أبرقٌ على المنحنى لائحُ
أبرقٌ على المنحنى لائحُ / امِ الزَّنْدُ أضرمَهُ القادِحَ
تألّقَ ليلاً ففاضَ على / تألُّقِهِ المدمعُ الفاضحُ
ولولا نوى الحيِّ عن لَعْلعٍ / لما طافَ بي غربُهُ الطافحُُ
أيا جيرةَ الخَيْفِ مذ بنتُمُ / لقد جدَّ هجرُكُم المازحُ
نأيتمْ فلي بعدَكمْ مقلةُ / أضر َّبها دمعُها السافحُ
أعللِّهُا بدنوِّ الديارِ / ومِن دونِه سَبْسَبٌ نازحُ
ولولا الغرامُ لما خَبَّ بي / الى أرضِها الأعيَسُ الرازحُ
ولا كان يَمزَعُ بي نحوَها / فسيحُ الخُطا جَرْشَعٌ قارحُ
لي اللّهُ مِن أضلُعٍ تَلْتَظي / بنارِ هوًى خطبُهُ فادحُ
اِذا هبَّتِ الرِّيحُ مِن نحوِها / يهيِّمُني عَزْفُها النافحُ
كأنَّ شذا العِقدِ مِن عَلْوةٍ / وقد نفحتْ سَحَراً فائحُ
ويُطرِبُني عندَ تغريدِه / على البانِ قُمريُّهُ النائحُ
لياليَ لا قُربُها مُعْوِزٌُ / ولا وجهُ اِحسانِها كالحُ
سقى نُوْرَ تلكَ الرُّبى / بالغَميمِ مُزْنٌ على تُربها دالحُ
وحيّا ثراهنَّ مِن أدمعي / على عهدِها وابلُ رائحُ
ديارُ نأى الغيدُ عن أرضِها / فعذرُ غرامي بها واضحُ
غدوتُ أُبكِّي رسومَ الديارِ / وقد لاحَ برقُ الحِمى اللامحُ
وما في الديارِ غداةَ / الرحيلِ إلا فتَّى لبُه طائحِ
يبكّي دياراً عفاها البِلى / دوارسَ ليس بها نابحُ
ويندُبُ أطلالَها الماثلاتِ / ومدمعُهُ فوقَها سافحُ
وقد كان يكتمُ سرَّ الهوى / فأصبحَ وَهْوَ بهِ بائحُ
ولولا الهوى ماجَرَتْ أدمعي / وقد ناحَ طائرهُ الصادحُ
ومَنْ باتَ يشكو زمانَ الهوى / فاِنّي لعصرِ الهوى مادحُ
زَمانُ صحبتُ بهِ الغانياتِ / فميزانُ عَيْشي بهِ راجحُ
لهوتُ بهنَّ وطرفُ الشبابِ / اليهنَّ بي نازعٌ جامحُ
فكم ملَّ مسراىَ فيه الظلام / يُعنِقُ بي الأجردُ السابحُ
اِذا ما ضللتُ عنِ القصدِ فيه / هداني سِماكُ الدُّجى الرامحُ