القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إبراهيم الطَّبَطَبائيّ الكل
المجموع : 4
درى الدهراي غشمشم أردى
درى الدهراي غشمشم أردى / وأيّ شمام لهاشم هدّا
ويا هل درى أي مارنَ دقَّ / وأية كفّ أطار وزندا
أما آن للدهر أن يستردا / فيلوي وعيداً وينجز وعدا
هو الدهر لأسهمه يُتقى / وإن قيل نهنه رمى السهم عمدا
فما عاد إلا أصاب واصمي / وما كفّ إلا أعاد وأبدى
وما ناب إلا انثنى ظافرا / يحكم ظفرا وناب أحدّا
وما نحن إلا كشاء الرعاة / يروِّعُنا الموت شلّاً وطردا
وما الموت إلا كغرب الحسام / فما غبَّ إلا ليأكل غمدا
ولا بدّ للمرء من كبرة / وأنّي ولم يلف عن ذاك بدّا
وهل يُفلتُ المرء من صرعةٍ / يوسّد فيها على الترب خدّا
فليت بنات ليالي الخطو / ب تمنِّع وصلا وتمنح صدا
وأعظمُ ما هدّ ركن الجلاد / وأوهن عظماً ومزّق جلدا
وجدّد ثوب عنّا مُخلقا / واخلق ثوبَ عُلىً مستجدّا
مصاب أصاب أهيل الغري / وغار فطبَّق غورا ونجدا
رمى مضرا وقريش البطاح / وصكّ نزار العلى ومعدّا
بما رد خطبٍ دهى الخافقين / مشيباً فلم يعدُ شيباً ومردا
طوى من غوارب بحر العلوم / خضمّاً إذا جزر البحر مدّا
وما غاض حتى اكتست من ندى / يديه الأباطح شيحا ورندا
لقد فلّ مقضب شرع النبي / وقطع بالرغم للدين سردا
وأصدأ إفرند صقل الحسام / فاثكل غرب الحسام الفرندا
قضى من يرد عوادي الخطوب / ويلجم منها أقبّ ونهدا
قضى مَن إذا اعتركت رَوعةٌ / أعدّ جنانا لدى الروع جلدا
مُرمّاً يصافح وجه الثرى / بوجه كشقة بدرٍ تبدّى
وما كنت أحسب ثغر المنون / يُعلق فيه نواجذَ دردا
بيوم أطال غليل الصدور / وقلَّص عن ساق ذي الفضل بُردا
تعطل بعدك جيد العلوم / وقد كنت في منحر الفضل عقدا
فيا بدر هلا أقابل بدراً / لوجهك أم هل أطالعُ سعدا
فقدتك فقد الربيع الغمام / وقد غبّ صوبُ الغمام فاكدى
فبعدك لم استرب بالخطوب / ولست أعادي زماناً تعدى
وهل اشمخنَّ بأنف أشم / وأضمر بعدُ على الدهر حقدا
بقيتُ أخادع كيد الزمان / وأمشي على الدهر عكساً وطردا
كأني امتطيت قرى ضالع / تدحرج يطلب في السير وخدا
وكم عزة لك قعساً أبت / طلابي من مشرع الذل وردا
لعزّ على المجد أن يكثر ال / عويل بيوم بعد المجد أودى
لئن غاب بدرُ هدى نيرٌ / هدينا ببدر هدىً منه أهدى
فتى جمع الفضل أطرافه / علاءً وعلما وهزلاً وجدا
فتىً عُقمَ الدهر عن مثله / فعاش كمثل الجمانة فردا
فيا ابن المغاوير من هاشم / ضواري تضري على الزجر هدا
وضخم المناكب من زاحموا / مناط الكواكب عزا ومجدا
تراهم إذا اعترضوا في اللقا / شناخيب شمّاً صياخيد صلدا
مطاعينُ جردا مطاعيم بزلا / مواهيب عرفا مكاسيب حمدا
ردِ الصبر واعلم بأن الردى / فما اعتدّ إلا أصاب وأردى
وكفكف دموعك فهو الحمام / يمرّ فلم يبق حرّاً وعبدا
ولم ينج من سامهُ خطة / وإن جرّ مجرىً وسوّمُ جردا
ولم يبق منا على حاسر / ولا دارع أحكم الزعف شدا
وسيان منا امرء أعزل / وشاكٍ له بالسلاح استعدا
وما ضرَّ من قد مضى محرزا / أباً كعليٍّ وأحمد جدا
أخيَّ لقد فتَّ نظما شرودا
أخيَّ لقد فتَّ نظما شرودا / تلفُّ سهولَ الملا والنجودا
سبقت زيادا به وزهيرا / وكعبا وزدتَ عليهم لبيدا
أريد لأخلق فرعا جديدا / فيسبقني الأصل معنى جديدا
إذا أنكر الناسُ عرفان معنى / بديع أقمت القوافي شهودا
ولما تقلدت عقد القريض / وقلدت جيد القريض عقودا
طوت منك صحف المهارق مالو / نشرن لبيداً لعاد بليدا
قوافيَ أن فضَّ عنها الختام / تبدَّت تضوع خرائد خودا
يجود بها لك طبعٌ زجاحٌ / فينقشها كدمى القصر غيدا
جلوت لئالئ أصدافها / فحلين جيدا وعطلن جيدا
وسومتها كالجياد الوراد / تداوي وتفري حشا ووريدا
نبلت نبال كتاناتها / فشلَّت طريدا وآوت طريدا
بعثت بها مائلات اللبود / كأنك عنها انتزعت اللبودا
رميت بها البيد ملست المتون / فولَّت تجوب موامي بيدا
تسور صلالا بأقصى الحدود / لها نفثات تذيبُ الحديدا
فطوراً تكون لدانٍ نجيّاً / وطور تكون لناءٍ بريدا
سوارٍ تريك البعيد قريبا / بها وتريك القريب بعيدا
فللَه درّك من شاعر / فريدٍ ينظِم درّاً فريدا
فما زلت تلقح لفظا عقاما / يولد في الطرس معنى ولودا
محمد لو قد نشاهد عصر الش / شهيد لخلناك فيه الشهيدا
وحين أفدت الأنام بفضلٍ / عميم حسبناك فيه المفيدا
ذرِ اللوم فالعين لا ترقدُ
ذرِ اللوم فالعين لا ترقدُ / عشية عنَّ لها المرقد
أو الكاس يمزج لي صرفها / بعذب لماه الرشا الأغيد
سبى العقل أحور ساجي اللحاظ / يبيت يغازلهُ الفرقد
دع الأسد الورد من ذي الغضا / غزال الصريمة مستأسد
غزالُ غدا القلب مرعىً له / على أن دمعي له موردُ
رقيقُ حواشي الخدود الرقاق / ولكنَّ أحشاءه جلمد
تطلع يفتق أكمامه / بوجه هو الطالع الأسعد
تلفع بالغار منه الغوير / واعشب في رنده الفدفدُ
أحباي والبين ملقى الجران / على القرب بالبعد لا تبعدوا
إذا لم تجودوا بوصلٍ عدوا / فيا ربما ينفع الموعد
ويا ليتما علَّلوا المستهام / بقرب المزار وإن أبعدوا
عسى الكاس تعقب حمراءها / فيبيضُّ باللون ما سوَّدوا
وجاءت تدافع مشي القطاة
وجاءت تدافع مشي القطاة / فتاة النصارى بحرّ البرود
زرود فهلا تريح المطي / بوادي الخزامى وجنبي زرود
تخوض الجداول في زورق / يشقُّ بمسراه عذب الورود
تملّ كنائس بطريقها / لتجزي المحب بنجز الوعود
تشير سرارا بحمر الأكف / وتبدو جهاراً ببيض الخدود
تدير السلافة نشوانة / وتفترُّ عن خصر ذي برود
تحنّ إليّ حنين النياق / وتحنو عليَّ حنوَّ الولود
وتعدو تسحُّ عقيق الدموع / على النحر فوق جمان العقود
ومن طوَّق الناس إحسانه / كطوق الحمائم نعمى وجود
تزاحمت الوفد في بابه / فهم في فناه قيام قعود
ترمُّ الركاب إلى مورد / رقيق المشارب عذب الورود
فتىً ساد أقرانه سوددا / ولا عجب مثله أن يسود
ففي الحلم أحلم من أحنف / وفي المجد جاوز أقصى الحدود

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025