القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مِهْيار الدَّيْلمِي الكل
المجموع : 4
أبِلاغور تشتاقُ تلك النجودا
أبِلاغور تشتاقُ تلك النجودا / رَميتَ بقلبكَ مَرمىً بعيدا
وفَيتَ فكيف رأيتَ الوفاءَ / يُذِلّ العزيزَ ويُضوِي الجليدا
أفي كلّ دارٍ تمرُّ العهودُ / عليك ولم تنس منها العهودا
فؤادٌ أسيرٌ ولا يفتدي / وجفنٌ قتيلُ البكا ليس يُودَى
سهرنا ببابلَ للنائمي / ن عمّا نقاسي بنجدٍ رقودا
من العربيّات شمسٌ تعودُ / بأحرارِ فارسَ مثلي عبيدا
إذا قومُها افتخروا بالوفا / ءِ والجود ظَلَّتْ ترى البخلَ جودا
ولو أنهم يحفظون الجِوا / رَ رَدُّو عليَّ فؤاداً طريدا
نعم جَمَعَ اللّه يا من هَوِيتُ / وصَدَّ عليك الهوى والصدودا
رنَتْ عينُه ورأت مَقتَلي / فوَّقها ورماني سديدا
قلوبُ الغواني حديدٌ يقالُ / وقلبك نارٌ تذيبُ الحديدا
سأَجري مع الناس في شوطهم / فَعالاً بغيضاً وقولاً وديدا
أُغَرّ بِبشْرِ أخي في اللقا / ءِ لو تبعَ الغيثُ تلك الرعودا
ويُعجبني الماء في وجهه / وفي قلبه الغِلُّ يُذكِي وَقودا
مُريبون أوسعُهم حجّةً / وعذراً معي مَن يكون الحسودا
وَحَأدِ فلستَ ترى المستري / حَ في الناس من لا تراه الوحيدا
وحازت سجايا ابن عبد الرحيم / ثناءً كسؤدُده لن يبيدا
ومدحاً إذا مات مجدُ الرجا / ل أعطى الذي سار فيه الخلودا
تمهَّدَ من فارسٍ ذِروةً / تُحَطُّ المجرّة عنها صعودا
مكانةَ لا تسنفزُّ العيو / بُ فخراً ولا يغمِزُ اللؤمُ عودا
تشابَهَ عِرْقٌ وأغصانُهُ / كما بدىءَ المجدُ فيهم أُعيدا
فعُدَّ الكواكبَ منهم بنينَ / وعُدَّ الأهاضيبَ منهم جدودا
سَعَدتُ بحبّك لو أنني / لحظِّي منك رُزِقتُ السعودا
إلامَ توانٍ يُميتُ الوفاءَ / وعندي ضمانٌ يَحُلُّ العقودا
ونقصُ اهتمامٍ أُرَى مُكْرَهاً / لجودك من أجله مستزيدا
أَما آن للعادة المرتضا / ةِ من رحبِ صدرِك لي أن تعودا
ولو لم يكن ماءُ وجهي يذوبُ / بها ثمناً لم يَرُعنِي جمودا
أمانٍ صدرنَ بِطاناً وعدنَ / خمائصَ ممّا رَعَيْن الوعودا
إلى اللّه محتَسباً عنده / بعثتُ هوىً مات فيكم شهيدا
على ذاك ما قصُرتْ دولة / فطاولْ زمانَك بيضاً وسُودا
ولا تبرحنَّ بشعري عليك / عرائسُ يُجْلَيْنَ هِيفاً وغِيدا
تَخالُ اليمانيَّ حاك البرودَ / إذا أنا قصَّدت منها القصيدا
ولي كلَّ عيدٍ بها وقفةٌ / أناشدُ عَطفَك فيها نشيدا
تهانٍ يَغصُّ التقاضي بها / فهل أنا لا أتقاضاك عيدا
تَظُنُّ لياليَنا عُوَّدا
تَظُنُّ لياليَنا عُوَّدا / على العهد من بُرقَتَيْ ثَهمَدا
وهل خبرُ الطيفِ من بعدهم / إذا طاب يصدُقُك المَوعِدا
ويا صاحبيِ أين وجهُ الصباح / وأين غدٌ صِفْ لعيني غدا
أسدُّوا مَسارحَ ليل العرا / ق أم صبغوا فجرَه أَسودا
وخلفَ الضلوعِ زفيرٌ أبَى / وقد بَرَدَ الليلُ أن يبرُدا
خليليَّ لي حاجةٌ ما أخفَّ / برامةَ لو حَمَلتْ مُسعِدا
أريدُ لِتُكتَمَ وابن الأرا / ك يفضحُها كلّما غرَّدا
وبالرمل سارقةُ المقلتي / ن تَكْحُل أجفانُها المِروَدا
إذا هُصِرتْ هُصرتْ بانةً / وإن سئلتْ سئلتْ جَلمدا
أُحبّ وإن أخصبَ الحاضرون / بباديةِ الرمل أن أَخلُدا
وأهوى الظباءَ لأمّ البنينَ / بما تُشبهُ الرشأَ الأغيدا
وعِيناً يرِدنَ لصابَ الغويرِ / بأنقَعَ من مائه للصدَى
فليت وشَيبْي بحامِ العذارِ / زمانَ الغضا عاد لي أمردا
ويا قلبُ قبلكَ ضلَّ القلو / بُ لو كنت أملك أن تُنشَدا
أرى كبدي قُسِمت شُقَّتيْن / مع الشوق غَوَّر أو أنجدا
فبالنَّعفِ ضائعةٌ شُعْبَةٌ / وأخرى بمَيسانَ ما أبعدا
وما خلتُ لي واسطاً عُقْلةً / تعلِّم نومِيَ أن يَشرُدا
ولا أنني أستشمّ الجَنو / بَ أطيبَ ريحيَ أو بَرَّدا
وأطرحُ منحدِراً ناظري / لها أبتغي رفدَها المُصعِدا
وأحمَدُ من نشرها أنه / إذا هبّ مثَّلَ لي أحمدا
ولا كنتُ قبلَكِ في حاجةٍ / لتحمِلَ عُنْقي لريح يدا
أسألكَ دجلةَ تَجري به / محايِدةً موجَها المُزبِدا
صُهابيَّةُ اللون قاريَّةٌ / تخالف صبغتُها المولدا
تَحِنّ وما سمعتْ في الظلا / م غيرَ غناء النَّواتي حُدا
لها رَسَنٌ في يمين الشَّمال / إذا ضل قائفُ أرضٍ هَدَى
تحمَّلْ سلمتَ على المهلكاتِ / وساقَ لك اللّهُ أن تَرشُدا
رسائلَ عنّي تُقيم الجُموحَ / وتستعطف العُنُقَ الأصيدا
أجيرانَنا أمسِ جار الفرا / قُ بيني وبينكُمُ واعتدى
جفا المضجَعَ السَّبْطَ جنبي لكم / مُحافَظةً ونفَآ المَرقَدا
وأوحشتُمُ ربعَ أُنسي فعاد / يُهدِّم بانيهِ ما شَيَّدا
وفاجأني بينُكُمْ بغتةً / ولم أك للبين مستعدِدا
ففي جَسدي ليس في جُبَّتي / نوافذُ ما سلَّ أو سَدَّدا
تمنتك عيني وقلبي يَراك / بشوقِيَ حاشاك أن تُفقَدا
كَأنّيَ سُرعةَ ما فُتني / عدمتُك من قبلِ أن تُوجَدا
لئن نازعتْني يدُ الملك فيك / فلم أستطع بدفاعٍ يدا
فحظٌّ عساه وإن ساءني / يكون بما سرَّني أعوَدا
دعوك لتعدِلَ مَيْلَ الزمانِ / ويُصلحَ رأيُك ما أفسَدا
يسومون كفَّك سَبْر الجراح / وقد أخَذتْ في العظام المُدَى
سيُبصر مستقرِباً من دعا / ك موضعَ تفريطِه مُبعَدا
ويعلم كيف انجفالُ الخطوب / إذا سُلَّ منك الذي أُغمِدا
وإن كان منكِبُه منجِبا / درى أيَّ صَمصامةٍ قُلِّدا
وقبلك لو أثلتَ الفرقدي / ن خابطُ عشوائهم ما اهتدى
ولما رأوك أمام الرعي / لِ ألقَوا إلى عُنْقك المِقوَدا
وأدنَوا لحمل المهمّات من / ك بَزلاءَ عِجْلِزَةً جَلْعَدا
إذا ثقُلَ الحِملُ قامت به / وإن ظَلعتْ نهضَتْ أجلدا
تكون لراكبها ما استقا / م دون خِطار الفيافي فِدَى
وتُضحي على الخِمْس لا تستري / بُ عَجرفَةً أن تَرى المَورِدا
تُطيعُ اللسانَ فإن عوسرتْ / أثاروا بها الأسَدَ المُلبِدا
إذا ما الفتى لم تَجِدْ نفسُه / بهمّتها في العلا مَصْعَدا
سوى غلَطِ الحظِّ أو أن يُعَ / دَّ في قومه نَسَباً قُعدُدا
فللّه أنت ابنُ نفسٍ سمتْ / لغايتها قبلَ أن تُولَدا
إذا خُيِّر اختار إحدى اثنتي / ن إمّا العَلاء وإما الرَّدى
كأني أراك وقد زاحموا / بك الشمسَ إذ عزلوا الفَرقدا
وخاطوا النجومَ قميصاً عليك / ولاثوا السحابَ مكانَ الرِّدا
وصانوك عن خرقٍ في الحلى / فحلَّوا طُلى خيلك العَسجدا
وإن أخلَق الدهرُ ألقابَهم / بما كرّ منها وما ردَّدا
رضُوا باختيارِيَ أن أَصطفي / لك اللّقبَ الصادقَ المُفردَا
فكنَّيتُ نفسَك أمَّ العلاء / وسمّيتُ كفّك قطرَ النَّدى
وهل سمعوا في اختلاف اللغات / بلجَّة بحرٍ تُسمَّى يدا
مُنىً فيك بلَّتْ يدي منذُ شِمْ / تُ عارضَها المُبرقَ المُرعِدا
فَتَمَّ فراغُ عهودي فقد / أمِنتُك من قبلِ أن تَعهَدا
فلا ترمينَّ بحقِّي ورا / ء ظهرِ النسيئة مُلقىً سُدى
ولا يَشغلَنَّكَ عِزُّ الوُلا / ة عن حُرُماتي وبعدُ المَدَى
فليس الوفيُّ المُراعي القريبَ / ولكنَّه من رَعَى الأبعدا
تحلَّيتُ طَعمةَ عيشي المري / ر يومَ لقيتُك مسترغِدا
وأيقنتُ أن زماني يص / ير عبدِيَ مذ صرتَ لي سيِّدا
وأَصبح من كان يقَو عَليَّ / وغايتُه فيَّ أن يَحسُدا
وقد كنتُ أصعبَ من أن أصا / دَ رأساً وأعوزَ أن أُوجَدا
إذا استام ودِّيَ أو مدحتي / فتىً رام أخنسَ مستطرِدا
يفالتُ قَطْعاً حبالَ القنيِص / يَرَى كلَّ موطنه مَشرَدا
فآنستني بمديح الرجال / وذلّلتَني لقبول الجَدا
ولو راض خلقُك لؤمَ الزمان / لعلَّمه المجدَ والسؤددا
فما أمكنَ القولُ فاسمع أُزِرْك / قوافِيَ بادئةً عُوَّدا
قواضيَ حقِّ الندَى والودا / دِ مثنىً تؤمك أو مَوْحَدا
إذا أكلَ الدهرُ أعواضَها / من المال عمَّرها سَرمدا
لو اسطاع سامعُ أبياتها / إذا قام راوٍ بها منشِدا
لصيَّر أبياتَها سُبحةً / ومثَّلَ قِرطاسَها مَسجِدا
مهنِّئةً أبداً من علاك / بما استأنفَ الحظُّ أو جدَّدا
وبالصوم والعيدِ حتى تكو / نَ آخرَ من صام أو عيَّدا
وحتى تُرَى واحداً باقياً / كما كنتَ في دهرنا أوحدا
وخرقاءَ مُعرِقةٍ في الضلا
وخرقاءَ مُعرِقةٍ في الضلا / ل شاقك في القَصد إرشادُها
إذا سُقيتْ فبما أُطعِمَتْ / مرنَّقة ماؤها زادُها
وإن رَشَفَتْ ريقَها ألسُنٌ / وقاءَتْ ففي القيءِ أكبادُها
تقَطَّع منها فلا تَرعوِي / وتُعدَى بها وهي عُوّادُها
ترى زوجَها أبداً فوقها / ومن غيرهِ جاء أولادُها
بكى النارَ سَتْراً على المَوْقِدِ
بكى النارَ سَتْراً على المَوْقِدِ / وغار يغالطُ في المُنجِدِ
أحبَّ وصان فَورَّى هوىً / أضلَّ وخاف فلم يَنشُد
بعيد الإصاخة عن عاذلٍ / غنيُّ التفرّدِ عن مُسعدِ
حمولٌ على القلب وهو الضعيفُ / صبورٌ عن الماء وهو الصَّدِي
وقورٌ وما الخُرقُ من حازمٍ / متى ما يَرُحْ شيبُه يغتدي
ويا قلبُ إن قادك الغانياتُ / فكم رسَنٍ فيك لم ينقدِ
أفقْ فكأني بها قد أُمِرَّ / بأفواهها العذْبُ من مَوْردي
وسُوِّدَ ما ابيضَّ من ودّها / بما بيّض الدهرُ من أَسودي
وما الشيبُ أولُ غدرِ الزمان / بَلَى من عوائده العوَّدِ
لَحَا اللّهُ حظِّيَ كم لا يجودُ / بما أَستحقّ وكم أَجتدى
وكم أتعلَّلُ عيشَ السقيم / أذمِّمُ يومي وأرجُو غدي
لئن نام دهرِيَ دون المُنَى / وأصبح عن نَيلها مُقعِدي
ولم أك أحمَدُ أفعالَه / فلي أُسوةٌ ببني أحمدِ
بخير الورى وبني خيرِهم / إذا وَلَدُ الخيرِ لم يُولَدِ
وأكرمِ حيٍّ على الأرض قام / ومَيْتٍ توسّد في مَلحَدِ
وبيتٍ تَقاصَرُ عنه البيوتُ / وطال عَليّاً على الفرقَدِ
تحومُ الملائكُ من حولِهِ / ويُصبحُ للوَحْيِ دارَ النَّدِي
ألا سَلْ قريشاً ولُمْ منهُمُ / من استوجبَ اللومَ أو فنِّدِ
وقل ما لكم بعد طول الضلا / ل لم تشكروا نعمة المرشدِ
أتاكم على فَترةٍ فاستقام / بكم جائرين عن المَقصدِ
وولَّى حميداً إلى ربّه / ومَن سَنَّ ما سنَّهُ يُحمَدِ
وقد جعلَ الأمرَ من بعده / لحيدَرَ بالخبر المُسنَدِ
وسمَّاه مولىً بإقرارِ مَنْ / لو اتَّبعَ الحقَّ لم يَجْحَدِ
فملتم بها حسدَ الفضل عنه / ومن يكُ خيرَ الورى يُحسَدِ
وقلتم بذاك قضى الاجتماعُ / ألا إنما الحقُّ للمفرَدِ
يعزُّ على هاشمٍ والنبيِّ / تلاعُبُ تَيْمٍ بها أو عَدِي
وإرثُ عليٍّ لأولاده / إذا آيةُ الإرثِ لم تُفسَد
فمن قاعدٍ منهُمُ خائف / ومِن ثائرٍ قامَ لم يُسعَدِ
تَسلَّطُ بغياً أكفُّ النفا / ق منهم على سيِّدٍ سيِّدِ
وما صُرِفوا عن مقام الصلاةِ / ولا عُنِّفوا في بُنَى المسجِدِ
أبوهم وأمهُمُ مَن علم / تَ فانقُصْ مَفاخِرَهم أو زِدِ
أرى الدِّينَ من بعدِ يومِ الحسين / عليلاً له الموتُ بالمَرصدِ
وما الشِّرك للّه من قبله / إذا أنت قستَ بمستبعَدِ
وما آل حربٍ جَنَوا إنما / أعادوا الضلال على من بُدِي
سيعلم مَن فاطمٌ خصمُهُ / بأيّ نكالٍ غداً يرتدي
ومَنْ ساءَ أحمدَ يا سِبطَهُ / فباءَ بقتلك ماذا يدي
فداؤك نفسي ومَنْ لي بذا / ك لو أن مولىً بعبدٍ فُدِي
ولَيتَ دمي ما سَقَى الأرضَ منك / يقوتُ الرَّدَى وأكون الرَّدِي
وليتَ سَبقتُ فكنتُ الشهيدَ / أمامَك يا صاحبَ المَشهَدِ
عسى الدهرُ يَشفِي غداً من عدا / ك قلبَ مَغيظٍ بهم مُكمَدِ
عسى سطوةُ الحقّ تعلو المُحالَ / عسى يُغلَبُ النقصُ بالسؤدُدِ
وقد فعَلَ اللّهُ لكنني / أرى كبِدي بعدُ لم تبرُدِ
بسمعي لقائمكم دعوةٌ / يُلبِّي لها كلُّ مستنجَدِ
أنا العبدُ وَالاَكُمُ عَقدُهُ / إذا القولُ بالقلبِ لم يُعقَدِ
وفيكم ودادي ودِيني معاً / وإن كان في فارسٍ مولدي
خَصَمْتُ ضلالي بكم فاهتديتُ / ولولاكُمُ لم أكن أهتدي
وجردتموني وقد كنتُ في / يد الشِّرك كالصارم المغمَدِ
ولا زال شعرِيَ من نائحٍ / يُنَقَّل فيكم إلى مُنشِدِ
وما فاتني نصرُكم باللسان / إذا فاتني نصرُكم باليدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025