القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن الخَيّاط الكل
المجموع : 3
بِنَفْسِي عَلَى قُرْبِهِ النَّازِحُ
بِنَفْسِي عَلَى قُرْبِهِ النَّازِحُ / وَإِنْ غالَنِي خَطْبُهُ الْفادِحُ
تَصافَحَ تُرْبَتُهُ وَالْنَّسِيمُ / فَنَشْرُ الصَّبا عَطِرٌ فائِحُ
كَأَنَّ الْمُغَرِّدَ فِي مَسْمَعِي / لِفَرْطِ اكْتِئابِي لَهُ نائِحُ
أَيا نازِلاً حَيْثُ يَبْلى الْجَديدُ / وَيَذْوِي أَخُو الْبَهْجةِ الْواضِحُ
ذَكَرْتُكَ ذِكْرى الْمُحِبِّ الْحَبِيبَ / هَيَّجَها الطَّلَلُ الْماصِحُ
فَما عَزَّنِي كَبِدٌ تَلْتَظِي / وَلا خانَنِي مَدْمَعٌ سافِحُ
مُقِيمٌ بِحَيْثُ يَصَمُ السَّمِيعُ / وَيَعْمى عَنِ النَّظَرِ الطّامِحُ
يَرِقُّ عَلَيْكَ الْعَدُوُّ الْمُبِينُ / وَيَرْثِي لَكَ الْحاسِدُ الْكاشِحُ
كَأَنْ لَمْ يَطُلْ بِكَ يَوْمَ الْفخَارِ / سَرِيرٌ وَلا أَجْرَدٌ سابِحُ
وَلَمْ تَقْتَحِمْ غَمَراتِ الْخُطُوبِ / فَيُغْرِقَها قَطْرُكَ النّاضِحُ
سَقاكَ كَجُودِكَ غادٍ عَلَى / ثَراكَ بِوابِلِهِ رائحُ
يُدَبِّجُ فِي ساحَتَيْكَ الرِّياضَ / كَما نَمَّقَ الْكَلِمَ الْمادِحُ
أَرى كُلَّ يوْمٍ لَنا رَوْعَةً / كَما ذُعِرَ النَّعَمُ السّارِحُ
نُفاجا بِجِدٍّ مِنَ الْمُعْضِلاتِ / كَأَنَّ الزَّمانَ بِهِ مازِحُ
نُعَلِّلُ أَنْفُسَنا بِالْمُقامِ / وَفِي طَيِّهِ السَّفَرُ النَّازِحُ
حَياةٌ غَدَتْ لاقِحاً بِالْحمِامِ / وَلا بُدَّ أَنْ تُنْتَجَ اللاّقِحُ
وَكُلُّ تَمادٍ إِلى غايَةٍ / وَإِنْ جَرَّ أَرْسانَهُ الْجامِحُ
وَما الْعُمْرُ إِلاّ كَمَهْوى الرِّشاءِ / إِلى حَيْثُ أَسْلَمَهُ الْماتِحُ
لَقَدْ نَصَحَ الدَّهْرُ مَنْ غَرَّهُ / فَحَتّامَ يُتَّهَمُ النّاصِحُ
حَمى اللهُ أَرْوَعً يَحْمِي الْبِلادَ / مِنَ الْجَدْبِ مَعْرُوفُهُ السّائِحُ
أَغَرُّ يَزِينُ التُّقى مَجْدَهُ / وَيُنْجِدُهُ الْحَسَبُ الْواضِحُ
أيا ذا الْمَكارِمِ لا رُوِّعَتْ / بِفَقْدِكَ ما هَدْهَدَ الصّادِحُ
فَما سُدَّ بابٌ مِنَ الْمَكْرُماتِ / إِلاّ وَأَنْتَ لَهُ فاتِحُ
أَبى ثِقَةُ الْمُلْكِ إِلاّ حِماكَ / حِمىً وَالزَّمانُ بِهِ طائِحُ
وَما كُلُّ ظِلٍّ بِهِ يَسْتَظِلُّ / مَنْ شَفَّهُ الرَّمَضُ اللاّفِحُ
طَوى الْبَحْرَ يَنْشَدُ بَحْرَ السَّماحِ / إِلى الْعَذْبِ يُقْتَحَمُ الْمالِحُ
فَبادَرْتَ تَخْسَأْ عَنْهُ الْخُطُوبَ / دِفاعاً كَما يَخْسَأُ النَّابِحُ
تَرُوعُ الرَّدى وَالْعِدى دُونَهُ / كَما رَوَّعَ الأَعْزَلَ الرَّامِحُ
عَطَفْتَ عَلَيْهِ أَبِيَّ الْحُظُوظِ / قَسْراً كَما يُورَدُ الْقامِحُ
وَباتَ كَفِيلاً لَهُ بِالثَّراءِ / وَالْعِزِّ طائِرُكَ السّانِحُ
صَنائِعُ لا وابِلُ الْمُعْصِراتِ / نَداها وَلا طَلُّها الرّاشِحُ
وَأُقْسِمُ لُوْ أَنَّ عِزّاً حَمى / مِنَ الْمَوْتِ ما اجْتاحَهُ جائحُ
وَلكِنَّ أَنْفُسَ هذا الأَنامِ / مَنائِحُ يَرْتَدُّها الْمانِحُ
وَأَيُّ فَتىً ساوَرَتْهُ الْمَنُونُ / فَلَمْ يرده رَوْقُها النّاطِحُ
سَبَقْتَ إِلى الْمَجدِ شُوسَ الْمُلُوكِ / كَما سَبَقَ الْجَذَعَ الْقارِحُ
نَشَدْتُكَ لا تُعْدِمِ الرّاحَ راحا
نَشَدْتُكَ لا تُعْدِمِ الرّاحَ راحا / وَلا تَمْنَعَنَّ الصَّبُوحَ الصَّباحا
فَقَدْ أَصْبَحَ الْغَيْثُ يَكْسُو الْجَمالَ / وُجُوهاً مِنَ الأَرْضِ كانَتْ قِباحا
يُعِيدُ إلى الْعُودِ إِيراقَهُ / وَيَهْتَزُّهُ بِالنَّسِيمِ ارْتِياحا
بَكى رَحْمَةً لِجُدُوبِ الْبِلادِ / وَحَنَّ اشْتِياقاً إِلَيْها فَساحا
وَسَحَّ كَما غَلَبَ الْمُسْتَها / مَ وَجْدٌ فَأَجْرى دُمُوعاً وَباحا
كَأَنَّ الْغُيُومُ جُيُوشٌ تَسُومُ / مِنَ الْعَدْلِ فِي كُلِّ أَرْضٍ صَلاحا
إِذا قاتَلَ الْمَحْلَ فِيها الْغَمامُ / بِصَوْبِ الرَّهامِ أَجادَ الْكِفاحا
فَوافاهُ يَحْمِلُ مِنْ طَلِّهِ / وَمِنْ وَبْلِهِ لِلقِّاءِ السِّلاحا
يُقَرْطِسُ بِالطَّلِّ فِيهِ السِّهامَ / وَيُشْرِعُ بِالْوَبْلِ فِيهِ الرِّماحا
وَسلَّ عَلَيْهِ سُيُوفَ البُرُوقِ / فَأَثْخَنَ بِالضَّرْبِ فِيهِ الْجِراحا
تَرى أَلْسُنَ النَّوْرِ تُثْنِي عَلَيْهِ / فَتَعْجَبُ مِنْهُنَّ خُرْساً فِصاحا
كَأَنَّ الرِّياضَ عَذارى جَلَوْنَ / عَلَيْكَ مَلابِسَهُنَّ الْمِلاحا
وَقَدْ غادَرَ الْقَطْرُ مِنْ فَيْضِهِ / غَدِيراً هُوَ السَّيْلُ حَلَّ الْبِطاحا
إِذا صافَحَتْهُ هَوافِي الرِّياحِ / تَمَوَّجَ كَالطِّرْفِ رامَ الْجِماحا
وَدِيكاً تَرى الصُّفْرَ جِسْماً لَهُ / وَمِن فِضَّةٍ رِيشهُ وَالْجَناحا
إِذا الماءُ راسَلَهُ بِالْخَرِي / رِ أَحْسَنَ تَغْرِيدَهُ وَالصِّياحا
لَهُ شِيمَتانِ مِنَ الْمَكْرُماتِ / يُرِيكَ الْوَقارَ بِها وَالْمِراحا
إِذا هَمَ مِنْ طَرَبٍ أَنْ يَطِيرَ / لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْ حَياءٍ بَراحا
إِذا ما تَغَنّى أَغارَ الْحَمامَ / فَرَجَّعَ أَلْحانَهُ ثُمَّ ناحا
غَداةٌ غَدا الْيَوْمُ فِيها صَرِيحاً / وَأَضْحى الْغَمامُ لَدَيْها صُراحا
كَأَنَّ حَياها يُجارِي الأَمِيرَ / لِيُشْبِهَ مَعْرُوفَهُ وَالسَّماحا
وَكَيْفَ يُشاكِلُ مَنْ لا يُغِ / بُّ مَجْداً مَصُوناً وَمالاً مُباحا
أَعّمَّ نَوالاً مِنَ الْبَحْرِ فاضَ / وَأَطْيَبَ نَشراً مِنَ الْمِسْكِ فاحا
فَدُونَكَ فاشْرَبْ كُؤُوساً تُصِيبُ / مِزاجاً لَهُنَّ السُّرُورَ الْقَراحا
إِذا ما جَلَوْنا عُرُوسَ الْمُدامِ / أَجالَ الْحَبابُ عَلَيْها وِشاحا
وَقَدْ فَسَحَ الوَصْلَ لِلْعاشِقينَ / فَصادَفَ مِنْهُمْ صُدُوراً فِساحا
إِذا كَرُمَ الدَّهْرُ فِي عَصْرِنا / فَكَيْفَ نَكُونُ عَلَيْهِ شِحاحا
أَتُرى أَبْصَرَهُ مِثْلِي الْقَدَحْ
أَتُرى أَبْصَرَهُ مِثْلِي الْقَدَحْ / فَغَدا زَنْدُ حَشاهُ يُقْتَدَحْ
وانْثَنَى مُنْكَسِراً مِنْ وَجْدِهِ / بِكَسِيرِ الطَّرْفِ كَالظَّبْيِ سَنَحْ
قَمَرٌ يَسْعَدُ لَوْ يُشْبِهُهُ / قَمَرُ اللَّيْلِ إِذا اللَيْلُ جَنَحْ
لَبِسَ الْحُسْنَ كَشَمْسِ الدَّوْلَةٍ الْ / مَلْكِ إِذْ يَلْبَسُ مَعْشُوقَ الْمِدَحْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025