وذي أربع كخوافي العُقَاب
وذي أربع كخوافي العُقَاب / يطيرُ بها السبق عن حلبَتِه
كأنّ الصَّبا قُيّدَتْ خَلْفَهُ / مُقَصّرَةً عن مدى وثبته
تَرى اللّيلَ يُغْمَسُ في وَجْهه / ويَبتَسِمُ الصبحُ من غُرّتِه
يقدّمُهُ للوغى مِحْرَبٌ / كأنّ الغَضنْفَرَ في نَثْلَته
كأنّ المَدى منهُ في قبضَةٍ / فإيّاكَ إيّاكَ من قبضته
بأزْرَقَ في أسمرٍ لم يَزَلْ / دمُ الذِّمْرِ كالكحلِ في زرقته
وعضبٍ لأنْفُس أُسْدِ الكِفاح / معاطبُ تكمنُ في سلته
ترى خضرَةَ الماء مشبوبَةً / بها حمرةُ النّار في صفحته
وتحسبه وادياً مُفْعَماً / سراباً تموّج في قفرته
يَنَالُ به فُسْحَةً في العلى / مَنِ ازدحمَ الهمُّ في هِمّته