أيجدي الفتى فيه يصفق راحا
أيجدي الفتى فيه يصفق راحا / ويرمض قلبا يلوع التياحا
لقد غلب الجرح ان يستطبّ / فمن أين أدمِلُ فيك الجراحا
أرِح فلغيرك هذا الرواح / برحتَ ولستُ أطيق البراحا
وسرعان ما قد أجبت المهيب / ملظّاً ينادي الرواحَ الرواحا
وطوّح حاديك خلفَ الركاب / يجعجع نوق المنايا طِلاحا
وناعٍ نعى منك ملمومة / رداحاً تُصادم أخرى رَداحا
وكبشاً يهيج كفحل الضراب / نناطح فيه القروم نِطاح
وما صاح ناعيك في بقعةٍ / من الأرض إلا وضجَّت صياحا
ولو كان يجدي عليك النواح / ملأتُ البلاد عليك نواحا
فقدتك فقد الشمال اليمين / ويا وجد من راح يفقد راح
غُصبتك علقا ولو بالنفوس الن / نفائس بيع لكان رباح
أتيح الحمام لمن لا يزال / يصرف للحتف حتفاً متاحا
وخُلقاً إذا فاح صاحَ النسيم / أخو العنبر الورد بالورد فاحا
يؤجِّجُ ناراً عليك الزفير / فيسفح ماء العيون انسفاحا
وما صحَّ وجد بقلب عليك / إلا أعلَّ القلوب الصحاحا
خفضت الجناح بذلٍّ عليك / وقد عزّ اخفض فيك الجناحا
أمنك معيدي الخيال الطروق / يحيي الهجود غدوّاً رَواحا
ويلمعُ برقك ذاك اللموع / لموحاً فيملأ عيني التماحا
ويسمح دهريَ فيك الضنين / بكف على الجود تندى سماحا
فيا قبَّح اللَه وجه الزمان / بقبح يشين الوجوه الملاحا
تصدى ليحلب ضَرغ الشطور / وولى يصد اللبون اللقاحا
خضضتُ الوطاب على زبدة / فلم أر إلا مخيضا صراحا
أحيدر زأراً بغيل القريض / عسى أن تقضَّ الكلاب النباحا
وذكرُهم وخز ذاك اللسان / يهتز بيضا وسمرا رِماحا
وبنت القريض التي قد نشت / فالبستها بالنسيب الوشاحا
إذا رنحتها رياح القبول ان / ثنت كالنزيف يميل ارتياحا
لربع جنانيَ أو أن يشير / جوىً كلما جنَّه القلب باحا
وشلَّت بنانيَ أو أن تجيل / قواصر تضربُ فيك قداحا
رثيت ولولا الرثا للفقيد / قلبت الرثاء عليك امتداحا