القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صُرَّدُر الكل
المجموع : 4
حرامٌ علىَّ طُروقُ الديا
حرامٌ علىَّ طُروقُ الديا / رِ ما دام فيها الغزالُ الربيبُ
أشاهد في جانبيها هواىَ / لغيري وماليَ فيه نصيبُ
وقد كان فوضَى فكان المنى / تعللنى والتمنِّى كذوبُ
فلمَّا تصيَّده قانصٌ / ألدُّ على ما حواه شَغوبُ
تداويتُ من مرضٍ في الفؤاد / بيأسىَ واليأسُ بئسَ الطبيبُ
فقد وهبَ الثأرَ ذاك الحريصُ / ونام على الحقدِ ذاك الطلوبُ
ومن عزَّ مطلبُه مُهمَلا / فكيف به وعليه رقيبُ
فلا حظَّ فيه سوى لمحةٍ / تُنافس فيها العيونَ القلوبُ
وُجود الأمير بأمثاله / فكلُّ بعيدٍ عليه قريبُ
وهوب الجيادِ وبيضِ القِيا / ن والظبي يرتجُّ منه الكثيبُ
وعَقَّار كُومِ الصَّفايا إذا / تعذَّرَ عند الضُّروع الحليبُ
تَعيثُ الأخلاّءُ في ماله / كما عاث في جانب السِّربِ ذيبُ
وما يسحَرُ القولُ أخلاقَهُ / ولكنّه الكرمُ المستجيبُ
ظفِرتَ وويلُ امّها حُظوةً / ببدرٍ تُزرُّ عليه الجيوبُ
إذا رُدِّد الطَّرفُ في حسنه / أثار البديعَ وماج الغريبُ
عُبوسٌ يُولَّد منه السرورُ / ومن خُلُقِ الخندريسِ القُطوبُ
وتيهٌ كأَنْ ليس بدرُ السماء / يُلمُّ الكسوفُ به والغُروبُ
ولولا حياءٌ تقمَّصتُهُ / لأجلكَ حجَّ إليه النسيبُ
سأطوِى على لَهبٍ غُلَّتى / إلى أن يُعطَّلَ ذاك القَليبُ
وأعلمُ أنْ سيباحُ الحمى / إذا أظهر الشَعراتِ الدبيبُ
طِرازٌ ينمنُمِ في العارضيْن / يُزَّينُ منه الرداء القشيبُ
فما ذلك الحسنُ مستقبَحا / بشَعرٍ ولو لاح فيه المشيبُ
تفيض نفوسٌ بأوصابها
تفيض نفوسٌ بأوصابها / وتكتم عوَّادُها ما بِها
وما أنصفتْ مهجةٌ تشتِكى / هواها إلى غير أحبابها
ألا أرِنى لوعةً في الحشا / وليس الهوى بعضَ أسبابها
ومن شرفِ الحبِّ أن الرجا / لَ تشرِى أذاه بألبابها
وفي السِّرب مُثْرِيةٌ بالجمالِ / تُقسِّمه بين أترابها
فللبدر ما فوق أزرارها / وللغصن ما تحت جِلبابها
كأنّى ذَعرتُ بها في الخِبا / ءِ وحشيَّةً عند مِحرابها
أتبِّعها نظرا معجَلا / يعثِّر عينى بهُدّابها
متى شاء يقطِف وردَ الخدود / وقَتْهُ الأكفُّ بعُنّابها
كفانىَ من وصلها ذكرةٌ / تمرُّ على بَرْد أنيابها
وأن تتلألأ بروقُ الحمى / وإن أضرمتنى بإلهابها
وكم ناحلٍ بين تلك الخيا / م تحسَبه بعضَ أطنابها
فمن مخبرٌ حاسدى أننى / وهبتُ الأمانى لطُلاّبها
فإن عرَضتْ نفسَها لم تجد / فؤادىَ من بعض خُطّابها
يُسرُّ الغطارفةَ الأكرمي / ن قَرعُ مديحى لأبوابها
فها هي من قبل رفع الحجاب / يضاحكنى بشرُ حُجّابها
أنزِّه قَعْبىَ عن خَلِّها / وآنَفُ من مخِض أوطابها
وأعلم أن ثيابَ العفا / ف أجملُ زِىٍّ لمجُتابها
عدلتُ السرابَ بأوراقها / ولمعَ البروق بأذهابها
ولو شئتُ أرسلتُها غارةً / تعود إلىَّ بأسلابها
ولكننى عائفٌ شهدَها / فكيف أنافسُ في صابها
تذِلُّ الرجالُ لأطماعها / كذلِّ العبيد لأربابها
فلا تقطِفنّ ثمارَ المُنى / فبئسَ عُصارةُ أعنابها
وعُجْ بالأجلِّ أبي قاسمٍ / لتأتى المكارمَ من بابها
فنعمَ الرياضُ لمرتادِها / ونعمَ الديارُ لمنتابها
وأوديةٌ من يَرِدْ ماءَ ها / يرَ السُّحبَ من بعض شُرّابها
إلى كعبة الجود من راحتيه / تُشدّ الرحالُ بأقتابها
مناقبُ مثلُ عِدادِ الرمالِ / تكُدُّ أناملَ حُسّابها
وتُتعبُ ألسنَ دُرَّاسِها / وتُفنِى قراطيسَ كُتَّابها
تجاوزتَ حدّ صفاتِ البليغ / فمادُحها مثلُ مُغتابها
يذُمُّ البضائعَ ما لم يُعِ / دَّ من الشكر أوفرَ أكسابِها
تظُنُّ بأفواه مُدّاحهِ / عُقارا تدارُ بأكوابها
تُصافَحُ منه أكفُّ الرجاء / برطبِ الأنامل وَهَّابها
كأنّ الشؤالَ على رِفده / قِداحٌ تفوذ بأنصابها
إذا اشتكت الأرضُ داءَ المحو / لِ داوَى رُباها بإخصابها
من العصبة المدركين العُلا / بأحسابها وبأنسابها
أجاروا على الدهر من صَرفِه / وجاروا على الأُسْد في غابها
وساسوا ولاءَ قلوبِ الرجال / بإرغابها ثم إرهابها
كنوزُ محامِدها والثناءِ / عليها ذخائرُ أعقابها
ولم تَلبَس الرَّيْطَ إلا رأيتَ / محاسنَها نقشَ أثوابها
تعجَّبُ من حُسن بهجاتها / إلى أن ترى حسنَ آدابها
وإنَّ مكارمَ أخلاقها / تقوم مقاماتِ ألقابها
تمَلَّ بأيّام هذا الزمان / تجرُّ ذلاذلَ جِلبابها
مقامَ السواد لأربصارها / ومثلَ النُّخاع لأصلابها
إذا أنت أفنيتَ أيّامَها / توالت عليك بأحقابها
علَى مَن تبيعُ متاعَ الأدبْ
علَى مَن تبيعُ متاعَ الأدبْ / وتنثُرُ دُرَّ كلام العرَبْ
ومن يستحقُّ حُلِىَّ المديح / يصاغُ له كحُلِىّ الذهبْ
سَنَحْن كما اعترضَ الربرب
سَنَحْن كما اعترضَ الربرب / ولكنَّ صدَّهُم أعجبُ
وجوهٌ ترقرقَ ماء الجما / لِ فيهنّ لو أنّه يُشرَبُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025