إذا أقبلَ الليلُ يا حيرتي
إذا أقبلَ الليلُ يا حيرتي / تفقّدت في الشطّ حوريّتي
وعدت كئيبا إلى غرفتي / أراعي الكواكبَ من شرفتي
سوأشعل بالوجد سيجارتي / فلا البدرُ حبّبَ لي سهرتي
ولا البحر هدّأ من ثورتي / وحيدا تسامرني فكرتي
أأجلسُ يا بحرُ وحدي هنا / فأينَ من العين ذاك السنى
وأين من القلب تلك المنى / وأين مواعيد نادت بنا
وأين المساء الذي ضمّنا / لديك وألف ما بيننا
فيا ويح قلبيض ماذا جنى / ليحمل هذا الأسى والضنى
خلا من محيّاكِ هذا المصيف / وأقفر ذاك النديّ اللطيف
كأني به قد دهاه الخريف / فليس عليه خيالٌ مطيف
ذوي بشره فهو أفق كسيف / وبرّ حزينٌ وبحرٌ لهيف
وموجٌ له أنّة أو وجيف / وريحٌ تنوحُ وليلٌ شفيفُ
غدا يا حبيبة عند المساء / ستسأل عنا نجوم السماء
ألم يضربا موعدا للقاء / على صخرة بين رمل وماء
أجل يا حبيبة هذا الضياء / ذهبنا وعدنا بحكم القضاء
غريبين نضرب عبر الفضاء / كأننا على جفوة أو تنائي
مددت إليك يدَ الواثقِ / فعادت بلذع جوى حارقِ
وأبعدت يا رحمة الخالقِ / فمَ الحب عن نبعك الدافق
تعالي إلى روحيَ الوامق / تعالي إلى قلبيَ الخافق
تعالي على عهدكِ السابق / تعالي إلى إلفك العاشقِ