تأوَّب كالبدر في جنحه
تأوَّب كالبدر في جنحه / وأين العواصم من سفحه
خيالٌ يزور أخير الدجى / فتحسبه مبتدا صبحه
وقد ضمَّ جَفنِي بزير الكرى / فيعرب في الحال عن فتحه
هوى شارح لي حديث الغرام / فلا تسال القلب عن شرحه
تعشقته شاهر الوجنتين / بما لقى القلب من جرحه
له سيف لحظ أراق الدّماءَ / فحمرة خدَّيهِ من نضجه
كأنَّ عذاريه خط الجمال / تميل النفوس إلى لمحه
رئيسٌ له في العلى منزلٌ / تزلّ الكواكب عن صرحه
يرجَّى وإن زاد في سخطه / ويخشى وإن لان في مزحه
ترقى به محمود مرقى الهلال / فلاحظ الضدّ في نبحه
وأعدى على نائبات الزمان / فما تشتكي الناس من فدحه
براحته قلمٌ قد دعا / شكاةَ الزمان إلى صلحه
يقول الرجاء لمتاحه / طغى سيل غيثك فاستصحه
ويوضح للناس نهج الثناءِ / فنظم القصائد من منحه
له كتبٌ في ديار العدَى / غني بها الجيش عن كدحه
تثقف مثل أعالي الشآم / بما اشتعل الدهر من لفحه
لك الله من واضحٍ مجدُه / كما اتَّضح الأفق عن صبحه
وبرُّك في الفضل برٌّ رفيع / فليس المعاند من طرحه
وكم لك عنديَ من منَّةٍ / كما أسرف الغيث في سحه
ينطقني جودك المرتجَى / ويدعو اللسان إلى صدحه
فاجْلب نظمي ونثري له / وأروي الصحيحين عن مدحه