المجموع : 5
يا لَودّي وَالَّذي أَمضى النَوى
يا لَودّي وَالَّذي أَمضى النَوى / بَينَنا رغماً عَن الحَزم الأَشدّْ
وَالَّذي أَبلى شؤون العين بال / مرسلات وَالفؤادَ بالكمدْ
ما وَجدتُ عَنكُم من بدل / وَسلوا القَلبَ ليدري ما وَجد
ما شربت الراحَ إِلّا مزجها / من غروب مالها إِن تجر مدّ
ما تسلت مهجتي عَن حُبكم / بحبيبٍ زانَهُ حُسنُ الغيد
لا وَلا عاينت بَدراً في سَما / مثلكم إِلا اِبتَدى شَوقي وَجدّ
لا وَلا ماست بِرَوضٍ أَغصُنٌ / تَزدَهي إِلا تخيل منكَ قَد
حَسبي اللَه عَلى هَذا النَوى / ما الَّذي أَبلغه هذا الأَمد
حَبيبي إِلى كَم تُداني الأَعادي
حَبيبي إِلى كَم تُداني الأَعادي / وَتُقصي مُحبّاً بِطُول البِعادِ
وَما الصَفوُ إِلا مدامٌ وَوَصلٌ / مدامٌ وَساقٍ نَديمٌ وَنادِ
لَدى رَوضِ أُنسٍ بسوم الزُهور / تَباكَت عَلَيهِ عُيونُ الغَوادي
سها الدَهرُ عَنهُ لرب الأَماني / وَقَد نامَ فيهِ عُيونُ العَوادي
وَتلك الغُصون بدت راقصاتٍ / وَهَذي الطُيور غَدَت كَالشَوادي
يَسبِّحنَ ربّاً عَظيماً براها / وَتُبدي الرَسيسَ رَسيسَ الفُؤاد
رَعى اللَهُ هَذا اللقا وَالتَداني / لنَنسى التَنائي وَيَحلو التَنادي
وَيَخطرَ هَذا القوامُ بتيهٍ / وَتَحكُمَ بيضٌ سَمت بِالسَواد
فَخلقٌ جَميلٌ وَخَلقٌ لَطيفٌ / وَنُطقٌ وَدودٌ وَقَلبٌ كَعادي
لَهُ اللَه من ذي دَلالٍ وَعجبٍ / بَغيُّ الغَرام قَضى في رشادي
وَحيَّى بِفيه وَما فيهِ خَمرٌ / فَأَسكر لُبّي بنيل المراد
وَلمّا تجلّى تَوسَّمتُ مِنهُ / جَمالاً كَبدرٍ إِلى الأنس هادي
فَبتنا بِلَيلٍ هنيءٍ وَأُنسٍ / وَبات العَذولُ حَليفَ السهاد
شُعورُك فَوق بَياض الجَبين
شُعورُك فَوق بَياض الجَبين / صَباحٌ وَلَيلٌ يُطوّلُ وَجدي
وَخالُك فَوق احمِرار الخُدود / خويدمُ يَحرسُ جَنّاتِ وَردِ
وَدلُّك يَقضي بذلِّ اعتزازي / وَتيهُكَ يَرضى انتهاكي وَجَهدي
فَباللَهِ قُل لي بِأَيةِ حُكمٍ / تُحرّمُ وُدِّي وَتَقصدُ صَدّي
تَركتَ فُؤادي مُعَنَّىً جَواداً / وَفي العَين أَجريتَ وَكّافَ جُودي
وَهَذا وِدادي وَهَذا اشتياقي / وَهَذا جَفاكَ بِإخلاف عَهدي
أَكفُّ النَسيمِ بدرِّ الرذاذ
أَكفُّ النَسيمِ بدرِّ الرذاذ / يُحيِّي صَباحاً أَزاهرَ وَردِ
أَم الكَأسُ جال عَلَيها حَبابٌ / فراقت لعيني وَطابَت لوردي
سَعى نَحوي يهوي بذياك ساقي / شَقيقيّ خدّ وَشيجيّ قَدِّ
عَزيز يَهون عَلَيهِ افتضاحي / وَفيهِ جحيمي وَجَنّاتُ خلدي
شَربنا وَغَنّى فَأَغنى عُيوني / بحسنٍ وَأغنى فؤادي بودّ
شربنا عَلى الخَدّ وَالظل ضافٍ / عَلى الماء صافٍ عَلى الزَهر يندي
وَنلنا الأَماني بكلِّ التَهاني / وَعاد الزَمان مجيباً لقصدي
فمَن مخبرٌ عاذلي بالذي / أَباح الحَبيبُ ووَفَّى بوعدي
نعم في اللئيم يلوحُ الوفا
نعم في اللئيم يلوحُ الوفا / ولكن عليه الخنا شاهدُ
كذا الثلج يبدو لمن يجتلي / صفاء ولكنه بارد