عَرَاني الزمان بأَحْداثِهِ
عَرَاني الزمان بأَحْداثِهِ / فَبَعْضٌ أَطَقْتُ وَبَعْضٌ فَدَحْ
وَعِنْدِي فَجَائِعٌ للنّائِبَاتِ / وَلا كَفَجِيعَتِنا بالقَدَحْ
وِعَاءُ المُدَامِ وَتَاجُ البَنَانِ / ومُدْني السُّرورِ وَمُقْصِي التَّرَحْ
وَمَعْرِضُ راحٍ مَتَى يَكْسُهُ / ويُسْتَوْدَعُ السِّرِّ مِنْها يَبُحْ
وَجِسْمُ هواءٍ وإنْ لَمْ يَكُنْ / يُرَى للهَوَاءِ بِكَفِّ شَبَحْ
يَرُدُّ على الشَّخْصِ تِمْثَالَهُ / فإنْ تَتَّخِذْهُ مِرْآةً صَلَحْ
ويعبَقُ من نَكَهَاتِ المُدَامِ / فَتَحْسِبُ مِنْهُ عَبِيْراً نَفَحْ
وَرَقَّ فَلَوْ حَلّ في كِفّةٍ / ولا شَئَ في أُخْتِها ما رَجَحْ
يكادُ مع الماء إن مَسَّهُ / لما فيه من شَكِلهِ يَنْسَفِحْ
هَوَى من أَنامِلِ مَجْدُولَةٍ / فَيَا عَجَباً لِلَطْيفٍ رَزَحْ
وَأَفْقَدَيِنْهِ على ضِنَّةٍ / به للزَّمانِ غريمٌ مُلِحْ
كأنّ لَهُ ناظراً يَنْتَقي / فما يَتَعَمَّدُ غَيْرَ المُلْحِ
أُقَلِّبُ ما أبْقَتِ الحادِثا / تُ مِنْهُ وفي العيْنِ دَمْعٌ يَسُحْ
وَقَدْ قَدَحَ الوَجْدُ مِنّي بِهِ / على القلْبِ من نارِهِ ما قَدَحْ
وأَعْجَبُ مِنْ زَمَنٍ مانِحٍ / وآخَرَ يَسْلُبُ تِلْكَ المِنَحْ
فلا تَبْعَدَنّ فَكَمْ مِنْ حَشىً / عَلَيْكَ كليمٍ وقلْبٍ قَرِحْ
سيُقْضِدُ بَعْدَكَ رَسْمُ الغَبُوقِ / وتُوحِشُ مِنْكَ مَغَانِي الصُّبَحْ