القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد مُحرَّم الكل
المجموع : 2
مَتى يَنهضُ الشَرقُ مِن كَبوَتِهْ
مَتى يَنهضُ الشَرقُ مِن كَبوَتِهْ / وَحَتّى مَتى هوَ في غَفوَتِهْ
كَبا وَكذلك يَكبو الجَوادُ / براكبهِ وهوَ في حلبتِه
وَنامَ كَما نامَ ذو كُربَةٍ / تَملَّكَهُ اليَأسُ في كُربَتِه
وَهى عَزمُه ما يُطيقُ الحِراكَ / وَقَد كانَ كالليثِ في وَثبتِه
تجرُّ عَلَيهِ عَوادِي الخُطوب / كلاكِلَها وَهوَ في غَفلَتِه
نَواهِبَ ما كانَ مِن مَجده / سَوالبَ ما كانَ مِن عِزَّتِه
فَلا هوَ يَدفَعُ عَن حَوضِهِ / وَلا هوَ يَمنعُ مِن حَوزتِه
لَعاً أَيّها الشرقُ مِن عَثرَةٍ / بِها نَهضَ الغَربُ مِن عَثرتِه
لَقَد كُنتَ تَسبقُهُ أَعصُراً / وَقَد كانَ يَظلُعُ في مِشيتِه
إِلى المَجدِ حِينَ تَذرَّيته / وَحينَ تَضاءلَ عَن ذِروتِه
سَما الغَربُ وَاعتزَّ بَعد الَّذي / رَأى القَومُ ما كانَ مِن ذِلَّتِه
وَجَدَّ يَرومُ كبارَ الأُمورِ / فَقَد أَصبحت وَهيَ مِن بُغيَتِه
فَأَدركَ ما أَعجزَ المُدركين / وَلَم يَثنِ ذَلِكَ مِن هِمَّتِه
بَلى هوَ في سَعيهِ دائِبٌ / تزيدُ الكَوارِثُ في قُوَّتِه
إِذا نابَهُ حادِثٌ رائعٌ / تَخورُ العَزائمُ مِن خَشيتِه
دَعا مِن بَنيهِ مُطاعٌ مُجاب / تَخفُّ الجُموعُ لَدى دَعوَتِه
كِراماً يَكرُّون مُسترسِلينَ / كَمُبتدرِ الغنمِ في كرَّتِه
هم يَجبرون المَهيضَ الكسيرَ / إِذا فلَّلَ الدَهرُ مِن شَوكَتِه
وَهم يُكرِمونَ السَريَّ الكَريم / وَلا يَحمدونُ سِوى سِيرتِه
وَهم يُنصِفونَ وَلا يَظلمون / كَمَن أَصبحَ الظُلمُ مِن شِيمتِه
فَلا يُرفَعُ المَرءُ عَن قَدرِهِ / وَلا يُخفَضُ الشَيءُ عَن قيمتِه
خِلالٌ غَدَت غُرَّةً لِلخلال / وَهَل حُسنُ شَيءٍ سِوى غُرَّتِه
تَحَلّى بِها الغربُ سُقياً لَهُ / وَبُورِكَ فيهِ وفي حِليتِه
لَقَد كانَ في حُفرَةٍ ثاوياً / وَلَكن ثَوى الشرقُ في حُفرتِه
فَيا لَهفَ قَلبي لمجدٍ مَضى / وَيا شَوقَ نَفسي إِلى عَودتِه
وَيا لَهفَ آبائِنا الأَوّلين / على الشرق إن ظلَّ في نكبتِه
همو غادروه كرَوضٍ أريضٍ / تَتوقُ النُفوسُ إِلى نَضرتِه
وَنَحنُ تَركناهُ للعاديات / وَلم نَرعَ ما ضاعَ مِن حُرمَتِه
فَأَذهَبنَ ما كانَ من حُسنِه / وَأَفنَينَ ما كانَ مِن بَهجتِه
فَهَل يُسمعُ القولَ أَهلَ القُبورِ / خَطيبٌ فَيُسهِبُ في خُطبتِه
يُناديهمُ فِيمَ هَذا الرقاد / كَفى ما دَهى الشَرقَ مِن رَقدتِه
لَقَد ضاعَ بَعدكُمُ مَجدُهُ / وَكُلُّ المَثالبِ في ضَيعتِه
وَأَنتُم رِجالٌ ذَوُو نَجدَةٍ / فَلا تقعُدوا اليَومَ عَن نَجدتِه
لَكُم عَزَماتٌ صِلابٌ شِداد / يَلِينُ لَها الدَهرُ في شدَّتِه
قَواصمُ لِلمُعتَدي المُستَطيل / عَواصِمُ يَحمِينَ مِن صَولَتِه
بِها يُدرِكُ الشَرقُ ثاراتِهِ / فَيُشفى وَيَنقَعُ مِن غُلَّتِه
سَقى اللَه سُكانَ تِلكَ القُبورِ / غُيوثاً هَوامِعَ مِن رَحمَتِه
وَعَزّى بَني الشَرقِ عَن مَجدِهِ / وَبارك لِلغَرب في أُمَّتِه
أَما وَاللَيالي وَأَحداثِها
أَما وَاللَيالي وَأَحداثِها / وَما عَلَّمَت مِن كِبارِ العِظاتِ
وَما هَذَّبَت مِن نُفوسِ الكِرامِ / وَما ثَقَّفتَ مِن عُقولِ الهُداةِ
لَقَد كَشَفَ الشَرُّ عَن ساقِهِ / وَشَمَّرَ لِلرَوعِ أَهلُ التُراتِ
فَمَن كانَ يَكرَهُ أَن يُستباحَ / فَذَلِكَ يَومُ الحِمى وَالحُماةِ
بَني مِصرَ مَن يَكُ ذا نَجدَةٍ / فَمِصرُ تُريدُ سَبيلَ النَجاةِ
أُحيطَ بِها فَهيَ مَكروبَةٌ / تَضُجُّ وَتَشكو ضَجيجَ العُناةِ
دَعوا كُلَّ شَيءٍ سِوى نَصرِها / وَلا تَدَعوها بِأَيدي الغُزاةِ
وَضُمّوا الصُفوفَ وَلا تَسمَعوا / لِأَهلِ الأَباطيلِ وَالتُرّهاتِ
فَلَن يَلبَثَ الأَمرُ أَن يَستَقيمَ / إِذا اِجتَمَعَ القَومُ بَعدَ الشَتاتِ
دُعاةَ الحِمايَةِ لا تَنعَقوا / فَما أَهلَكَ الناسَ غَيرُ الدُعاةِ
أَيملِكُ باطِلُكُم أَن يَسودَ / وَقَد وَضَحَ الحَقُّ ذو البَيِّناتِ
وَصَفتُم لَنا حَسَناتِ الكِتابِ / فَما إِن رَأَينا سِوى السَيِّئاتِ
يَضُمُّ الحِمايَةَ فيما يَضُمُّ / لِأَبناءِ مِصرَ مِنَ المُزعِجاتِ
يُعَلِّمُنا كَيفَ تُرمى الشُعوبُ / وَكَيفَ تُقَبَّلُ أَيدي الرُماةِ
لَعُمرُ الغُواةِ وَما أَحدَثوا / لَقَد سَئِمَت مِصرُ دَعوى الغُواةِ
إِذا نَحنُ شِئنا نَشَرنا لَهُم / صَحائِفَ تَطفَحُ بِالمُخزِياتِ
عَلى اللَهِ يَومَ يَقومُ الحِسابُ / جَزاءُ الخَبائِثِ وَالطَيِّباتِ
عَمِلنا لَهُ نَبتَغي وَجهَهُ / إِذا ما اِبتَغى القَومُ بَعضَ الهَناتِ
لَنا وِجهَةُ الخَيرِ في العالَمينَ / وَلِلنَفسِ وجهَتُها في الحَياةِ
وَفَينا لِمِصرَ عَلى حالَةٍ / مِنَ الهَولِ قَذّافَةٍ بِالوُفاةِ
تَطيرُ بِهِم فَتَسُدُّ الجِواءَ / وَتَلوي بِأَجنِحَةِ العاصِفاتِ
تَمورُ الدِيارُ لِهَزّاتِها / وَلَو أَمسَكَتها قُوى الراسِياتِ
نُجاهِدُ لِلمَجدِ حَقَّ الجِهادِ / وَنَشرَعُ لِلناسِ دينَ الثَباتِ
نَصونُ لِمِصرَ أَماناتِها / وَنَبتَذِلُ المُهَجَ الغالِياتِ
وَلَن تُستَباحَ حُقوقُ البِلادِ / إِذا اِستَودَعَتها نُفوسُ الأُباةِ
أَمانُ الحُصونِ وَغَوثُ الجُنودِ / وَحِرزُ السَوابِغِ وَالمُرهَفاتِ
أَلا إِنَّ مِصرَ لَحَقُّ البَنينَ / وَعِرضُ الأُبُوَّةِ وَالأُمَّهاتِ
وَمَحكَمَةُ الدَهرِ مِن بعدِنا / تُقامُ لِأَجداثِنا وَالرُفاتِ
إِذا ما قَضى الدَهرُ أَحكامَهُ / فَتِلكَ حُكومَةُ أَقضى القُضاةِ
يُقَلِّبُ عَينَيهِ مُستَوفِزاً / إِذا صيحَ بِالرِمَمِ البالِياتِ
لَهُ كاتِبٌ عَبقَرِيُّ اليَراعِ / سَرِيُّ الصَحيفَةِ حُرُّ الدَواةِ
تُذيبُ لَهُ كيمياءُ الدُهورِ / مِدادَ الغَياهِبِ وَالنَيِّراتِ
يَروعُ الظَلامَ بِسودِ الخِلالِ / وَيُشجي الصَباحَ بِبيضِ الصِفاتِ
أَرى المَرءَ يَأخُذُ مِمّا يَشاءُ / وَيَأخُذُ مِنهُ حَديثُ الرُواةِ
إِذا كُتِبَ المَجدُ في أُمَّةٍ / فَلِلعامِلينَ وَلِلعامِلاتِ
وَإِنَّ الأُمورَ بِأَشباهِها / وَبَعضُ الَّذينَ كَبَعضِ اللَواتي
وَكائِنْ تَرى مِن فَتىً لا يَقومُ / غَداةَ الحِفاظِ مَقامَ الفَتاةِ
نَقَمتُ عَلى مِصرَ طولَ الجُمودِ / وَيَحسَبُهُ القَومُ طولَ الأَناةِ
بَلَوتُ الأُمورَ وَكُنتُ اِمرَأً / ذَكِيَّ الجنانِ كَبيرَ الحَصاةِ
فَلَم أَرَ فيما يَنوبُ الشُعوبَ / كَجَهلِ السَراةِ وَظُلمِ الوُلاةِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025