المجموع : 2
سَلامٌ عَلَيكُم رِجالَ الوَفاء
سَلامٌ عَلَيكُم رِجالَ الوَفاء / وَأَلفُ سَلامٍ عَلى الوافِيات
وَيا فَرَحَ القَلبِ بِالناشِئينَ / فَفي هَأُلاءِ جَمالُ الحَياة
هُمُ الزَهرُ في الأَرضِ إِذ لا زُهورٌ / وَشُهبٌ إِذا الشُهبُ مُستَخفِيات
إِذا أَنا أَكبَرتُ شَأنَ الشَبابِ / فَإِنَّ الشَبابَ أَبو المُعجِزات
حُصونُ البِلاد وَأَسوارُها / إِذا نامَ حُرّاسُها وَالحُماة
غَدٌ لَهُم وَغَدٌ فيهِم / فَيا أَمسُ فاخِر بِما هُوَ آت
وَيا حَبَّذا الأُمَّهاتُ اللَواتي / يَلِدنَ النَوابِغ وَالنابِغات
فَكَم خَلُدَت أُمَّةٌ بِيَراعٍ / وَكَم نَشَأَت أُمَّةٌ في دَواة
أَنا شاعِرٌ أَبَداً تائِقٌ / إِلى الحُسنِ في الناس وَالكائِنات
أُحِبُّ الزُهور وَأَهوى الطُيورَ / وَأَعشَقُ ثَرثَرَةَ الساقِيات
وَرَقصَ الأَشِعَّةِ فَوقَ الرَوابي / وَضِحكَ الجَداوِل وَالقَهقَهات
تُطالِعُ عَينايَ في ذا المَكانِ / رَوائِعَ فاتِنَةٍ ساحِرات
كَأَنَّ الفَضاء وَفيهِ الطُيورُ / بُحورٌ بِها سُفُنٌ سابِحات
كَأَنَّ الزُهورَ تَرقرَقُ فيها / سَقيطَ النَدى أَعيُنُ باكِيات
وَمِن بُلبُلٍ ساجِعٍ لِمُغَنٍّ / وَمِن زَهرَةٍ غَضَّةٍ لِفَتاة
فَما أَجمَلَ الصَيفَ في الخَلَواتِ / وَأَروَعَ آياتِهِ البَيِّنات
نَضا السُترُ عَن حَسَناتِ الوجودِ / وَكانَت كَأَسرارِهِ الموضمَرات
وَأَحيا رَغائِبَنا الذابِلاتِ / فَعاشَت وَكانَت كَأَرضٍ مَوات
فَفي الأَرضِ سُحر وَفي الجَوِّ عِطرٌ / فَيا لِلكَريم وَيا لِلهِبات
أَمامُكُمُ العَيشُ حُرٌّ رَغيدٌ / أَلا فَاِغنَموا العَيشَ قَبلَ الفَوات
رَأَيتُ غُلاماً مَليحَ الرُواء
رَأَيتُ غُلاماً مَليحَ الرُواء / تَلوحُ النَباهَةُ في مُقلَتِه
فَقُلتُ تَجَنّى عَلَينا الشِتاء / وَقَد نَفِدَ الفَحمُ مَعَ كَثرَتِه
فَهَل مِن دَواءٍ لِهَذا البَلاء / لَدَيكَ أَجابَ اِقفُلوا المَدرَسه
فَقُلتُ صَغيرٌ يُحِبُّ الفَضاء / وَيَكرَهُ ما لَيسَ مِن فِطرَتِه
وَأَبصَرتُ لِصّاً عَلى الزاوِيَه / كَثيرَ التَلَفُّتِ نَحوَ القُصور
فَقُلتُ مَنازِلُنا خالِيَه / مِنَ الفَحم وَالفَحمُ نار وَنور
فَقالَ لَياليكُم الداجِيَه / تَزول وَلَكِن بِهَدمِ السُجون
فَقُلتُ شَقِيٌّ مِنَ الأَشقِياء / يُجاهِدُ مِن أَجلِ حُرِّيَتِه
وَعُدتُ إِلى رَجُلٍ موسَرٍ / لَهُ شُهرَة وَلَهُ مَنزِلَه
فَقُلتُ سَرِيُّ كَلامُ السَرِيِّ / إِذا وَقَعَ الناسُ في مُشكِلَه
فَما هُوَ رَأيَكَ قالَ اِقصِر / مَعَ البَردِ لا تَنفَعُ الوَلوَلَه
فَأَدرَكتُ أَنَّ فَتى الأَغنِياء / ضَنينٌ يَخافُ عَلى ثَروَتِه
وَأَبصَرتُ شَخصاً كَثيرَ الحَذَر / فَرُحتُ أَبُثُّ لَهُ لَوعَتي
فَحَملَقَ حَتّى رَأَيتُ الشَرَر / يَطيرِ سِراعاً إِلى مُهجَتي
وَصاحَ هِيَ الحَربُ أَصلُ الخَطَر / فَرُدّوا الحُسامَ إِلى غِمدِهِ
فَقُلتُ عَدُوٌّ قَليلُ الحَياء / يُحاذِرُ شَرّاً عَلى دَولَتِه
هُيوز وَقَد كانَ قَبلاً مُرَشَّح / شَكَوتُ إِلَيهِ اِنقِلابَ الأُمور
وَلَمّا طَلَبَتُ الجَوابَ تَنحنَح / وَقالَ الحِلاقَةُ أَصلُ الشُرور
فَقُلتُ المُرَشَّحَ لا شَكَّ يَمزَح / وَما زِلتُ في حَيرَة وَاِضطِراب
كَطَيّارَةٍ في مَهَبِّ الهَواءِ / إِلى أَن نَظَرتُ إِلى لِحيَتِه