كَذا لا تَزالُ رَفيعَ الرُتَب
كَذا لا تَزالُ رَفيعَ الرُتَب / كَثيرَ العَدُوِّ كَثيرَ الغَلب
وَقَد وَهَبَ اللَهُ هَذا النَعيمَ / وَما يَرجِعُ اللَهُ فيما وَهَب
وَمَن عاشَ أَبصَرَ في حاسِدِيكَ / وَفِيمَن يُعادِيكَ أَمراً عَجَب
أَرادُوا تَمَلُّكَ ما في يَدَيكَ / وَماتُوا وَلَم يُقضَ ذاكَ الأَرَب
وَكَم طَلَبُوا لَكَ بُؤسَ الحَياةِ / فَما أَنجَحَ اللَهُ ذاكَ الطَلَب
فَلا تَحفِلَنَّ بِصَرفِ الزَمانِ / فَأَنتَ المُظَفَّرُ كَيفَ اِنقَلَب
وَلا تُبقِ مالاً فَرِزقُ الكَريمِ / م يَأتيهِ مِن حَيثُ لا يَحتَسِب
إِذا سَلَّمَ اللَهُ رُوحَ الأَميرِ / فَأَهونَ شَيءٍ ذَهابُ الذَهَب
وَمَن كَسِبَ الحَمد في الخافِقَينِ / فَلَيسَ يُبالي عَلى ما كَسَب
فَخُذ ما صَفا مِن لَذيذِ الحَياةِ / وَدَع لِسِواكَ الأَذى وَالنَصَب
وَلا تَخبَ إِلّا شِفارَ السُيوفِ / وَهذِي الرِجالَ وَهذِي الخُطَب
لَعَمرِي لَقَد قُمتَ نِعمَ القِيامِ / وَجَمَّلَ ذِكرُكَ ذِكرَ العَرَب
وَحَجَّت إِلَيكَ وُفودُ البِلاد / دِ مِن كُلِّ فَجٍ سَحيقِ الحَدَب
فَقَومٌ لَهُم كَعبَةٌ في الحِجازِ / وَقَومٌ لَهُم كَعبَةٌ في حَلَب
فَهَذِي تُحَجُّ لِغَفرِ الذُنوبِ / وَهَذي تُحَجُّ لِبَذلِ الرَغَب
وَفي الدَستِ أَروَعُ مِثلُ الحُسام / سَريعُ الرِضا لا سَريعُ الغَضَب
نَظيرُ الهِزَبرِ إِذا ما استُثِيرَ / وَندُّ الغَمامِ إِذا ما اِنسَكَب
إِذا كَتَبَ المُلكَ لي خالِداً / كَتَبتُ لَهُ مِثلَ ما قَد كَتَب
مَدائِحُ تَبقى بَقاءَ الزَمانِ / وَتَخلُدُ فيهِ خُلودَ الحِقَب
أَبا صالِحٍ لَيسَ كُلُّ الكَلامِ / يَبقى وَلا كُلُّ قَولٍ يُحَبّ
خَدَمتُكَ وَالرَأسُ وَحفُ السَوادِ / وَها هُوَ أَبَيَضُ مِثلُ الحَبب
وَمِثلُكَ يَطلُبُ مِثلي نَداهُ / فَيَأتِيهِ أَزيَدُ مِمّا طَلَب