فُؤادي وفودُ الحَدَث
فُؤادي وفودُ الحَدَث / يَشيبانِ مِن ذا الحَدَث
أجدّك نَجمُ الهُدى / وَنَجمُ الجَدا في الجَدَث
رَماني زَماني الَّذي / إِذا طَلَبَ الحرَّ حَثّ
فَأَقصَدَ فَرعي وَقَد / زَكا في المَعالي وَأَث
كَيوسُفَ لكِنَّني / كَيَعقوبَ حُزناً وَبَث
تَكَسَّبَ مَجداً عَلى / صِباهُ سِوى ما وَرِث
وَأَقسَمَ لا فاتَهُ / كَبيرٌ فَما إِن حَنَث
وَكُنتُ وَتِلكَ الَّتي / وَهى حَبلُها فَاِنتَكَث
كَبَدرٍ وَشَمسٍ مَعاً / وَكانَ هِلالاً ثَلث
إِلى أَن جَرَت فُرقَةٌ / فَلَم أَكتَرِث وَاِكتَرَث
إِلى الحَدثِ مالَت هَوىً / وَمَلَّت حَديثَ الجَدَث
عَنا كُلُّ غِرٍّ خَنٍ / لِكُلِّ غَريرٍ خَنَث
عَفاءً عَلى دَهرِنا / فَكَم مِن جديدٍ أَرَث
أَمِن بَعدِ قُربِ نَوىً / أَمِن بَعدِ جِدٍّ عَبث
عَسى مَن يُوَفّي النُذو / رَ حَجّاً وَيَقضي التَفَث
يُزَوِّدُني دَعوَةً / بِمَكَّةَ إِذ لا رَفَث
يُغيثُ بِها باكِيا / فَأَيُّ الثرى لَم يُغَث
وَلَو لَم يَكُن دَمعُهُ / دَماً لَكَفى من حَرَث
شَجا الأسدَ ناعي اِبنِهِ / وَأَشمَت كَلباً لَهَث
أَضَمَّ الوَرى إِذ نُعي / فَقُل أَيَّ سُمٍّ نَفَث
أَلا إِنّ قَلباً سَرى / لِعَبدِ الغَنِيِّ اِنبَعَث
وَرُبَّ خَيالٍ لَهُ / أَلَمَّ فَلَمَّ الشَعَث
سَقى الأَرض مِن أَدمُعي / مُلِثُّ الحَيا في المَلَث
سَقاني ثُمَّ اِنثَنى / وَما ضَرَّهُ لَو مَكَث
وَرابَ بِحَثِّ السُرى / أَعن حَسَراتي بحَث
نَبُثُّكَ أَسرارَنا / وَماءَ المَآقي نَبُث
بَكَتكَ بَنو مالِكٍ / رَبيعَ الوَرى في الغَرَث
بِكُلِّ سَمينٍ قَروا / وَحاشا لَهُم كُلُّ غَث
وَلا يَغلثونَ القُرى / إِذا كُلُّ قارٍ غَلَث
يَلوثونَ أَزرَ التُقى / عَلَيهِم إِذا لَم تَلِث
فَحِلمٌ كَطَودٍ رَسا / وَجودٌ كَغَيثٍ أَلَث
أَعَبدَ الغنيّ اِلتَفِت / لِبَثٍّ بِقَلبي لَبَث
وَقِف بِالمرَزّا إِذا / بَرَزتَ لَهُ فَاِستَبَث
يُشَفَّع إِذا ما جَثا / غَداةَ قِيامِ الجُثَث
أَبَينَ الأَذى وَالقَذى / تَرَكتَ أَباكَ الشَعِث
وَقالَ لَكَ اللَهُ سِر / ترِث جَنَّتي لا تَرث
فَحُرتَ إِلى الحورِ لَم / يُلِمَّ بِها من طَمَث