تبسم عن شبم كالأقاحي
تبسم عن شبم كالأقاحي / ورخم أَلفاظ نشوان صاحي
وطاف علينا بعانيَّتين / أسكرنا غنج عين وراحِ
فكان للإثم أَقداحه / وتفاح خديه فوز القداحِ
فناديت لا أمرة في الهوى / تطاع لغير أمير الملاحِ
أأعزل من صبره يلتقي / كميّا من الحسن شاكي السلاحِ
له طرة كظلام الدجى / على غرة كضياء الصّباحِ
فؤادي من خوف هجرانه / مريض الجنان مهيض الجناحِ
يساوره حرج في السوار / ويقلقه قلق في الوشاحِ
مغاني اللّوى قد لوت عهدنا / وعهدك كلّ فتاة رداحِ
سحبن السحائب أذيالها / ورحن بربعك مرضى الرياحِ
ومرت بتربك منهلة / تباري ندى يد ترب السماحِ
فتى الصاحب المانح الأعطيا / ت ينهبها الناس نهب المباحِ
هو الصدر أصبح ذا راحة / تمير وصدر أمين النواحي
يبشرنا بشره بالمنى / ويقضي لآمله بالنجاحِ
وتسخر آراؤه بالظبي / وتهزأ أقلامه بالرماحِ
جواد إذا سيل معروفه / أَتاك يخجل سيل البطاحِ
الآن عريكة دهري نداه / فأصحب من بعد طول الجماحِ
وأحيا من البكر لكنه / يلاقي الحروب بوجه وقاحِ
توقل من مجده ذروة / فشيدها بالندى والكفاحِ
فما الروض باكره عارض / من المزن منهمر ذو انفساحِ
بكى شجوَه فيه مستعبرا / فأضحك نرجسه والاقاحِ
بأَطيب من عرضه نفحة / فلا زال ذا عرض مستباحِ
أقول لسائق عيسى غدا / طليح سرى منضيا للطلاحِ
أذلك ربع خدين الندى / أبي الفضل لاح فثق بالفلاحِ
فثم أخو كرم طرفه / إلى المكرمات شديد الطماحِ
يحن إلى البذل كل الحنين / ويرتاح للحمد أي إرتياحِ
أيا ابن غيوث السدى والندى / ويا ابن ليوث الوغى والكفاحِ
لقد كنت مقترحا منعما / فجاء بك الدهر فوق اقتراحي
لك الله كم لك من نعمة / غنيت بها عن أكف الشجاحِ
إذا أفسد الدهر لي حالة / سعت بمواهبها في صلاحي
فهنيت عيدا معادا علي / ك ما هزم الليل جيش الصباحِ
وعشت أخا نعمة ثبتة / فما يثبت الدهر ما أنت ماحي
ولا زلت تجعل أبدان من / يناوي معاليك بدن الأضاحي