنِّدِ
وقل ما لكم بعد طول الضلا / ل لم تشكروا نعمة المرشدِ
أتاكم على فَترةٍ فاستقام / بكم جائرين عن المَقصدِ
وولَّى حميداً إلى ربّه / ومَن سَنَّ ما سنَّهُ يُحمَدِ
وقد جعلَ الأمرَ من بعده / لحيدَرَ بالخبر المُسنَدِ
وسمَّاه مولىً بإقرارِ مَنْ / لو اتَّبعَ الحقَّ لم يَجْحَدِ
فملتم بها حسدَ الفضل عنه / ومن يكُ خيرَ الورى يُحسَدِ
وقلتم بذاك قضى الاجتماعُ / ألا إنما الحقُّ للمفرَدِ
يعزُّ على هاشمٍ والنبيِّ / تلاعُبُ تَيْمٍ بها أو عَدِي
وإرثُ عليٍّ لأولاده / إذا آيةُ الإرثِ لم تُفسَد
فمن قاعدٍ منهُمُ خائف / ومِن ثائرٍ قامَ لم يُسعَدِ
تَسلَّطُ بغياً أكفُّ النفا / ق منهم على سيِّدٍ سيِّدِ
وما صُرِفوا عن مقام الصلاةِ / ولا عُنِّفوا في بُنَى المسجِدِ
أبوهم وأمهُمُ مَن علم / تَ فانقُصْ مَفاخِرَهم أو زِدِ
أرى الدِّينَ من بعدِ يومِ الحسين / عليلاً له الموتُ بالمَرصدِ
وما الشِّرك للّه من قبله / إذا أنت قستَ بمستبعَدِ
وما آل حربٍ جَنَوا إنما / أعادوا الضلال على من بُدِي
سيعلم مَن فاطمٌ خصمُهُ / بأيّ نكالٍ غداً يرتدي
ومَنْ ساءَ أحمدَ يا سِبطَهُ / فباءَ بقتلك ماذا يدي
فداؤك نفسي ومَنْ لي بذا / ك لو أن مولىً بعبدٍ فُدِي
ولَيتَ دمي ما سَقَى الأرضَ منك / يقوتُ الرَّدَى وأكون الرَّدِي
وليتَ سَبقتُ فكنتُ الشهيدَ / أمامَك يا صاحبَ المَشهَدِ
عسى الدهرُ يَشفِي غداً من عدا / ك قلبَ مَغيظٍ بهم مُكمَدِ
عسى سطوةُ الحقّ تعلو المُحالَ / عسى يُغلَبُ النقصُ بالسؤدُدِ
وقد فعَلَ اللّهُ لكنني / أرى كبِدي بعدُ لم تبرُدِ
بسمعي لقائمكم دعوةٌ / يُلبِّي لها كلُّ مستنجَدِ
أنا العبدُ وَالاَكُمُ عَقدُهُ / إذا القولُ بالقلبِ لم يُعقَدِ
وفيكم ودادي ودِيني معاً / وإن كان في فارسٍ مولدي
خَصَمْتُ ضلالي بكم فاهتديتُ / ولولاكُمُ لم أكن أهتدي
وجردتموني وقد كنتُ في / يد الشِّرك كالصارم المغمَدِ
ولا زال شعرِيَ من نائحٍ / يُنَقَّل فيكم إلى مُنشِدِ
وما فاتني نصرُكم باللسان / إذا فاتني نصرُكم باليدِ